• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسعودي والولاء لأهل البيت .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

المسعودي والولاء لأهل البيت

1.    نسبه ومسقط رأسه
          ورد في الأعلام الجزء الرابع(1) ما يلي: المسعودي(...-346هـ =...-957م) هو علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن المسعودي، من ذرية عبد الله بن مسعود، من أهل بغداد. أقام بمصر وتوفي فيها. وفي الموسوعة العربية الميسرة(2) هو أبو الحسن علي بن الحسين. ولد ونشأ في بغداد. وفي موسوعة المورد(3) هو أبو الحسن علي بن الحسين، ولد في بغداد وتوفي في الفسطاط بمصر. ويعتبر أول من جمع بين التاريخ والجغرافيا في كتاب واحد، هو كتابه الشهير(مروج الذهب ومعادن الجوهر). وفي المنجد في الأعلام (4) هو علي بن الحسين ت956 ولد في بغداد من عائلة تنتسب إلى الصحابي ابن مسعود. وفي كتاب (الجغرافيون العرب)(5)، يذكر صبري محمد حسن أنه ولد (في بغداد ونشأ فيها). كما يذكر في الهامش كثرة (الآراء والأقاويل حول محل ولادة المسعودي)و من بينها انه(من أهالي بابل في المنطقة الوسطى من العراق) نقلا عن الحموي في المعجم.
         ويذكر محمد محي الدين في ترجمته لمؤلف كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر (6)آراء ثلاثة كتاب حول نشأته: (عِدادُه في البغداديين) في فوات الوفيات لابن شاكر وكذلك في كتاب(تاريخ اللغة العربية)لجورجي زيدان، وكونه (من أهل المغرب)حسب رأي ابن النديم في (الفهرست). ولكن في الجزء الثاني (ص52) من الكتاب، ينقل محي الدين قول المسعودي نفسه عن موطنه: 
          (وأوسط الأقاليم الإقليم الذي ولدنا به، وان كانت الأيام أنأت بيننا وبينه، وساحقت مسافتنا عنه، وولدت في قلوبنا الحنين إليه، اذ كان وطننا ومسقطنا، وهو إقليم بابل ...).
 
