• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الميه لا تكدب الغطاس ! .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

الميه لا تكدب الغطاس !

  في العرف العربي وما أكثر أعرافنا العربية العجيبة ، اذا أبلغ أحدهم ذات صباح بالبشرى السارة والتي مفادها أنه قد تم تكليفه لشغل منصب وزيراً او مديراً عام في دائرة حكومية ،فشعوره ان ذلك ليس من الأمور الجلل ، ولا المفاجئ ، بل هي نتيجة حتمية لطموحه الصغير ، خاصة اذا كان مقرباً من أصحاب الكروش المنتفخة ،وهو خلق ليكون قائداً حتى لو لم يكن يمتلك ما يؤهله لشغل هذا المنصب فيكفيه فخراً رضى أصحاب القرار !
لكن حين يتعلق الأمر بتوجيه النقد للأداء الردئ لوزارته او دائرته فتلك تعد من المحرمات بل ومن الكبائر وتجاوزاً سافر للخطوط الحمراء لان المسئول العربي كما تعلمون رسولاً لا يخطئ !
وحالنا في فلسطين ليست ببعيدة كثيراً عن هذا الواقع ، فلدينا كم كبير من هذه النوعية من البشر والتي لو أحضرنا كل براهين الدنيا لإقناعها بفشلها لما حركنا في عقولهم قيد أنملة !
فالوزراء لدينا اما أنهم يعيشون بكوكب آخر غير كوكبنا او ان علومهم وخبراتهم لا يمكن لعقول العامة و حتى المثقفين فينا استيعاب تفاصيلها !
و لانه قديماً قالوا \"المية تكدب الغطاس\" ….. فيجب أن نقول نحن  ……أين غطاسين هذا الوطن ؟!
فبحر الكهرباء بغزة ان جاز تسميته بهذا القول جفت مصادره ولم يعد فيه لا تيار متردد ولا ثابت وبناء عليه فهو بحراً لا يحتاج لغطاس ماهر او حتى مبتدئ سباحه ولا أدري لماذا يصر وزير ومدراء هذا البحر على إيهامنا بوجود الماء فيه ولكنه عكر !
والامر لا يختلف كثيراً اذا تطرقنا للبحور الاخرى ، وحدث ولا حرج كما يقولون ،، فلا عجب أن شركة الاتصالات الفلسطينية وشركة جوال لا يعنيهما كثيراً رضى المواطن أو غضبه لان الربح فيهما هو سيد الموقف وعلى المتضرر كما يرون ان يذهب للجحيم !
فحين تسأل عن رداءة الخدمة يجيبك جميع مسئولي هذه القطاعات ان السبب هو الاحتلال والجرافات والقصف وانهم مجرد قطط وديعه لا حول لها ولا قوة !
كل هذا قد نفهمه على مضض او لا نفهمه ولكن من حق المواطن ان يتساءل ….لماذا تتعامل هذه الشركات مع المواطن من باب الاستعباد والامر الواقع ؟! ولمتى يبقى مسئولي هذه المؤسسات متوهمين انهم يفهمون والآخرين أغبياء ؟!
أننا هنا لا ننتقد أحداً بعينه ، فلا جدوى من النقد مع قوم جل اهتمامهم ركوب المناصب و الاستمتاع بفوائدها الكثيرة وإنما نحن وكالعادة من حقنا النحيب على واقعنا ! 
فلا ندري لماذا لا يطالع المسئولين في بلادنا على الأخبار العربية و العالمية وأحوال العباد خارج قطاع غزة تحديداً ؟!
الم يسمعوا بأن الوزير الفلاني أو المدير العلاني في بلدان آخرى قد قدم أستقالته لعجزه وفشله في إدارة منصبه وتقديم الحد الادنى من الخدمات للمواطنين أم انهم يعتقدون أنهم خارج هذه المنظومة وأنهم في بروج مشيده ؟!؟
لماذا مطلوب من المواطن الغزي تحديداً أن يمضي نهاره وليله مشغول الفكر بأتفه الامور ومتنقلاً بين سنبور المياه وخط الكهرباء والهاتف والنت منتظراً رحمة الله ؟!
أليس من حقنا أن نعيش مثل البشر أم أنهم يرون أننا لسنا كذلك ؟! 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8587
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19