• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من الاخطاء العقائدية عند مدرسة الحكمة المتعالية ... ( 18 ) .
                          • الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي .

من الاخطاء العقائدية عند مدرسة الحكمة المتعالية ... ( 18 )

 بسم الله الرحمن الرحيم

 نسف علم السند: 
قال العلامة الحاج الميرزا أبو الحسن الشعراني في إحدى حواشيه في تحقيقه لشرح أصول الكافي للشيخ المازندراني بعدما ترجم أحد رجال أحد الأسانيد: ((ولم يكن دأبي في هذه التآليف التعرض لأحوال الرجال لأن أمثال هذه المباحث غنية عن ذكرالأسانيد وإنما الاعتماد فيها على المعنى فما وافق أصول المذهب ودليل العقل فهو صحيح وإن ضعف إسناده وما خالف أحدهما كان ضعيفا وإن صح بحسب الإسناد ولذلك نرى أكثر أحاديث الأصول ضعافا وهو من أهم كتب الشيعة وأصحها معنى وأوفقها لأصول المذهب))[1].    
ويكاد يكون اعتماد مدرسة الحكمة المتعالية على الاحاديث الضعيفة احدى سماتها ! إذ بدون تلك الاحاديث الضعيفة لا يجدون مستنداً يدعم ظنونهم العرفانية والفلسفية !! والاحاديث الضعيفة ينتشر الاعتماد عليها والاستشهاد بها في مؤلفات اتباع تلك المدرسة ، فنجد السيد الخميني يستند في كتابه (مصباح الهداية الى الخلافة والولاية) الى حديث ليس له اصل فقال: (بلسان احد الائمة: لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن وهو نحن ونحن هو)[2] !! وهذا الحديث اضافة الى جهالة سنده ومصدره فهو مرفوض عقائدياً كما هو واضح ولكن مدرسة الفلسفة والعرفان تختلق الاحاديث ثم تضع لها تفسيراً باطنياً !!
وفيما يلي مجموعة من الاحاديث الموضوعة والضعيفة انتخبنا بعضها من كتاب (الاسفار عن نصوص الاسفار) للشيخ حيدر الوكيل والذي تتبع فيه جميع الاحاديث الواردة في كتاب الاسفار لملا صدرا ، ونورد البعض من مصادر اخرى ، وكالتالي:
ـ "استتر بشعاع نوره عن نواظر خلقه" ، غير موجود مسنداً في اي من كتب الحديث المعتبرة[3].
ـ "تخلقوا باخلاق الله" ، لم نجده في مصادر الحديث ، وذكره العلامة المجلسي في البحار مرسلاً[4].
ـ "رحم الله امرأ اعد لنفسه واستعد لرمسه وعلم من اين وفي اين والى اين" ، لم نجده في مصادر الحديث المتاحة[5].
ـ "ما رأيت شيئاً الا ورأيت الله قبله" ، غير موجود في كتب الحديث ، وارسله المازندراني بدون سند في شرحه للكافي[6].
ـ "انا افصح الناس بيد اني من قريش" ، عامي لا اصل له[7].
ـ "كنت كنزا مخفياً فأحببت أن اُعرَف فخلقت الخلق لكي اُعرَف"، عامي موضوع[8]. وقال الشيخ علي النمازي الشاهرودي: (والحديث المعروف: كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف الخ ، من الموضوعات ، كما في إحقاق الحق)[9]. وقال السيد المرعشي في شرحه لإحقاق الحق: (فمن العجب إنَّه شرح هذه الجملة بعض العلماء زعماً منه أنه خبر مروي عنه (ص) وعليك بالتثبت والتحري)[10].
وعند أهل السنة: قال العجلوني في (كشف الخفاء): (والمشهور على الألسنة كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت خلقاً فبي عرفوني. وهو واقع كثيراً في كلام الصوفية ، واعتمدوه وبنوا عليه أصولاً لهم)[11].
واول من اورد هذا الحديث من علماء الشيعة هو المحقق الكركي (رض) (متوفى 940هـ) حيث ورد في رسائله[12] تحت عنوان (اثنتا عشرة مسألة): (المسألة الثانية عشرة: في اثبات الغرض في أفعال الله تعالى). ومن المعلوم ان المحقق الكركي (رض) قد درس عند علماء المذاهب السنية الاربعة في مصر في فترة من حياته وسمع في دمشق معظم مسند الشافعي وصحيح مسلم ، ولعل هذا هو سبب تسامحه في ايراد مثل هذا الحديث ، ويضاف الى ذلك انه عاصر بداية ظهور الدولة الصفوية الصوفية وقوة شوكة التصوّف في التشيّع فيها وفي تلك الفترة التاريخية. فالظاهر ان تلك الاجواء مجتمعةً قد القت بظلالها.
