• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التحالف الوطني .. كيف...؟ وماذا...؟ وإلى أين....؟ .
                          • الكاتب : وليد كريم الناصري .

التحالف الوطني .. كيف...؟ وماذا...؟ وإلى أين....؟

 إذا ما كان رب الأسرة وولي آمرها، غير حازم وجازم بلم شمل عائلته، حتماً سيجعل أسرته مفككة، لدرجة التسيب بين أفرادها، فيتحول الدار الى نقمة وبلاء، يهرب كل فراد منه، أو يؤخر دخوله إليه، أو يقلل وجوده فيه، فترى العائلة تقضي وقتها خارج الدار، ولا يعودون إلا عند الضرورة، وعلى العكس من ذلك، عندما يكون رب الأسرة وعميدها، متفانٍ بلم شمل عائلته، ستجد كل فرد يسرع الى بيته ويحزنه الخروج منه.
التحالف الوطني، في ظل الفترة ما قبل ترأس السيد الحكيم، كان أشبه بتلك العائلة المفككة، التي جعلت البيت الشيعي مهجوراً، غلب على أركانه نسيج العناكب والأتربة، بعدما هبت مكوناته خلف مصالحها ومنافعها، تبحث عن مكاسب وأصوات إنتخابية، تؤمن وجودها بالدولة، وما كسبنا من تلك الاصوات والمكاسب؟ سوى ألاف المغدورين في سبايكر، وآلاف الضحايا الذين إغتالتهم السيارات المفخخة، وشظايا الأجساد الملغمة، ناهيك عن الأيتام, والفقر, والتشريد, والتهجير, الذي بدأ يطغى على المجتمع العراقي.
ما "زاد الطين بلة" الجماهير البسيطة والمغرر بها، والتي ترى خلاصها وحقوقها مرهونة بولائها لأحد تلك المكونات، فراحوا "يهيمون بوادٍ غير ذي زرع"، وصارت كل فئة في المجتمع، تتكل في معيشتها على من تنتمي إليه، من جهة اخرى أن المكونات تلك، قدرت ثمن أصوات ناخبيها، ببعض المكاسب والمناصب والتعينات لتلك الجماهير، مما اقنعتها كلياً بالولاء المطلق، ولم تلتفت تلك الجماهير، ولا مكوناتها الى المنفعة العامة، وتفعيل دور المصالح الوطنية المشتركة، فغيب "دعاة الوحدة" في بئر تلك المفاسد المشتركة، بين المكونات وجماهيرها.
اليوم وبعدما إنكوى الجميع بنيران التفرقة، التي لم تحصد سوى الموت لأبنائهم، إلتفتوا الى الوحدة بين مكونات التحالف الوطني، وأخرجوا يوسفهم بعد غياب طويل، وأمروه عليهم، وإن كانوا كارهين! فوجدوا حقوقهم المشتركة مصادرة بسبب تفرقهم، ووجدوا في يوسف ما ينجيهم، فهو من أشد دعاة الوحدة والإصلاح في مكونات التحالف، وصاحب وسطية بينهم ، ويحضى بمقبولية مرجعية، ويتمتع بحنكة وسياسة ناجحة.
 أزاح الحكيم بيده تراكمات الأب السابق، وأعاد للبيت هيبته، وأجمع أمره ووحده، فتسارعت مكونات التحالف للدخول تحت سقفه، وبدأت الروح تُبث من جديد بجسد التحالف، فكان أول الغيث أن توحد قادة الفصائل، المنضوية تحته، وقرب وجهات النظر بين زعماء مكوناته، وراح ينفض غبار السبات، الذي قضاه في فصل التقاطعات، ثم بدأ شيئا فشيئاً، يسحب البساط من تحت باقي المكونات الرئيسية في البرلمان، ويذهب بالإجماع على ما يخدم الوطن.
إنتقل التحالف الى مرحلة متطورة جداً، فبعدما كان واجهة شيعية، صار واجهة عراقية دولية وعربية، وعقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في بغداد، وأثبت للعالم بأنه يمثل الواجهة الإسلامية العربية، وإختزل للعراق دوراً رياديا في المنطقة، ثم أجمع رأيه على إقرار فتوى المرجعية العليا في النجف، بأنها مشروع وطني حكومي، أُسندت بإقرار قانون الحشد الشعبي.
بعدما نجح الحكيم في توحيد كلمة التحالف،أدخلت القوانيين والمشاريع المصيرية حيز التنفيذ، وهذا بحد ذاته إنجاز، ولكن المهمة الأصعب، هي كيفية المحافظة على ذلك الإنجاز، فدعى الى مأسسة التحالف، وتثبيت نظامه الداخلي، فطُرح مشروع اللجان، بدل مسميات المكونات والكتل، وبذلك قطع الطريق على كل من يريد الخروج عن إجماع ووحدة التحالف، ولم تعد هنالك فرصة لتغيب مكون، لأن كل لجنة تتكون من مجموعة أعضاء من مختلف الكتل، واشترط أن لا يتداخل عمل اللجان فيما بينها .
إنقسم التحالف الوطني الى عشرة لجان، لكل واحدة عملها الخاص، فمنها من يختص بعمل الحكومة، ومنها من يختص بالعمل البرلماني، وثالثة تختص بالعمل الإعلامي، ومنها من يختص بالتنسيق مع المحافظات وهكذا، وبذلك تحول التحالف الوطني، الى مؤسسة حكومية برلمانية فاعلة، تمرر القوانيين والمشاريع من خلاله بثقة برلمانية، وصار بيت يستطاب به الجلوس والحديث بين أفراد عائلته، ويُعد الأن أكبر قوة حكومية وبرلمانية وعسكرية في العراق والدول الإقليمية.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86848
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29