• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وَهْمُ التَّسْوِيَةِ التّارِيخِيَّةِ..دَعَايَةٌ إِنْتِخابِيَّةٌ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

وَهْمُ التَّسْوِيَةِ التّارِيخِيَّةِ..دَعَايَةٌ إِنْتِخابِيَّةٌ

   ١/ يتساءل كثيرونَ عن سرِّ الإصرار التُّركي على المشاركة في معركة المَوصل؟ وما وراء التّهديدات التي تُطلقُها أَنقرة ضدّ قوّات الحشد الشّعبي البطلة التي تشارك جنباً الى جنب قوّاتنا المسلّحة الباسلة والبطلة؟!.
   إِنّها، تركيا، ليست حريصة على القضاءِ على الارهابيّين، كما أَنّها غير مُكترثة كثيراً ببقاءِ المَوصل مُغتصبةً على يدِ الارهابيّين! كيف تكترث وهي التي مكّنتهم منها؟!.
   الشَّيء الذي لا يعرفهُ كثيرون هو انَّ أَنقرة حريصة كلّ الحرصِ على إنقاذِ قرابة (٥٠٠) عنصر إِرهابي مرتبطين بها يتخندقونَ في مدينة [تلَّعفر] منذُ إِحتلالها من قبَل الارهابيّين ولحدّ الآن، والذين اتَّخذوا من المدينةِ مقرّاً وممرّاً ومُعسكراً خلفيّاً وقاعدةً لتمكين وتمويل الجماعات الارهابيّة المُرتبطة بأَنقرة!.
   وانّ تركيا تعرف جيّداً انَّ تحرير [تلَّعفر] على يد قوّات الحشد الشّعبي على وجهِ التّحديد يُفقدها كلّ الفُرص لإنقاذ هذه المجموعة الارهابيّة! كما لم يمنحها أَيّة فُرصة لا للهرب ولا للمُقاومة والصّمود لحين إِنقاذهم بطريقةٍ من الطّرق من قِبل أَنقرة، ولهذا السّبب فانَّ الاخيرة تُهدد وتتوعّد وتُحاول تأخير المواجهة في هذه المدينة تحديداً علّها تجد حلّاً أَو طريقةً ما للمساومةِ على هؤلاء الارهابيّين يُنقذهم من القتل عن بِكرةِ أَبيهم أَو يقعون أَسرى بيد قوّات الحشد الشّعبي فيفضحونَ كل المستور والخبايا والخفايا بشأن دور تُركيا في احتضانِ ودعمِ وإِسناد الارهابيّين في المَوصل تحديداً!.
   ٢/ عرِفنا انَّ الهزيمة يتيمة أَمّا الانتصار فلهُ مليون أَبٍ، كما يقول المثل المعروف، ولكنّنا لم نعرف أَبداً انَّ سياسيّين فاسدين وفاشلين يدَّعون أُبوَّتهُم للانتصار حتّى قبل أَن يتحقّق! حتى سمعناهُم أَمس يتحدّثون عن [تسوياتٍ تاريخيّةٍ ما بعد المَوصل] وهذا ما يفعلهُ بعض السياسيّين اليوم وهم يتحيّنون الفُرصة لتبنّي الانتصار المُرتقب في معركة تحريرِ المَوصل ليتمَّ بها تحرير آخر شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة من دَنَسِ الارهابيّين!.
   وبذلك يكون هؤلاء الفاسدين والفاشلين يُتاجرون بدماءِ العراقيّين وآلامهم لتحقيق [مساوماتٍ تاريخيّة] كما هو دَيدَنهم دائماً! تحمي مصالحهم الحزبيّة والعائليّة!. 
   إِنّهم يتحدّثون عمّا يسمّونهُ بالتّسوياتٍ التّاريخية فيما بينهم، لتضليلِ الرّأَي العام العراقي الذي لازالَ يبحث عن المسؤول منهم عن إِحتلال الارهابيّين لنصفِ الْعِراقِ عندما تمدَّدت فُقاعتهم قبل أَكثر من سنتَين!.
   لا أَدري عن أَيّة تسويات يتحدّثون وقد بانت خياناتهم من الآن وهي تتحدَّث عن أَنّها ستأتي على حسابِ الحقيقة! والا ماذا يعني إِتّفاقهم على إِعادةِ [عجلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأقلّ الى منصبهِ السّابق كمُقدمةٍ لتحقيق التّسويات المزعومة؟!.