ـ "لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل" ، مرسل في البحار[13] بدون ذكر المصدر.
ـ "ان قلب المؤمن اعظم من العرش" ، مرسل في عوالي اللئالي لأبن ابي جمهور الاحسائي[14].
ـ "العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء"[15] ، مذكور في مصباح الشريعة الذي ناقشناه في بحثنا هذا آنفاً وبيّنا بطلان نسبته الى الامام الصادق (عليه السلام) وانه من تأليف شقيق البلخي احد كبار الصوفية. وكذلك هو مذكور في الدر المنثور وفيه انه من كلام الصحابي مالك بن أنس[16].
ـ "أ لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك عميت عين لا تراك"[17] ، قال العلامة المجلسي: "أقول : قد أورد الكفعمي - ره - أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين وابن طاوس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما ، ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا وهو من قوله " إلهي أنا الفقير في غناي " إلى آخر هذا الدعاء ، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الاقبال أيضا ، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا وإنما هي على وفق مذاق الصوفية ، و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزبدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته . وبالجملة هذه الزيادة إما وقعت من بعضهم ، أولا في بعض الكتب ، وأخذ ابن طاووس عنه في الاقبال غفلة عن حقيقة الحال ، أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الاقبال ، ولعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة ، وفي مصباح الزائر ، والله أعلم بحقايق الأحوال"[18].
ـ "اول ما خلق الله نوري" ، مرسل في عوالي اللئالي وعنه في البحار[19].
ـ "لا يسعني ارضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن" ، مرسل في عوالي اللئالي لابن ابي جمهور الاحسائي[20] (متوفى838هـ) ، وكذلك ورد الحديث مرسلاً في تفسير ابن عربي (متوفى 638هـ). وايضاً ذكره القونوي (توفي 751هـ) مرسلاً في شرحه لفصوص الحكم بزيادة (التقي النقي)[21]. وذكره التفني في تذكرة الموضوعات وقال في فيض القدير لا اصل له[22]. وذكره الشيخ علي القاري (توفي 1014هـ) في مرقاة المفاتيح وقال: (ذكره الدارمي)[23].
ـ " اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" ، قال حيدر حب الله: "يبدو أنّ المصدر الرئيس لهذا الحديث عند الإماميّة هو كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي، وهو الذي نقل عنه العلامة المجلسي هذا الحديث، واشتهر من بعده. وقد ذكر العلامة آغا بزرك الطهراني (في كتاب الذريعة 11: 321 ـ 322) أنّ كتاب رياض الجنان هو كتاب يشتمل على أخبار غريبة في المناقب، وهو غير مطبوع إلى الآن، وكان من مصادر البحار كما ذكر العلامة المجلسي نفسه في مقدّمات بحار الأنوار، وأما مؤلّفه فكان معاصراً للشيخ الطوسي، وكان من تلامذة أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي الذي كان حيّاً قبل سنة 360هـ. ويقول السيد محسن الأمين العاملي في ترجمته: (فقيه حديث يروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد العبسي الدوريستي، له كتاب رياض الجنان في الأخبار، ذكر كتابه المجلسي في البحار وسمّاه رياض الأخبار، وقال: مشتمل على أخبار غريبة في المناقب، وأخرجنا منه ما وافق أخبار الكتب الأربعة، وعن صاحب رياض العلماء أنه يظهر من بعض أسانيده أنّه كان تلميذ الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي) (أعيان الشيعة 8: 408). أمّا عند أهل السنّة، فقد نقل عن كتاب المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني، بالسند إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، ونقل الحديث القندوزي في ينابيع المودّة عن ابن الصلاح الحلبي صاحب كتاب أبكار الأفكار. وقد صنّف العلامة المعاصر حسن بن علي السقاف كتاباً حمل عنوان (إرشاد العاثر إلى وضع حديث أول ما خلق الله نوّر نبيّك يا جابر)، يقول السقاف في صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: (وكذلك حديث "أوّل ما خلق الله نور نبيك يا جابر" حديث موضوع مكذوب، ليس له إسناد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا هو في شيء من كتب السنّة التي تروى فيها الأحاديث بأسانيدها، ومحاولة ادّعاء بعض الناس بأنّ له إسناداً في جزءٍ مفقود من "مصنّف عبد الرزاق" تعصّب لا قيمة له في الموازين العلميّة، فتنبّهوا لذلك!!) (صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: 432، هامش 219). ولم أعثر على نصّ الحديث في مصنّف عبد الرزاق، ويبدو أنّ المصدر الأساس الذي نقل لنا هذا الحديث عن عبد الرزاق الصنعاني هو العجلوني (1162هـ) في كتاب كشف الخفاء حيث قال: (أوّل ما خلق الله نور نبيك يا جابر ـ الحديث. رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ: قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أوّل شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال: يا جابر، إنّ الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيّك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوحٌ ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا...) (كشف الخفاء 1: 265).
