• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : غابة اوكيجاهارا غابة الأنتحار في اليابان؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

غابة اوكيجاهارا غابة الأنتحار في اليابان؟!

 قد يكون العنوان صادما للقاريء أو فيه شيء من الغرابة!، فهل يعقل او يصدق ان اليابانيين ينتحرون؟ كيف ولماذا؟، فأذا كان الفرد الياباني ينتحر فماذا يفعل المواطن العراقي أو المصري أو الليبي أو اليماني أو التونسي؟؟.
 ولكن هذا هو الخبر الذي نشرته صحيفة المشرق الغراء في عددها 3610 ليوم السبت الموافق 29/10/2016. حيث يقول الخبر( بأن حالات الأنتحار أزدادت في اليابان الى 78 حالة انتحار عام 2002 وسنويا يعثر رعاة الغابات الذين يقومون بتنظيف الغابات على حوالي 70 جثة لأناس منتحرين!
 حالات الأنتحار هذه أضطرت الشرطة اليابانية ان تكتب يافطات تعلقها على الأشجار تقول// حياتك هدية ثمينة من والديك، أو يكتبون عبارة: يرجى الرجوع للشرطة قبل أن تقرر الموت//.) الى هنا أنتهى الخبر.
 أعود للقول كما ذكرت في مقدمة المقال بأن موضوع الأنتحار في اليابان يثير الأستغراب والتعجب، ومن الصعوبة معرفة السبب؟ حيث أن القاصي والداني يعرف بأن كل شعوب العالم في كفة والشعب الياباني وحده في كفة من ناحية تفرده وتميزه!،
 وكفته هي الأرجح والأعلى بين شعوب العالم!، حيث يطلق العالم على اليابان بأنها (بلاد التكنلوجيا والأبداع والصدق والأيمان!، وبلاد الأمن والعدل)، وبأنهم سكان من (كوكب آخر!) فكيف يعقل أن ينتحر الأنسان فيها؟ لا سيما وأن الدولة تحرص على ان توفر له الحياة الكريمة بأرقى صورها من خدمات الى ضمانات أجتماعية وتعليمية وصحية.
 وقصص تميز اليابانيين والتي تثير التعجب كثيرة منها ( أنه عام 1957 سقطت أمرأة عجوز يابانية عمياء على مسار القطار وماتت، الحادث كان فاجعة كبيرة على اليابانين جميعا، حيث أعلنوا الحداد العام، وأستقالت الحكومة بكاملها وتم تغيير نظام المواصلات بشكل عام في البلاد ليلائم ذوي الحاجات الخاصة ولم يكتفوا بكل ذلك بل قاموا بكتابة لوحات في كل شوارع اليابان لا تزال موجودة لحد الآن تقول ( لن ننسى الأنسانة التي أيقضت ضمير الشعب الياباني!)
تميز آخر لهذا الشعب الراقي بأن مديراحدى شركات القطارات أقدم على الأنتحار!! لأن أحدى القطارات العاملة في شركته تأخر (7) دقائق عن الموعد المحدد له بالوصول فلم يتحمل مدير الشركة الأنتقادات التي وجهت فأقدم على الأنتحار!، لا سيما أذا علمنا بأن المعدل السنوي لحركة القطارات في اليابان عموما سجل تأخرا قدره هو (7) ثواني في السنة فقط لا غير!!!.
 ومعروف عن الشعب الياباني هو من أكثر الشعوب أحتراما وتقديسا للوقت، حتى أن الفرد الياباني يكره النوم والراحة!! ويحب العمل بشكل كبير، فعلى سبيل المثال مدينة (هيروشيما) التي ضربت بالقنبلة النووية بالحرب العالمية الثانية من قبل الأمريكان وراح ضحيتها أكثر من 140 الف شخص ودمرت المدينة بالكامل، أستطاع اليابانين من أعادة بنائها من جديد واحسن من ذي قبل خلال عشر سنوات فقط!. كذلك يعرف عن الشعب الياباني بأنه شعب يحب الأدخار!، حيث يدخر الفرد الياباني 30 الى 40% من مدخوله الشهري!.
 أما في مجال التربية والتعليم فاليابان لهم تميزهم الخاص والفريد أيضا، فلا رسوب عندهم من الصف الأول الأبتدائي الى الثالث المتوسط!!، لأنهم يعتبرون هذه المرحلة مرحلة بناء لشخصية الفرد الياباني وتعليمه على القيم والمباديء السامية والأخلاق والمثل الأنسانية العليا ، حيث يتم تدريسهم ضمن المنهج الدراسي كتاب (الطريق الى الأخلاق)!!.
