• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صحيفة الشرق الاوسط ... .
                          • الكاتب : سلوى البدري .

صحيفة الشرق الاوسط ...

ان أول معلومة تُدرس للصحفي في كتابة او تحرير الخبر هي (عناصر الخبر) وهذه تشمل (الموضوعية، المصداقية، الدقة، المهنية.... الخ). كان لابد من هذه المقدمة قبل الخوض في موضوعة اليوم لافتتاحية جريدتنا، حيث تداولت العديد من المواقع الاجتماعية عبر صفحة الفيسبوك والتويتر ما جاء في صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن والممولة من قبل المملكة العربية السعودية في تقرير لها لعددها الصادر الاحد الموافق 13 من نوفمبر عام 2016 والذي جاء تحت عنوان " تحذيرٌ أممي من حدوث حالات حمل غير شرعي في كربلاء" والذي نُسب الى المتحدث بأسم منظمة "الصحة العالمية" السيد "غريغوري هارتل".  جاء فيه " أن المناسبات الدينية التي تُقام في جنوب العراق، تشهد في الغالب اختلاطا غير منتظم بالوفود القادمة من خارج العراق، خصوصا جمهورية ايران المجاورة لها، ويصعب على القوات الأمنية السيطرة على الوضع بسبب كثرة اعداد المشاركين". وأضاف هارتل " أنه بعد زيارة الاربعين للعام الماضي 2015 حصلت حالات حمل غير شرعية لأكثر من (169) امرأة عراقية". وقد أدانت المنظمة في نشرتها الأخبارية ليوم الجمعة الموافق 18 تشرين الثاني 2016،  با أشد عبارات الأدانة أقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة، وأنها تتحرى حاليا عن مصدر الخبر الخاطىء، مرجحة لجوئها الى مقاضاة الناشر. وقامت على اثر ذلك صحيفة الشرق الاوسط بنشر نفي لتصحيح المعلومة المغلوطة، وانه تم ايقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر التقرير، وتؤكد تقيدها بالمعايير المهنية والاخلاقية والدقة والموضوعية. اعقبه اصدار رئاسة مجلس الوزراء بيانا تدين به الصحيفة وتطالب با اعتذار الصحيفة عن ما ورد في عددها المذكور آنفا، واستهجنت شبكة الاعلام العراقي والمرصد العراقي للحريات الصحفية العائد لنقابة الصحفيين العراقيين ما ورد في تقرير الصحيفة لما فيه من مس لكرامة وحرامات المسلمين والنساء العراقيات.
ان ما نشر في صحيفة الشرق الاوسط يُعد انتهاكا لحرمة مقدسات المسلمين في واحدة من اهم المناسبات التي يعتز العراقيون بها على مدار اكثر من الف واربعمئة عام ، "أربعينة الامام الحسين (ع)"، ويمس ايضا عفة وطهر المراة العراقية التي انجبت رجالات كانوا عنوان للتضحية والصمود في جبهات القتال ضد الدواعش احفاد الحقد المتلازم لابناء ال سعود. 
واما افادت به الصحيفة من خبر مفاده ان المراسلين الصحفيين العراقيين هم من قام بفبركته ونشره. للتوضيح لا اكثر، انا رئيس تحرير جريدة، مهمتي الاولى ان اقرأ كل خبر قبل نشره، وانا من يحق لها اعطاء الموافقة بنشره من عدمه، اضافة الى مدير التحرير. وكلنا يعرف ان صلاحية نشر الخبر في اي صحيفة هي من مسؤولية رئيس التحرير، ومدير التحرير حصرا، ولا يمكن التجاوز على هذه الصلاحية باي شكل من الاشكال. ان صحيفة الشرق الاوسط تنأى بنفسها وبمسؤوليتها عن الخطأ، لتلقي بوزرها على الاخرين. وتذكر انها تتقيد بالمعايير الصحفية. اسئل اية معايير تلك التي تتوخاها في نشر الاخبار، ومثل هذا الخبر بالذات، كان الاجدر عدم نشره، لأنه أولا: يمس كرامة وشرف وطهر نساء عربيات وعراقيات. ثانيا: يمس بمقدسات المسلمين ثالثا: يتعرض لمناسبة عزيزة على قلوب اي مسلم غيور على دينه ورسوله وال بيته. رابعا: ان المراة العراقية مولودة حرة وليست ابنة آمة او جارية، والحرة لا تزني يا ال سعود. 
 
أن الحكومة العراقية عليها أن تقف موقفا حازما تجاه هذه الاتهامات وان يكون اعتذار رسمي من المملكة العربية السعودية عبر ديوانها الملكي او وزير الاعلام لأن الموضوع يمس كرامة شعب وعفة نساءه، وشرف أهله، وأن تغلق ابواب هذه الصحيفة بشكل نهائي، ولا يسمح بتداولها داخل العراق. 
اخيرا: لقد قامت الحرب بين العراق والجارة الشقيقة الكويت في لحظة غضب لسياسيين، دفع ثمنها الشعب العراقي والكويتي الكثير من الدماء والاموال، ولا يزال يعاني البلدان من تداعياتها. هل هذا ما ترمون اليه....؟. أن مثل هذا الخبر يهز اركان البيت العربي. فالشرف قيمة اخلاقية لا تنطفىء نارها بكلمة اعتذار كاذبة ومن أناس لا وزن لهم في تأريخ القيادات الفكرية الشريفة، والاقلام المهنية الحرة، او تبرير اقل ما يمكن ان يقال عنه "نكتة فاجرة على شفاه داعرة". 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86386
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28