وبناءً عليه، فلمّا لم يعرف مصدر هذا الحديث، ومن أين حصل عليه عبد الرزاق الصنعاني لو ثبت أنّه أورده في كتبه، وكذلك من أين حصل عليه فضل الله الفارسي لو ثبت في كتابه وأحرزنا وثاقة الفارسي نفسه؛ لأنّني لم أعثر له على ترجمة في مصادر الرجال القديمة، فيكون هذا الحديث ضعيف الإسناد، فضلاً عن عدم وجوده بهذا النصّ في كتب الحديث والتاريخ الأساسيّة من الكتب الأربعة وكتب الصدوق والطوسي والمرتضى الشيعية، وكذلك الكتب التسعة الحديثية عند أهل السنّة، وغيرها من المصادر، نعم بمضمون هذا الحديث توجد نصوص أخر ينبغي متابعتها قبل الاستعجال بردّ مضمون هذا الحديث، لكنّ هذا الحديث بعينه لم يثبت له أساس يمكن الاعتماد عليه"[24].
ـ "لنا حالات مع الله هو فيها نحن ونحن فيها هو ومع ذلك هو هو ونحن نحن" ! وهو مذكور هكذا بدون سند او مصدر !!؟ وقد ذكره بهذا اللفظ الفيض الكاشاني في الكلمات المكنونة عن الامام الصادق (عليه السلام)[25] !! والفيض الكاشاني هو اول من ذكر هذا الحديث المجهول المصدر ! وتبعه في ذلك الشيخ محمد باقر الكجوري (متوفى 1255هـ) في كتابه (الخصائص الفاطمية) بلفظ : (إنّ لنا مع الله حالات نحن هو وهو نحن مع ذلك نحن نحن وهو هو)[26] ، وملا هادي السبزواري (متوفى 1289هـ) في كتابه (شرح مثنوي) بلفظ: (لنا مع الله حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن)[27] ، والمولى محمد علي بن احمد القراجه داغي التبريزي الانصاري (متوفى 1310هـ) في كتابه (اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام) بلفظ: (لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو ، وهو هو ونحن نحن)[28] ، وسيد حسين البروجردي (متوفى 1340هـ) في كتابه (تفسير الصراط المستقيم) بلفظ: (وقد روي عن الصادق عليه السلام انه قال: لنا مع الله حالات نحن فيها هو وهو نحن ، وهو هو ونحن نحن)[29] ، وميرزا محمد تقي الاصفهاني (متوفى 1348هـ) في كتابه (مكيال المكارم) ولفظه: (ما روي عنهم: لنا مع الله حالات هو فيها نحن ، ونحن هو ، وهو هو ، ونحن نحن)[30]. والسيد روح الله الخميني في كتابه (شرح دعاء السحر) بلفظ: (ان لنا مع الله حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن)[31] ، وكذلك في كتابه (مصباح الهداية الى الخلافة والولاية ) بلفظ: (بلسان أحد الأئمة: "لنا مع الله حالات: هو هو ونحن نحن وهو نحن نحن هو". وكلمات اهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك)[32]. فنفس الرواية وردت بلفظين مختلفين في كتابين للسيد الخميني ، فضلاً عن اختلاف المصادر التي ذكرناها بلفظ الحديث قليلاً ! 
وانتقد السيد المرعشي في إحقاق الحق اولئك الذين ذكروا هذه الرواية في كتبهم بقوله: (ورأيت بعض من كان يدعي الفضل منهم يجعل بضاعة ترويج مسلكه أمثال ما يعزي إليهم عليهم السلام: (لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو) وما درى المسكين في العلم والتتبع والتثبت والضبط أن كتاب مصباح الشريعة وما يشبهه من الكتب المودعة فيها أمثال هذه المناكير مما لفقتها أيادي المتصوفة في الاعصار السالفة وأبقتها لنا تراثاُ)[33]. 