          وقد ورد في كتاب المسعودي(إثبات الوصية ص7) هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي. من ذرية عبد الله بن مسعود الصحابي  ولذا قيل له المسعودي. وهو جد الشيخ الطوسي. ولد في بابل كما نص عليه في مروج الذهب .(7)
          بيد ان تلك المصادر تتفق على انه أمضى شبابه في التجوال والسفر، فقد زار بلاد فارس والهند وسرنديب(جزيرة سيلان) ومدغشقر وبلاد ما وراء النهر حتى الصين، وأذربيجان وجرجان والشام-على اختلافها في ذكر تلك البلدان. وقد استقر في نهاية الأمر في مصر وسكن الفسطاط وتوفي فيها.
2.    عقيدته
       وكما اختلف القوم حول مكان نشأته, اختلفوا حول ما كان يتبنى من مذهب. فمثلا  ورد في الأعلام انه كان معتزليا. بيد ان مذهبه في كتاب(إثبات الوصية) هو مذهب آل البيت وانه  "كان اماميا اثنا عشريا ومن الأجلاء الثقات"(ص8). وقد أثبتت ذلك اقوال علماء مدرسة أهل البيت من أمثال العلامة الحلي  والشهيد الثاني والمجلسي وابن طاووس وابن إدريس الحلي وكاشف الغطاء وغيرهم.
        فيقول عنه العلامة الحلي في(الخلاصة) أنه (ثقة من أصحابنا). وفي (رياض العلماء)، يقول عنه عبد الله الأفندي (كان شيخا جليلا متقدما في أصحابنا الامامية عاصر الصدوق عليه الرحمة). ونقل الأفندي عن السيد الداماد ما قاله عن رجال الكشي للشيخ الطوسي انه قال عنه: (شيخ جليل ثقة ثبت مأمون الحديث عند العامة والخاصة). وفي (الوجيزة)، للمجلسي انه (من الممدوحين). وفي (البحار)، قال ان النجاشي عده من رواة الشيعة. وقال عنه السيد ابن طاووس في (فرج الهموم) (من العاملين بالنجوم الشيخ الفاضل الشيعي علي بن الحسين المسعودي صاحب مروج الذهب).
         وفي (السرائر)، يقول عنه ابن إدريس الحلي (هو من مصنفي أصحابنا معتقد للحق). وفي(منتهى المقال)، يقول أبو علي الحائري عنه (هو من جلة العلماء الامامية ومن قدماء الفضلاء الاثنا عشرية. ولم أقف الى الآن على من توقف في تشيع هذا الرجل). وفي (روضات الجنات)، قال انه(اشتهر بين العامة بأنه شيعي المذهب)، وقد ذكر شواهد على تشيعه وكونه من الامامية الاثنا عشرية. وذكر خاتمة المحدثين ميرزا محمد حسين النوري في(خاتمة المستدرك) ما قاله العلماء حوله إذ عدوه من ثقات الامامية، وقال انه لم يرد بشأنه طعن إلا في تصنيف كتابه(مروج الذهب). 
        ومما يؤكد ذلك ما يذكر المسعودي من مناقب لأمير المؤمنين (ع) وأحقيته بالخلافة في حديث المنزلة والطير والغدير ومؤاخاته لرسول الله (ص).  ولعل ما يؤيد ذلك ما يرد في كتابه(إثبات الوصية) من أفكار نص عليها أهل البيت من قبيل: اتصال الحجج والأنبياء من أبينا آدم إلى نبينا الخاتم(ص)وكون كل واحد منهم الحجة الحاضرة في زمانه، وهنا يذكر الأنبياء والرسل والصالحين منذ أبينا آدم (ع) مرورا بكل الأنبياء والرسل. وكذلك كون الإمام المهدي(عجل الله فرجه) بقية الله في الأرض والحجة على الخلق. وانه محنة من الله يمتحن بها خلقه.
       ولعل محاولة إقصاء مكان مولده(إلى المغرب) وكذلك تغيير حقيقة مذهبه تأتي في نفس الإطار الذي سارت به محاولات تشويه المعلومات عن محبي أهل البيت، كما حدث للعالم جابر بن حيان والقول بتلمذته على يدي احد الأمويين وليس على يدي الإمام الصادق(ع)، ووصل الأمر حتى إلى القول بأنه-أي ابن حيان- ليس شخصية حقيقية!!
    
3.    مؤلفاته
    للمسعودي إضافة إلى كتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر)، وهو من أشهر كتبه، وهو تاريخ عام بدءا من الخليقة وحتى عام 947م، وقد أودعه مشاهداته ودراساته في كل البلدان التي زارها،  كتب أخرى من قبيل (المقالات في أصول الديانات)و(الاستبصار في الإمامة) و(الصفوة في الإمامة) و(الهداية إلى تحقيق الولاية) و(المعالي في الدرجات) و(إثبات الوصية)و (أخبار الزمان من الأمم الماضية والأحوال الخالية)و(البيان في أسماء الأئمة)، و(أخبار الزمان ومن اباده الحدثان) وهو كتاب تاريخ في نحو ثلاثين مجلدا بقي منه الجزء الأول مخطوطا، و(التنبيه والأشراف)و(أخبار الخوارج)، و(ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور) و(الرسائل)و(الاستذكار بما مر في سالف الإعصار) و(أخبار الأمم من العرب والعجم)و(خزائن الملوك وسر العالمين) و(المسائل والعلل في المذاهب والملل)و(الإبانة عن أصول الديانة) و(سر الحياة)و( السياحة المدنية) في السياسة والاجتماع، وله كتاب في الأدعية، و(مزاهر الأخبار وطرائف الآثار وحدائق الأزهار في أخبار آل محمد عليهم السلام)و(الواجب في الأحكام واللوازب) وكتب أخرى كثيرة مذكورة في كثير من المصادر الموثوقة.
 
                                                           أ. د. حميد حسون بجية
 
 
 
 
.
(1)الأعلام| 2007 لخير الدين الزر كلي ج4 ص277.
(2) الموسوعة العربية الميسرة| 2001.
(3)موسوعة المورد ج6 |1996 لمنير البعلبكي.
 (4) المنجد في الأعلام  الطبعة التاسعة |1976.
(5)الجغرافيون العرب |1958 ج1 لصبري محمد حسن.
(6) مروج الذهب ومعادن الجوهر| 2009 (أربعة أجزاء) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
(7)إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب(ع)| 2005 للمسعودي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18