الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس يذكر التاريخ انه من النخبة الأولى لحواريي امير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" كأبا ذر والمقداد (رضوان الله تعالى عليهم ), و أخلصهم له, واكثر الصحابة نقلا لروايات و مناقب الامام علي "ع" , وكان باراً من بعده بالحسنين حتى مماته ، ومثل اهم ركائز جيش الامام الحسن "ع" وعناصر قوته .
كانت ولادته رضوان الله تعالى عليه في شعب ابي طالب قبل سنتين من الهجرة, في حصار المسلمين في اول طليعته , وكان اول وليد يحنكه رسول الله بريقه ويرمقه بابصاره , وعند وفاة رسول الله "ص" كان عمره 13 عاماً , وفي نهاية عمره اصيب بالعمى , كوالده وجده ويعد هذا العمى احد انواع امراض العمى الوراثية الاحادية , والده العباس كان من اشراف بني هاشم والمسؤل عن سقاية الحاج .
ولكنه سقط ضحية الاعلام الاموي والتيار الموالي للشيخين , الذي كان يسمى (بالقصاصون ) , والقصاصون هم مجموعة من الخطباء الذين اتى بهم معاوية ابن ابي سفيان لقص الاكاذيب على رسول الله وعلى امير المؤمنين واولادة واصحابة , وكان عمل القصاصون ياتي بعد انتهاء الصلاة (خطبة الجمعة والعيدين) , والقصاصون ليس اناس اصحاب تأريخ او ثقافة اسلامية , فاغلبهم كانوا ممن دخل الاسلام بعد فتوحات الشيخين وكانوا على اسلامهم واسلام ال أمية , وثقافتهم هي كقول معاوية في احد الايام لعبدالله بن عباس ( جأتك بجيش لايعرف لعلي فضيلة ولا لجعفر جناح ) , هذه هي ثقافة القصاصون , وظهر اليوم ثقافه مشابهه لثقافة القصاصون وهم المستشرقون من اسلموا على ايدي الوهابية وفتحوا مراكز عالمية لضرب ثقافة اهل البيت والتشيع واخذوا على انهم الاسلام المعاصر , و لم يكن ابن عباس الوحيد الذي دلس عليه الاحاديث ونسبت اليه الروايات الكذب والاقوال المتضاربة بل كان كغيره من انصار امير الامؤمنين علي "ع" الذين تعرضوا للقذف والتسقيط .
الاستفهام هنا , لماذا استهدف عبدالله ابن عباس , ولماذا اخذت تروى عنه الاحاديث المتضاربة , التي يتناقلها روات ابناء العامة , فمرة تجد احاديثه فيها ذم لامير المؤمنين ومرة المدح ,ومره يتهمونه بخيانة الامام الحسن وبيع جيشه لمعاوية ومرة يتهمونه بسرقة اموال البصرة , باختصار ان ماكنة الاعلام الاموي مثلت قوة اعلامية خارقة وتعد متطورة جداً وحتى اقوى من ماكنات الاعلام الحديثة , وهي تعمل بقوى ترسم اهدافها لاكثر من زمانها , والتي تسمى في عصرنا (بالقوة الناعمة), فهم يهدفون الى زعزعة اتباع علي ابن ابي طالب "ع" بمناصريه والحلقة الدائرة به من خلال هذه الثقافة , ثقافة تخوين اصحاب علي "ع" والقيادات التي ناصرته وناصرت اولادة , ولازال اعلامهم للاسف مؤثر بالمجتمع الشيعي وياخذ احداث الشيعة من القصاصون , دون الرجعة للمحققين الشيعة .
وقد دأب مجموعة من الباحثيين المعاصرين الشيعة , وافنوا حياتهم برفع الشبهات عن شيعة العراق والكوفة وانصار امير المؤمنيين "ع" , ولاسيما شاهد حديثنا الشيخ عبدالله ابن عباس (رضوان الله عليه ) , فمن الباحثين الذين اخذوا على عاتقهم رفع الشبهه عن ابن عباس :-
- فضيلة العلامة الكبير مهدي الخرسان \ موسوعة ابن عباس حبر الامة وترجمان القران , 2006
- السيد محمد تقي الحكيم (رحمه الله) \ كتاب عبدالله بن عباس في 800صفحة.2001
- والباحث الاسلامي الكبير السيد سامي البدري في جزء من بحث\صلح الامام الحسن "ع" قراءة جديدة في الخلفيات والنتائج من 600 صفحة 2016.
- السيد جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله) \ كتاب ابن عباس واموال البصرة سنة 1996.
كان حرياً بالكتاب واصحاب الاقلام الناشطة ان ترفع الشبهات عن انصار امير المؤمنين علي ابن ابي طالب "ع" , نصرة للمذهب بعد هذا الانفتاح الكبير من وسائل التواصل وسهولة نشر الاخبار , من المعيب ان تنقل الاخبار الكاذبة في عصر سرعة الحصول على المعلومة , بالعودة الى المصادر الموثوقة , وانتشال المجتمع الشيعي من ترسبات حكومات البعث الاموي الوهابي , الحديث طويل واختصرته في كلمات في حق احد ابطال الشيعة , الذي كان يقلد رسول الله "ص" حتى في لبس الازار .
هدانا الله واياكم وقدرنا على رفع الشبهات عن رموز شيعة ال محمد "ص" نصرة للمرجعية الدينية والمذهب . |