 
 
الغلوّ في مدرسة الحكمة المتعالية:
أ‌-     الغلو في مقام النبي (صلى الله عليه وآله):
وللغلوّ نصيبه في مدرسة الحكمة المتعالية ، يقول الحكيم مولى علي نوري: "والحقيقة المحمدية التي هي حقيقة حقايق الاشياء وامام ائمة الاسماء هي خليفة الله تعالى في جميع صفاته الربوبية واسمائه الالهية التي كل منها لمرتبة من مراتب ربوبيته وإلهيته تعالى. والمرتبة الجامعة لجوامع مراتب الربوبية والالوهية هي مرتبة المحمديّة الجامعة المسماة بمرتبة (او ادنى) وهي بحسب تلك المرتبة الجامعة بل بحسب مرتبة (قاب قوسين) التي هي دون مرتبة (او ادنى) في وجه من الاعتبار تكون مطلوبة ومحبوبة ومسجودة لكل شيء من الاشياء روحانياً كان ام جسمانياً علوياً كان ام سفلياً ، فالكل يطلبها. فهي الغاية القصوى لايجاد ساير الاشياء ، كما قال تعالى قولا قدسياً: (كنت كنزاً مخفياً) الحديث ، إذ هي بحسب تلك المرتبة والمنزلة القصوى عين معرفته تعالى بعينها كما قال علي (عليه السلام): (معرفتي بالنورانية معرفة الله) الخ ، وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً: (لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا) كما قال: (لا يعبد الله الا بعبادتنا) وهذا هو محصل ما قال (عليه السلام) في المقام. هذا وبعد في زوايا خبايا لا يسع المجال اظهارها وما اظهرنا يكفي في الاشارة اليهه"[34].
ولا يخفى ان من الصفات الربوبية والاسماء الالهية التي اشير الى ان (الحقيقة المحمدية) الخليفة فيها هي (الخالق) و(الرازق) !!
وقال الحكيم مولى علي نوري معلقاً على قول ملا صدرا: "وكان نفس النبي صلى الله عليه وآله) برهاناً بالكلية" ، قال: "سرّ ذلك كون الحقيقة المحمدية حقيقة الحقايق كلّها ومحيطة بالاشياء جلّها وقلّها لا يعزب عن حيطته الوجودية واحاطته النورية العليّة مثقال ذرة في الارض ولا في السماء"[35].
وأيضاً: "فالعقل الذي يسمى بالنور المحمدي هو خليفة الله تعالى في العالم من جهة كونه مجمع جوامع تلك الصفات الإلهية لكن بالخلافة لا بالاصالة كما هو شأنه سبحانه ، فافهم"[36].
فلم يميزوا بين صفات الخلق والرزق وغيرها ولم يستثنوها ، فهم يرونها جميعها من وظائف "الحقيقة المحمدية" !!
ب‌-   الغلو في مقام امير المؤمنين (عليه السلام):
قال الحكيم مولى علي نوري معلقاً على كلام ملا صدرا قوله: (وبقاء ما عند الله في علم الله) ، قال: "وذلك كما قال تعالى: ((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)) فوجه الرب هو ما عند الله تعالى وفي علم الله من كل شيء ، إذ لكل شيء من الاشياء وجهان: وجه به يلي ربه الاعلى ووجه به يلي نفسه السفلى الظلمى. ومجمع جوامع تلك الوجوه الالهية الباقية عند الله بعين بقائه تعالى هو الوجه الجامع المحمدي الحائز لجوامع الوجوه الاسمائية والحقايق الالهية ، وذلك الوجه الجامع هو حقيقة الانسان الكامل المسمى بجامع الجوامع ، وهو باب ابواب الله الى الخلق وباب ابواب الخلق اليه تعالى ، فالكل مأمور بالاتيان من ذلك الباب الجامع الى الله تعالى ، وذلك الباب هو البرزخ الجامع الواسط الرابط بينه تعالى وبين ساير خلقه. وفيه سرّ الخلافة الادمية. ومن ها هنا يسمى علي (عليه السلام) بسرّ الله الممسوس في ذات الله"[37].
وقال في موضع آخر: "حق معنى الاستواء من كل شيء كما قال (عليه السلام) هو الاحاطة الوجودية ، فلو اريد من العرش قلب الانسان المحمدي وهو النفس الكلية كما قرّره رحمه الله ، وهي ذات الله العليا أي العلوية العليا فيظهر من ها هنا سرّ كون علي (عليه السلام) ممسوساً في ذات الله"[38] !!
وقال في موضع آخر: "لعل المراد من الكرسي المحيط بجميع الخلاق حتى العرش هو الكرسي المعنوي المسمى بالنفس الكلية التي هي نفس الكل ، وهو روحانية علي (عليه السلام) كما مرّ منّا الاشارة ، فالمراد من العرش حينئذ هو العرش الصوري ، ومعلوم ان الكرسي المعنوي هو مرتبة من مراتب علم الله تعالى المحيط بجميع الاشياء التي منها العرش والكرسي الصوريان"[39].
