• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : رفض الزواج لاجلها فكان الثمن دما ، الفيحاء تقدم قربانا جديدا للحدباء .
                          • الكاتب : حيدر الجزائري .

رفض الزواج لاجلها فكان الثمن دما ، الفيحاء تقدم قربانا جديدا للحدباء

 

"لم يتبق إلا القليل وندخل إلى مدينة الموصل، والنصر حليفنا، ومعنوياتنا عالية".

كانت هذه آخر كلمات رددها الشاب "عبد الأمير سالم رحيمة المالكي" (20 عاماً) من أهالي البصرة، وهو يرفع شارة النصر قبل استشهاده في عمليات تحرير الموصل، وهو يقف مع زملائه في فوج الموصل بقوات الفرقة الذهبية الثانية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، في مدينة خازر شرق الموصل، في مقطع فيديو نشره زملائه على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

الشاب أمير الملقب بين زملائه بـ (أسد الذهبية) كان هدفه الوحيد أن تتحرر الموصل بأقصر مدة، ليعود أهلها بكافة أطيافهم إلى المدينة التي احتلها تنظيم داعش منذ نحو عامين، هدف سعى أمير جاهداً لتحقيقه، وآثر من اجله تأخير مشروع زواجه الذي كان حلم والديه وبقية أفراد عائلته وأصدقائه.

"ولدي بطل لامثيل له، ويتقدم المعارك على باقي زملائه، ليته تزوج قبل استشهاده"، بهذه الأوصاف والامنيات ، سالم رحيمة المالكي عن ولده الشهيد، والذي قال عنه، بأنه حاول التطوع على القوات المسلحة بعمر الـ17 عاماً، وبقى ينتظر عاماً حتى تم قبوله، ثم خاض دورات بالقوات الخاصة، وكان من الأوائل، ونال ثلاث شهادات بذلك من قبل المشرفين على الدورات الذين لقبوه بـ الكوماندو البصراوي.

وأضاف بأنه "يعد اصغر مقاتل في فوج الموصل وأول شهيد فيه، وقبل ذلك شارك في أشرس معارك دحر تنظيم داعش، ومنها معارك الرمادي وبيجي وجبال مكحول والقيارة والشرقاط، ومر بمواقف عصيبة كاد أن يستشهد فيها، وأخفى عني تفاصيلها لولا تواصلي مع زملائه، خشية أن امنعه من الالتحاق بالمعارك". 

وأشار الى انه يتصل معه كل ثلاث ساعات هاتفياً، لكن عبد الأمير يؤكد لوالده بان "من يواجهونه من عناصر داعش لايحسبون على الرجال، وفروا من أمام قوات الذهبية بملابس النساء خشية الموت"، كما قال.

شقيقه الأكبر، ثائر قال ، إن "عبد الأمير تطوع على القوات المسلحة بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة تنظيم داعش، وبعد نجاحه المتميز في الدورات الخاصة التي استمرت لمدة نحو عام تم اختياره ضمن الفرقة الذهبية، لافتاً إلى انه "حالة مميزة بين العائلة والعشيرة لشدة اندفاعه وشجاعته وبطولاته في المعارك، واستشهاده يعد محل فخر واعتزاز لنا".

ويلفت ابن عمه، محمد المالكي، بأنه طالما كان يقطع إجازاته العسكرية أكثر من مرة رغبة بالعودة مسرعاً للالتحاق مع فوجه للمواصلة بعمليات تحرير

المدن من داعش حتى بات محل إشادة من قبل ضباط الذهبية، موضحاً أنه استشهد أثناء عملية تحرير مدينة برطلة شرق الموصل، حينما انفجر منزل مفخخ على زميله وأصيب بجروح، مادفعه إلى المبادرة لنقله وحمله على كتفه للعودة به، وفي الأثناء هاجمه اثنان من عناصر داعش قتل احدهما فيما أصابه الأخر برصاصة بعنقه أدت إلى استشهاده.

ورغم ان زواج عبد الأمير، حلم لم يتحقق لعائلته ومحبيه، إلا أن مشيعي جثمانه أقاموا مراسم زفاف له، رفعوا خلالها الشموع ونثروا الورود والحلوى في أرجاء مدينة خور الزبير بالبصرة التي كانت تسكنها عائلته لسنوات، وذلك تقديراً لهدفه الذي أراق من اجله دمه ، كما تحدث عدد من أشقائه وأصدقائه.

 

حيدر الجزائري 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85900
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29