سقطت مدينة الموصل , اكبر محافظات العراق, وبوابته من الشمال للجانب الشامي , في منتصف حزيران 2014 , واحتلتها حثالات البشر من التي مسخها الله بهيئة وحوش تقتات على ماتجنيه من ذبح الابرياء , مجتمعه من شرق واواسط اسيا والعالم تحت رايات السواد التكفيري .
انسحبت الجيوش العراقية المسلحة من هناك , مخلفةً ثكناتها العسكرية واسلحتها الثقيلة , راجعة الى بغداد بالباس المدني , فارتعدت اوصال العراق وتلاطمت مكونات المجتمع مرتعبة , ماذا تصنع الاهالي المسالمة امام هذه الوحوش الداعشية المتعطشة للدم , بعد انكسار الجيش العراقي المسلح والمجج بالحديد والنار في الموصل, الذي هو سور الوطن وحامي عرينه وينام الشعب مطمئن في جنبه , فماذا كان يجول من الخواطر, هو عباره عن بنات افكار الالم والحصرة على الانهيارات العسكرية المتوالية في المدن الشمالية والغربية السريعة , الذي عزز حالة الانهزام في دواخل بنية الفرد والمجتمع , بعد ذالك الحدث , الذي لا امل بعدة , غير انك لاترى غير الذهاب الى الحروب الالهية الطائفية وربما حتى في المذهب الواحد وحتى المدينة نفسها .
بعد بحار القلق ووظلمات الخوف التي عاشها الشعب العراقي بعد فاجعة سقوط الموصل بثلاث ايام , جاءت الفتوى المباركة من المرجعية العليا المباركة والمتمثلة بالامام السيد السيستاني "دام ظلة الوارف" , فانبرى لها الشعب ملبياً نداء الجهاد , فتحول باراد الله , الجيش المنكسر الى جيش منتصر , والشعب الغارق في بحارالخوف الى شعب شجاعاً خارجاً الى ميادين التطوع , ماتزاً بلباس بيته ,ماسكاً اي آلة يمتلكها في بيته حتى لو كانت فأساً او سيفاً , بعد ان كان يعتقد ان الانتصار لايتم الا بالاسلحة الثقيلة التي فقدها بالموصل , فعاد الجيش العراقي البطل بمساندة المتطوعين يحقق تحرير المدن واحدة تلو الاخرى , التي سقطت بيد داعش وصولا اليوم الى الموصل .
فالعراقي او الجيش العراقي لم ينهزم يوماً ولم يكن منهزماً في الموصل , بل من انهزمت هي العقيدة التي تبني الانسان , وتجعله مؤمناً بوجوده ولما يقاتل دونه له اهميته في الحفاظ على البلاد , والعقيدة المفقودة هذه اعادها المرجع الاعلى بفتوته الكبرى , التي الهمت كل عراقي الشجاعة وجعلته يتمنى ان يكون في الصف الاول من سواتر الدفاع عن الوطن .
هذا هو الشعب العراقي المجاهد , بعد 850 يوم من سقوط الموصل ,بكامل عدده وعدته وطوائفه واديانه ومذاهبه واحزابه وتياراته المختلفة يعيش الوحدة , بعد ان رسموا له الانقسام والفرقة , يقول للعالم , لا انهزام بعد اليوم .
|