وقال وهو يتحدث عن (النبأ العظيم): "((عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)) وهو ربّانيّة علي (عليه السلام) قبلة العارفين يوم الجمعة ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)) ((إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)) وذلك الذكر الاكبر هو الفطرة الاولى فطرة توحيد الحق ، أي التوحيد الذي وصف الله سبحانه نفسه به كما قال: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)) وهو التوحيد الحق وحق التوحيد الذي هو حقيقة المحمدية الكاشفة عن الوحدانية الكبرى. وذلك التوحيد هو معرفة علي (عليه السلام) بالنورانية قال بحسبها: (معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي بالنورانية) ، وذلك النور هو النور الذي اشرقت به السماوات والارضون كما قال عز من قائل: ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)) أي لا يعرفون علياً بالنورانية. وقال: (لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا) وفيه قال سبحانه: ((إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)). والحاصل المحصل انهم (عليهم السلام) هم الاول والاخر وهم النبأ الذي اخبر الله سبحانه به عن نفسه وذلك الخبر هو ذكر الله الاكبر. فأحسن التأمل والتدبر ولا تكن من الغافلين ، وقد ورد في الخبر ان النبأ العظيم هو علي امير المؤمنين وقبلة العارفين الذي معرفته بالنورانية معرفة الله ، والقبلة ها هنا هي المقام الذي يتوجه اليه الكل في العبادة الفطرية فلا تغفل"[40].
ويقول في موضع آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "فهو (عليه السلام) بربانيته العامة الكاملة التامة الشاملة يكون مظهر الالوهية التامة المحيطة العامة وخليفة عن الله سبحانه في الدنيا والآخرة"[41] !!! فيعتبره عليه السلام مظهراً للالوهية حتى في الاخرة فضلاً عن الدنيا !!
فهذه الافكار التي تبثها مدرسة الحكمة المتعالية ربما هي السبب في اتجاه العديد من الشيعة لطلب الرزق والشفاء من المعصوم (عليه السلام) بطريقة لم يرد الحث عليها من قبل المعصومين (عليهم السلام). ولا ننسى ان المعصومين (عليهم السلام) احياء عند ربهم يشهد لذلك آيتان في كتاب الله العزيز هما:
•        قوله تعالى في سورة البقرة: ((وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)).
•        قوله تعالى في سورة آل عمران (عليهم السلام): ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)).
فيكون الطلب منهم مقبول عقلاً وشرعاً بإعتبار انهم يمكنهم ان يدعوا الله سبحانه للرزق والشفاء وغيره ، لا ان يكون بيدهم الشفاء والرزق ، ومع ذلك فإن الافضل والأتم هو ما أدّبنا عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والائمة الهداة في ادعيتهم فيما روي عنهم بالروايات المعتبرة ، ولاسيما الصحيفة السجادية زبور آل محمد (صلى الله عليه وآله) هو التوجه اليه سبحانه بالدعاء والتذرع والطلب ، ويشهد عليه قوله تعالى في سورة النساء: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُـمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً)) ، والذي يؤدب المسلم على الطلب منه تعالى اعلاناً من المسلم عن عبوديته وفقره اليه عزَّ وجلَّ وتبارك وتعالى ، ولا بأس بأن يشارك اعلانه العبودية ان يطلب له المعصوم (عليه السلام) نفس ما يريده ، كما ورد في الاية الكريمة. 
ويعاضد هذا الاتجاه قوله تعالى في سورة غافر: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)).
وقال تعالى في سورة الكهف: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)). 
وقال تعالى في سورة السجدة: ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً)).
وفي اتجاه آخر نقرأ الرواية في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن الامام العسكري (عليه السلام) عن الامام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (من تجاوز بأمير المؤمنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين). وهذه الرواية تخص ايضاً رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ان امير المؤمنين (عليه السلام) هو نفسه بنص القرآن الكريم.
 
مجهولية استاذهم في العرفان:
في مدرسة الحكمة المتعالية ، وبشقيها الفلسفة والعرفان ، هناك حاجة ماسة لوجود استاذ يشرح مباني هذه المدرسة الفلسفية والعرفانية. ولا يمكن فهم مبانيها بدون وجود استاذ متمرس ومتمكن من علومها ، كما يقول ذلك علماء هذه المدرسة انفسهم.