 ومن تقاليد هذه الأمة المثالية بأن طلاب المرحلة الثانوية عندما يتخرجون يقام لهم احتفال يقوم فيه الطلبة بغسل أرجل أساتذتهم!! احتراما وتكريما وأجلالا لمجهوداتهم في تعليمهم في مشهد يهز المشاعر!،
 واللطيف والأكثر من ذلك في أمر العلاقة بين الطلاب وأساتذتهم، هو أن الأستاذ ينادي التلاميذ ومنذ المرحلة الأبتدائية بكلمة(سان) وتعني باليابانية أستاذ!!!!، ليزرعوا وينموا فيهم روح الأحترام والتقدير! والمعروف عن أخلاقية الفرد الياباني هو مبادرته بالسلام والتحية بالأنحناء لمن يقابله وخاصة الغرباء!.
 وفي اليابان لا يوجد أنسان أمي واحد بعد أن تم القضاء على الأمية بشكل كامل!!!، وهم الآن بصدد القضاء على أمية الكومبيوتر بعد أن تم وضع الخطط والبرامج الكفيلة بذلك، حيث قررت الحكومة اليابانية بأنه وخلال الفترة القادمة بأنه على جميع اليابانيين معرفة أستعمال الكومبيوتر!.
الملفت للأنتباه بأن اليابان بكل تقدمها التكنولوجي والعلمي هذا والذي أذهل العالم وبكل قوتها الأقتصادية حيث تعتبر ثاني قوة اقتصادية بالعالم بعد الأقتصاد الأمريكي، وهي لا تمتلك أية موارد نفطية او معدنية؟!، بل الغريب أنها  تطفوا على (800)  بركان كلها قابلة للأنفجار ورمي حممها في أية لحظة! كما أن اليابان تتعرض سنويا الى قرابة (1800) هزة أرضية سنويا!، فأي شعب وأي بلد هذا؟!.
 أما النظافة فتلك قضية أخرى ولها عنوانها الكبير والعريض لدى اليابانيين فعامل التنظيف في اليابان يسمى (مهندس صحي)! ويتقاضى راتب كبير ما بين 5000 الى 8000 دولار! ويخضع الشخص الذي يتقدم للعمل في مجال التنظيف الى أختبار تحريري وشفوي!!.
 وفي أحد بطولات كأس العالم بكرة القدم والتي شاركت بها اليابان، حاز المشجعين اليابانيين على جائزة أفضل وأنظف جمهور مشجع للطريقة المؤدبة والمثالية في تشجيع فريقهم، وكذلك لكونهم لم يتركوا أية أثرلأوساخ في اماكنهم من قناني الماء او الكرزات أو غيرها؟! لأنهم جلبوا معهم أكياس ليضعوا بها كل تلك المخلفات!!؟.
 وفي التسونامي الأخير الذي ضرب اليابان قبل 3 سنوات وحطم مدن كاملة وهجر مئات اللألاف، قدم اليابانيين للعالم ارقى دروس الأدب والأخلاق والتلاحم الشعبي والألتزام بقيم الشرف والنزاهة، حيث لم تحدث أية سرقة!!!؟ ولم يتزاحم الناس على السوبر ماركت أو المحلات لشراء حاجاتهم اليومية، بل من كان يشتري (4)  بيضات في اليوم على سبيل المثال قلل الشراء الى (2) ! وكذلك لبقية المواد الأخرى ليفسح المجال لغيره!!.
 والحديث يطول ويطول عن تميز وتفرد هذا الشعب المثالي بكل ما تعني هذه الكلمة، ونعود الى صلب الموضوع، فهل يعقل بعد كل هذا أن تجد ياباني منتحر؟! وهو يعيش في بلد العدل والحق والأمن والأمان والعلم والتكنلوجيا، فالمسؤول الياباني بما فيهم الأمبراطور نفسه يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الحكومة أذا سمع بأن شخصا يابانيا جائعا في أقصى اليابان هذا أذا علمنا بان عدد سكان اليابان (128) مليون نسمة ! أو أن طفلا أو رجلا كبيرا او أمرأة كبيرة قد تعثرت في شارع لأنه لم يتم تبليطه!.