   الا يخجلونَ من مثلِ هذه التّسويات التي تأتي على حسابِ دماء العراقيّين التي أُريقت على يد الارهابيّين بسببِ فسادهِم وفشلهِم؟! وعلى حسابِ العِرض والشّرف الذي انتُهكَ على يدِ الارهابيّين بسببِ فسادهِم وفشلهِم؟! وعلى حسابِ المُدن والتّاريخ والحضارة والتُّراث الذي دمَّرهُ الارهابيّون بسببِ فسادهِم وفشلهِم؟! وعلى حسابِ النَّسيج الاجتماعي القائم على أساس التنوّع والتعدديّة والذي دمَّرهُ الارهابيّون بسببِ فسادهِم وفشلهِم؟!.
   انَّ [العصابةَ الحاكمةَ] لا يمكنُها أَبداً أَن تُحقّق أَيّة تسويات لا آنيّة ولا تاريخيّة تحقّق الصّالح العامّ، فلقد خبرها العراقيّون فوجدها أَنّها بالفعل عصابةٌ بكلِّ معنى الكلِمة لا تجد نفسها الّا في الأزمة ولذلك تجدها تخلق الأَزمات التي تتوالد بشَكلٍ هندسيٍّ مستمرٍّ! فكيف سيحقّقونَ توافقاتٍ تاريخيَّةٍ مزعومةٍ؟!.
   إِنّهم يعيشونَ الوهْم وهم يعرفونهُ جيّداً، ولكنّهم يُحاولونَ بالوهمِ الذي يُطلقونهُ بالشّعارات الفارغة والمشاريع [المخمليّة] تضليل الرّأي العام لكسبِ الجولةِ القادمةِ من الانتخاباتِ النّيابيّةِ، فلولاها لما اضطرّوا لمثل هذه الاستعراضات البهلوانيَّة ولِما سمِعنا منهم حديثاً عن تسوِياتٍ من هذا النّوع! وكلّ ذلك ليظلّوا جاثمينَ على صدرِ العراقيّين يعيثونَ في البلادِ الفساد، ويقودونها للمجهولِ أَكثر فأَكثر! وهو الأَمرُ الذي يجب أَن ينتبهَ لهُ العراقيّون فيضعوا لهُ حداً والّا فسيخسرونَ كلَّ شَيْءٍ!.
   لو صدقت [العصابةُ الحاكمةُ] لحقَّقت تسوياتها المزعومة خلال السّنوات الـ (١٣) المنصرمة! فلوفَّرت الكثير جداً من الوقت والدّم والعِرض! فأَين كانوا خلال هذه الفترة الزّمنية الطّويلة التي أُريقت بسبب خلافاتهِم وتخندقهم في شرانقهِم الحزبيّة والعائليّة الضيّقة دماءٌ وانتُهكت أَعراضٌ ودُمِّر البلد وضاعَ الحاضر والمُستقبل؟!. 
   ٣/ لقد أَصبح الحديث عن مشاريع الاستقلال والانفصال التي كان يُهدّد بها بعض القادة الكُرد، في خبرِ كانَ ومن الماضي! فبعدَ ان تقسَّم إِقليم كُردستان الى إِقليمَين واحِدٌ شمالي وآخر جنوبي بسبب خلافات القادة الكُرد، لم يعُد بالامكانِ الحديث عن حدودٍ يتم إِعادة رسمها بالدَّم! ولذلك فانَّ من الأفضل للجميع، وللكُرد تحديداً، ان ينتبِهوا للمخاطر الجمّة التي يتعرّض لها العراق! والتي سوفَ لم ولن يسلم منها أَحدٌ أَبداً اذا اعتقدَ انَّ التّفكير خارج السّرب أُحاديُّ الجانب يساعدهُ للنّجاة بجلدهِ! أَبداً فلقد أَثبتت التّجربة القاسية التي مرَّ بها العراقيّون خلال الفترة الماضية أَنّهم جميعهُم في مركبٍ واحدٍ فمَن يخرقهُ يُعرِّض نفسهُ والآخِرين لخطرِ الغرقِ المُحتَّم وبنفس المقدار المتساوي، فلا ينجو من ذلك أَحدٌ بأيِّ شكلٍ من الأشكال!.
   أفضلُ للجميعِ وأَسلم أَن يُفكِّروا بعقليَّةٍ وطنيَّةٍ من أَن يظلّوا يلتفّوا حول شرانقهِم الضَّيِّقة! فهي بكلِّ بساطةٍ لن تحميهِم مهما قَوِيَت خيوطُها فالتَّحدِّيات أَقوى وأَشدّ!.    
   ١ تشرين الثّاني ٢٠١٦
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85601
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29