ولكن نطالع في كتاب (رسالة لب الالباب في سير وسلوك ذوي الالباب) للسيد محمد حسين طهراني وتحت عنوان (سلسلة‌ أساتيذ المؤلّف‌ في‌ المعارف‌ الإلهيّة‌) ان سلسلة اساتذته والذين منهم السيد علي القاضي والسيد محمد حسين الطباطبائي ان سلسلته تنتهي الى شخصية مجهولة هي نسّاج لا يعرف عنه شيء كما يصرّح هو بذلك ! قال ما نصّه: "إنَّ حقيقة‌ العرفان‌ مأثورة‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌، والطرق‌ التي‌ نشرت‌ هذه‌ الحقيقة‌ بالتواتر تتجاوز المائة‌، بينما لا تتجاوز أُصول‌ جماعات‌ التصوّف‌، الخمس‌ وعشرين‌ مجموعة‌، وجميع‌ هذه‌ السلاسل‌ تنتهي‌ إلی‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، ومن‌ بين‌ هذه‌ الجماعات‌ اثنتان‌ أوثلاث‌ منها من‌ الخاصّة‌ والبقيّة‌ من‌ العامّة‌، وبعض‌ هذه‌ السلاسل‌ ينتهي‌ إلی‌ معروف‌ الكرخيّ ومنه‌ إلی‌ الإمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌، أمّا طريقتنا أي‌ طريقة‌ المرحوم‌ الملاّ حسين‌ قلي‌ فهي‌ لا تنتهي‌ إلی‌ أيّ واحد منها. وإجمال‌ المطلب‌ هو: قبل‌ أكثر من‌ مائة‌ سنة‌ كان‌ يعيش‌ في‌ شوشتر عالم‌ جليل‌ القدر، وكان‌ هذا العالم‌ مرجعاً للناس‌ في‌ القضاء والاُمور العامّة‌، ويدعي‌ السيّد علی‌ الشوشتريّ، فكان‌ كباقي‌ العلماء الاعلام‌ متصدّياً للاُمور العامّة‌ من‌ التدريس‌ والقضاء والمرجعيّة‌ الدينيّة‌. في‌ أحد الايّام‌ طرق‌ بابه‌ شخص‌ وهويقول‌ : لي‌ معك‌ حاجة‌، عندما فتح‌ السيّد بابه‌ رأي‌ نسّاجاً، فقال‌ له‌ : ماذا تريد ؟ فأجاب‌ بأنَّ الحكم‌ الفلاني‌ ـ الذي‌ حكمت‌ به‌ طبق‌ دعوي‌ الشهود بملكيّة‌ فلان‌ للملك‌ الفلاني‌ ـ غير صحيح‌، وذلك‌ الملك‌ لطفل‌ يتيم‌، وسنده‌ مدفون‌ في‌ المحلّ الفلاني‌. فما قمت‌ به‌ ليس‌ صحيحاً، وليس‌ هذا النهج‌ نهجك‌. فيجيبه‌ آية‌ الله‌ الشوشتريّ : أَوَقَعتُ في‌ خطأ ؟ فأجاب‌ النسّاج‌ : الكلام‌ هوما قلته‌، ثمّ انصرف‌. ففكّر آية‌ الله‌ السيّد الشوشتريّ طويلاً، وتساءل‌ عمّن‌ يكون‌ هذا الرجل‌ وماذا قال‌، ثمّ يقوم‌ بالتحقيق‌ ويتبيّن‌ له‌ أنَّ سند ملكيّة‌ الطفل‌ مدفون‌ في‌ ذلك‌ المكان‌، وأنَّ الشهود علی‌ ملكيّة‌ فلان‌ شهود زور. فانتابه‌ شعور بالخوف‌ وقال‌ في‌ نفسه‌ : ربّما كان‌ الكثير من‌ الاحكام‌ التي‌ أصدرتها من‌ هذا القبيل‌، فأخذه‌ الاضطراب‌ والخوف‌. وفي‌ الليلة‌ التالية‌ وفي‌ نفس‌ الوقت‌ يطرق‌ النسّاج‌ الباب‌ من‌ جديد ويقول‌ له‌ : يا سيّد؛ ليس‌ الطريق‌ ما تسير إلیه‌، وفي‌ الليلة ‌الثالثة‌ تتكرّر هذه‌ الواقعة‌ بنفس‌ الكيفيّة‌، ويقول‌ له‌ النسّاج‌ : لاتتأخّر، اجمع‌ الاثاث‌ وبع‌ البيت‌ فوراً، ثمّ اتّجه‌ إلی‌ النجف‌ الاشرف‌، وافعل‌ ما أقوله‌ لك‌، وبعد ستّة‌ أشهر كن‌ بانتظاري‌ في‌ وادي‌ السلام‌ هناك‌. فقام‌ السيّد لوقته‌ وعمل‌ بالتعاليم‌، وباع‌ البيت‌ وجمع‌ الاثاث‌ ثمّ تهيّأ للسفر إلی‌ النجف‌، وفي‌ اللحظة‌ الاُولي‌ من‌ دخوله‌ المدينة‌ الشريفة‌ يري‌ الرجل‌ ذاته‌ عند طلوع‌ الشمس‌ في‌ وادي‌ السلام‌، وكأنـّه‌ خرج‌ من‌ بطن‌ الارض‌ ليقف‌ أمامه‌ ويعطيه‌ بعض‌ التعلیمات‌ ثمّ يختفي‌. ويدخل‌ المرحوم‌ الشوشتريّ إلی‌ النجف‌ الاشرف‌ عاملاً بما يمليه‌ علیه‌ ذلك‌ النسّاج‌ ليصل‌ بعدها إلی‌ درجة‌ ومقام‌ لا يمكن‌ وصفهما رضوان‌ الله‌ تعالى‌ وسلامه‌ علیه‌. وكان‌ السيّد علی‌ّ الشوشتريّ ـ مراعاة‌ للاحترام‌ ـ يحضر دروس‌ الفقه‌ والاُصول‌ عند الشيخ‌ مرتضي‌ الانصاريّ الذي‌ كان‌ بدوره‌ يحضر دروس‌ السيّد الاُسبوعيّة‌ في‌ الاخلاق‌، وبعد وفاة‌ الشيخ‌ رحمة‌ الله‌ علیه‌ يتصدّي‌ السيّد الشوشتريّ رحمة‌ الله‌ علیه‌ لإتمام‌ الابحاث‌ التي‌ انتهي‌ إلیها الشيخ‌، ولكنَّ الاجل‌ لم‌ يمهله‌ طويلاً، فبعد ستّة‌ أشهر يلتحق‌ بالرفيق‌ الاعلی‌. خلال‌ هذه‌ المدّة‌ (الستّة‌ أشهر) يكتب‌ المرحوم‌ الشوشتريّ ورقة‌ إلی‌ أحد تلامذة‌ الشيخ‌ الانصاريّ البارزين‌، المدعوّ الملاّ حسين‌ قلي‌ الدرجزينيّ الهمدانيّ الذي‌كان‌ له‌ مع‌ السيّد علاقة‌ في‌ أيّام‌ المرحوم‌ الانصاريّ وكان‌ يستفيد من‌ دروسه‌ في‌ الاخلاق‌ والعرفان‌، وكان‌ عازماً علی‌ التدريس‌ وإتمام‌ مباحث‌ الشيخ‌ التي‌ كان‌ يحرّرها بنفسه‌، وفي‌ هذه‌ الورقة‌ يذكّره‌ بأنَّ نهجكم‌ هذا ليس‌ كاملاً، وأنـّه‌ ينبغي‌ علیكم‌ الحصول‌ علی‌ المقامات‌ العالية‌ إضافة‌ إلی‌ ذلك‌، غرضه‌ من‌ ذلك‌ التعبير، إرشاده‌ إلی‌ طريق‌ الحقّ والحقيقة‌. 
وتمرّ الايّام‌ ليكون‌ المرحوم‌ الملاّ حسين‌ قلي‌ ـ الذي‌ كان‌ يستفيد قبل‌ سنوات‌ من‌ وفاة‌ العلاّمة‌ الانصاريّ من‌ محضر المرحوم‌ السيّد علیّ في‌ المعارف‌ الإلهيّة‌ ـ من‌ أعاظم‌ عصره‌ وعجائب‌ دهره‌ في‌ الاخلاق‌ ومجاهدة‌ النفس‌ وكسب‌ المعارف‌ الإلهيّة‌. وقد ربّي‌ تلامذة‌ عظاماً، أصبح‌ كلّ واحد منهم‌ آية‌ عظيمة‌ وواحداً من‌ أساطين‌ المعرفة‌ والتوحيد، ومن‌ أبرزهم‌ المرحوم‌ الحاجّ الميرزا جواد الملكيّ التبريزيّ، والمرحوم‌ السيّد أحمد الكربلائيّ الطهرانيّ، والمرحوم‌ السيّد محمّد سعيد الحبّوبي‌ّ، والمرحوم‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد البهاريّ.
ومن‌ طلاّب‌ مدرسة‌ السيّد أحمد الكربلائيّ الاُستاذ الاعظم‌ والعارف‌ الامثل‌ المرحوم‌ الحاجّ الميرزا علیّ القاضيّ التبريزيّ رضوان‌ الله‌ علیه[42]‌. هذه‌ هي‌ سلسلة‌ أساتذتنا التي‌ تعود إلی‌ المرحوم‌ الشوشتريّ وأخيراً إلی‌ الرجل‌ النسّاج‌. فمن‌ كان‌ هذا الإنسان‌ ؟ ومن‌ أين‌ كان‌ يحصل‌ علی‌ هذه‌ المعارف‌، وبأيّ وسيلة‌ ؟ لا نعلم‌ شيئاً من‌ ذلك‌"[43]. 