بقي الشيء المهم وهو أن كل هذه المثالية والرقي والتقدم والتطور والأنسانية والأخلاق والأدب والشعب الياباني ليس له دين!!؟؟ فعدد المسيحيين فيه (2) مليون من مجموع السكان والديانة السائدة في اليابان هي (البوذية)! وديانة أخرى أسمها (الشنتو)!، وصدق من قال أن اليابان (لم تحتاج الى كتاب سماوي أو دين لكي تصل الى هذا الرقي والتحضر والأنسانية)!!،
 والأهم انه في اليابان (لا توجد مراجع دينية ولا أحزاب أسلامية يهتف ضدها الشعب بأسم الدين باكونة الحرامية! هذه الأحزاب التي لم تقدم أي شيء للشعب سوى أنها منعت عنه المشروبات الروحية؟! وجعلت من المحاصصة الطائفية أساسا للحكم بل للملك أن صح التعبير! كما وأن سياسييهم ووزرائهم ليسوا لصوص ومزوري شهادات ولا متهمين بالعمالة الى هذه الدولة او تلك ولا يحملون جنسية مزدوجة، ولا يعملون ألا لوطنهم وووووو!!).
  أخيرا أليس من حقنا أن نتعجب عندما نسمع بأن هناك يابانيا قد أقدم على الأنتحار؟ ولأني أجهل السبب وراء ذلك تماما، أتمنى أن يدلني أحد على سبب واحد حقيقي ومقنع يدعوا الياباني على أن يقدم على الأنتحار وهو يعيش في وسط هذا المجتمع الأنساني الراقي الذي يحمل كل المثل والقيم والنبيلة وفي ظل حكومة ملائكية بكل معنى الكلمة تقدس الأنسان وتعتبره هو رأس مالها الحقيقي!!؟.     
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : Mohammed ، في 2016/11/06 .

السبب وراء انتحار اليابانيين قد يمكن تفسيره بابتعادهم عن الله فهم يضعون كل املهم وكل رجائهم في هذه الدنيا ويتوكلون على البشر والماديات التي ما ان تغيرت او ذهبت فانه يياس ياسا مطلقا لان امله الوحيد كان بشرا معينا او شيئا اخر يضعه في باله مثل وظيفة او حب لشخص ،،فان خانه ذاك الشخص او ان لم يحصل على مراده يرى ان هذه الدنيا ظلمته وان الحياة سوداء لا تستحق ان يعيشها فينتحر،،،لانهم لا يؤمنون بالاخرة فعندهم الثواب والعقاب انما يحدث في هذه الدنيا وليس هناك حياة اخرى وانه لو مات فانه سيبعث بهيئة حيوان معين كطير او دودة في الارض مثلا،،،نعم يعانون من الفراغ الروحي فالانسان يحتاج الى هذا الجانب مهما ملك من اللذات ،،،فلو تجرد الشعب الياباني من هذه التكنولوجيا و الانغماس في كل لذات الحياة لشعر بحاجة الى الدين لانهم لا يجدون الوقت الكافي للتفكير في انفسهم او في حياة اخرى لطول انشغالهم وسعيهم لاتقان اعمالهم اليومية ،،،فترى في تاريخ اليابان ان معظم اليابانيين القدماء كانوا معتنقين لبعض الاديان مثل الدين البوذي والكونفوشيوسي وهذا يدل على عطشهم الروحي ،،،ان اغلب الاغنياء والمترفين يعانون من الاكتئاب ولا يشعرون بالسعادة مع ما يمتلكون ،،،،فمقياس سعادة الانسان الحقيقي هو رضاه وحبه لنفسه ورؤية الحكمة في الحياة وليس بامتلاك الماديات فقط،،،فلو كانت الطرق نظيفة ومستقيمة وكانت الابنية شاهقة والماء والطعام جميل فهل هذا كافي ،،،الانسان يريد احدا لا يخيبه ابدا ،،،يريد احدا يرعاه روحيا ،،،،عندما تقرا عن الشعب الياباني تراه متعودا على استلام الاوامر واتباعاها بدون نقاش ،،فهم يريدون من يتكلمون معه دائما ويبثون اليه ما يشعرون به،،،،في كثير من الاحيان يريد البشر احدا ان يشعر ما يشعروا به ،،،فان كان عندك حزن واردت ان تتكلم مع صديقك او اهلك فبعد فترة يمل من سماعك ويحاول ان يتهرب منك لانك تكون كثير الشكوى ولا احد من البشر يحب سماع شكاوى الاخرين دائما وابدا طول حياتهم،،،الا ان كان ذالك الشيء الها نعم انهم يريدون الها يكلمهم في قلوبهم ويتكلمون معه طول الوقت لا يمل منهم و يحس بهم ويعتمدون عليه فيريهم بعض العلامات فيزداد حبهم وتعلقهم به،،،نعم اخي الكاتب،،،البشر وحدهم لا يكفون،،،،لابد من اله



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85731
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28