• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصائب من نوع اخر ؟. .
                          • الكاتب : اسلام النصراوي .

مصائب من نوع اخر ؟.

في احدى زياراتي للعاصمة الجميلة بغداد وانا اتجول في شوارعها الواسعة وشخوصها المعمارية ، وبشكل يسر القلب بالرغم لما حدث لها من تفجير وارهاب ، فهي عاصمة العراق العظيم الذي تربو حضارته على (7000سنة) ، ولكن ما يكظ الفؤاد ويؤلم الخاطر ، وجود بعض الافعال التي قد تعكس نظرة سلبية عن هذة العاصمة الاصيلة ، ولعل ابرزها ، ظاهرة مخالفة الاشارات المرورية وعدم احترام رجل المرور الذي يعاني تارة من حرارة الشمس الملتهبة ، وتارة اخرى من صقيع الشتاء البارد ، وما يحمل معه من مغبة الفيضانات وامتلاء المنهولات ، التي تزفر ما بجوفها ، وكأنها نبع ماء متفجر ، فتجد ذلك الشخص العظيم ، يقف وسط المياه الملوثة لكي يؤدي عمله على اكمل وجه ، اذا ما انتحل دور عامل النظافة فتراه يشمر عن ساعديه ليصرف المياه . 
فالكثير الكثير من الناس تجدهم يخالف أنظمة المرور التي وجدت بالأصل لحماية المجتمع من الحوادث ،وهذا الامر يجعل المرء في حيرة من أمره ، فما يدري ما يصنع امام تهور واستهتار بعض السواق وكأنه يخوض غمار سباق عالمي لكي ينال المرتبة الاولى ، في الوقت الذي تسعى المجتمعات الاخرى الى احترام الانظمة المرورية ؛ بل ترى الاحتفالات في بعض البلدان بيوم سنوي احتفاءً بإزالة تلك الاشارات كونهم وصلوا الى مرحلة التطبع الكامل بأن كل فرد منهم اصبح هو رجل مرور ، ويحترم نظام السير دون رقيب أو كاميرة مراقبة تسجل عليه مخالفة.. ؟. 
وألانكأ من ذلك ترى رجل المرور عاجزا أ مام هذا الطوفان من السيارات المخالفة للسير ، ويزيد بلتها زفتا هو تراشق السواق بألفاظ نابية يستحي القلم عن خطها ، ويخجل البال من تذكرها . 
ولكن الطامة الكبرى حينما تجد رجل المرور يعيش الحالة ، وينخرط مع المخالفين حينما تجده اول المبادرين بالمخالفة ،و يخترق الاشارة الحمراء كونه على عجالة من امره مما جعل الناس يحذون خلفه ، أ مام دهشة دورية المرور المتواجدة في تلك النقطة .؟. 
هذا وللأسف الشديد أمر مخجل ، وبنفس الوقت امر خطير، فكثرة التسيب والانحطاط بهذا المجال يجعل قائمة الموتى بالعراق تتصدر اللائحة وبفارق شاسع أمام أقرانها من المصائب والويلات التي تحل يوميا على مجتمعنا العزيز ، ولمن يريد ان يصدم ويذهل بالأرقام فعليه بالمستشفيات ودائرة الطب العدلي . ويحمد الله على بقائه حيا أمام هذة الكوارث اليومية . 
فحري بمجتمعنا ان ينظر بعين الاعتبار لهذا الامر ، ويجعله في رأس قائمة المحظورات والمحذورات حفاظا على سلامته ومن هم تحت خيمته من ابن و زوجة و أب .
 
مجنبين قومنا مصائب واحزان نحن في غنىً عنها ، ولينظر الينا العالم نظرة الاحترام والتقدير ،جريا وراء تحظر أرقى ، وسعيا لأن نكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال المرور والطرقات .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87115
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28