السؤال هو: كيف يمكن ان تنتمي مدرسة كبيرة كبراؤها هؤلاء الاساطين الى شخصية مجهولة هو نسّاج لا يُعرَف حاله ؟
 
 
 
________________________________________
الهوامش:
[1] شرح اصول الكافي / الشيخ مولى محمد صالح المازندراني / تعليقات الميرزا ابو الحسن الشعراني – ج3 ، هامش ص228.
[2] مصباح الهداية الى الخلافة والولاية / السيد روح الله الخميني – ص347.
[3] الاسفار عن نصوص الاسفار / الشيخ حيدر الوكيل - ص23.
[4] المصدر السابق - ص28.
[5] المصدر السابق - ص29.
[6] المصدر السابق - ص34.
[7] المصدر السابق - ص41.
[8] المصدر السابق - ص44 و46.
[9]  مستدرك سفينة البحار / الشيخ علي النمازي الشاهرودي – ج9 ص193.
 [10] شرح احقاق الحق / الشيخ نور الله التستري / تعليقات السيد شهاب الدين النجفي المرعشي – ج1 التعليق في هامش ص431.
[11]  كشف الخفاء / العجلوني – ج2 ص132.
[12]  رسائل الكركي / المحقق الكركي (رض) - ج3 ص158.
[13] الاسفار عن نصوص الاسفار / الشيخ حيدر الوكيل - - ص46.
[14] المصدر السابق - ص56.
[15] المصدر السابق - ص68.
[16] الدر المنثور / جلال الدين السيوطي ت911هـ – ج5 ص250.
[17] الاسفار عن نصوص الاسفار / الشيخ حيدر الوكيل - ص68.
[18] بحار الانوار / العلامة المجلسي (رض) / تحقيق السيد ابراهيم الميانجي ومحمد الباقر البهبودي / دار احياء التراث العربي في بيروت – ج95 ص227.
[19] الاسفار عن نصوص الاسفار / الشيخ حيدر الوكيل - ص105.
[20] المصدر السابق - ص107.
[21] مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم / الشيخ داود بن محمد القيصري ت751هـ – ص98.
[22] الاسفار عن نصوص الاسفار / الشيخ حيدر الوكيل - ص107.
[23] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح / الشيخ علي بن سلطان محمد القاري – ج1 ص364.
[24] منشور في الموقع الالكتروني للشيخ حيدر حب الله ، تحت عنوان (مدى صحّة حديث (أوّل ما خلق الله نور نبيّك يا جابر) ).
[25] الكلمات المكنونة / الفيض الكاشاني / مخطوط – ص113.                                     
[26] الخصائص الفاطمية / الشيخ محمد باقر الكجوري – ج2 ص237.
[27] شرح مثنوي / ملا هادي السبزواري – ج1 ص349.
[28] اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها السلام / المولى محمد علي بن احمد القرا چه داغي التبريزي الانصاري - ص28.
[29] تفسير الصراط المستقيم / سيد حسين البروجردي – ج5 ص394.
[30] مكيال المكارم / ميرزا محمد تقي الاصفهاني - ج2 ص295 ، 
[31] شرح دعاء السحر / السيد روح الله الخميني - ص103.
[32] مصباح الهداية الى الخلافة والولاية / السيد روح الله الخميني - ص67.
[33]   شرح احقاق الحق / الشيخ نور الله التستري / تعليقات السيد شهاب الدين النجفي المرعشي – ج1 التعليق في هامش ص183.
[34] اسرار الآيات / صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي ت1050هـ / تعليقات حكيم مولى علي نوري - ص340 و341.
[35] المصدر السابق - ص375.
[36] المصدر السابق - ص408.
[37] اسرار الآيات / صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي ت1050هـ / تعليقات حكيم مولى علي نوري - ص357.
[38] المصدر السابق - ص390.
[39] المصدر السابق - ص389.
[40] اسرار الآيات / صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي ت1050هـ / تعليقات حكيم مولى علي نوري - ص448 و449.
[41] المصدر السابق - ص479.
[42] ومن تلاميذ السيد علي القاضي في العرفان السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان.
[43] رسالة لب اللباب في سير وسلوك اولي الالباب م السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني – ص142 وما بعدها.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86079
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28