• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذا ما يريده التحالف الوطني في التسوية. .
                          • الكاتب : عباس الكتبي .

هذا ما يريده التحالف الوطني في التسوية.

طرح التحالف الوطني،مشروع استيراتيجي مهم،ألا وهو:(وثيقة التسوية الوطنية)،لمرحلة ما بعد تحرير الموصل،والقضاء على داعش.
هو مشروع وطني، يحمل مبادئ عامة لتسوية سياسية ومجتمعية،تم الأتفاق والتصويت عليه في الهيئات الثلاثة للتحالف الوطني( القيادية- السياسية-العامة)،وبذلك يكون هو مشروع تحالفي.
تضمنت ورقة التسوية عدة بنود مهمة،وكان الأتفاق في التحالف الوطني،أن لا تظهر هذه الورقة الى الإعلام الاّ بعد تحرير الموصل،لكن بعض الاطراف في التحالف،خالف هذا الاتفاق،وسربها الى جريدة المدى ومن ثم قامت الجريدة بنشرها،وطبعاً ان الذي قام بهذا الفعل،هو من محبين المزايدات السياسية!
الغريب في الأمر،ان السيد العبادي، عندما سئل عن التسوية في المؤتمر الصحفي،بالأمس مساء الثلاثاء،قال: لا أعرف التسوية مع مَن؟ وقال: نحن لسنا بحاجة لتسوية سياسية،بل بحاجة الى تسوية ومصالحة مجتمعية!
العبادي؛كان على علم في مشروع التسوية، وكان حاضراً في اجتماعات التحالف الوطني،التي نوقشت فيها التسوية،وعلى علم بكتابة بنودها، وعنده نسخة من ورقة التسوية،وهو يعلم ان مشروع التسوية،ليس سياسي فقط،بل هو مجتمعي أيضاً، ومن ثم يصدر تصريح عنه:أنا لا أعرف؟! لعل هناك حاجة في نفس السيد العبادي!
هناك أمر مهم ربما السيد العبادي جهله أو تجاهله،انه المصالحة المجتمعية لا تتم بدون تسوية وطنية، وخاصة في المجتمع العربي،الذي تتحكم فيه العاطفة والعصبية العشائرية،والحزبية،والقومية، والطائفية،لعل العبادي تخيل نفسه في مجتمع مثالي،أو كانت الحياة الأوربية التي يعيشها مؤثرة به! فدعا الى مصالحة مجتمعية فقط، وكأنه لا يعلم ان المجتمعات العربية،تتبع رؤساء وقادة الأحزاب،والكتل،والقبيلة، والطائفة واشباه ذلك.
التسويات تقوم على مبدأ أساسي، وهو:(التنازلات المتبادلة)،وهذا ما عرف في التاريخ السياسي الماضي والحاضر ،وفي كل الدول حدثت فيها التسويات ،وكثير من هذه التنازلات تلازمها ضمانات دولية،لأستمرار نجاحها بين الأطراف المتنازعة والمتصارعة في البلد.
ما هي هذه التنازلات المتبادلة بين الاطراف السياسية العراقية؟ 
رئيس التحالف الوطني،السيد الحكيم، عند لقائه بممثل الأمين للأمم المتحدة في العراق،((وكان الممثل قد حضر عدة اجتماعات للتحالف،اثناء المناقشة على التسوية،وكتابة بنودها،وختمت ورقة التسوية بأنها تكون بأشراف ورعاية الأمم المتحدة))،طلب منه السيد الحكيم،ان يوصل ثلاث رسائل الى اتحاد القوى،والآخرين المعنيين بالتسوية:
اولاً:يجب ان يكون هناك أعترف حقيقي وشرعي،بوجود النظام السياسي في العراق. 
ثانياً:لا تسوية بلا أمن،فيجب يتعهدوا بتوفير الأمن،وان لا تكون مناطقهم حواضن للإرهابيين. 
ثالثاً:يجب ان تكون هناك ضمانات دولية،من دول الجوار،وخاصة دول الخليج،ان يعترفوا بالنظام السياسي بالعراق،وان لا يستهدفوه بكل سوءٍ، كالدعم المالي واللوجستي للجماعات الأرهابية. 
في المقابل،سيشترك السنّة في صناعة القرار السياسي، وتعديل قانون المسآءلة والعدالة، وأمثال هذه القضايا،لطالما شكى منها أهل السنة. 
الأكراد أيضاً بدورهم،يمكن ان ياخذوا امتيازات او تنازلات من الحكومة المركزية، كقانون النفط والغاز مثلاً،مقابلً التخلي عن حلم الدولة الكردية،وغيرها من التنازلات المتبادلة.
ورقة التسوية الوطنية تسمح لكل الاطراف السياسية والمجتمعية، المشاركة في العملية السياسية،وغير المشاركة،وفي داخل العراق وخارجه، ان تدخل في هذه التسوية،ما عدا الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، من داعش والبعث وباقي الجماعات الارهابية.
كما ان التسوية،ستكون برعاية أقوى جهة دولية،وهي الامم المتحدة،وقد أبلغ ممثل الأمين العام للامم المتحدة، التحالف الوطني،بأنه: تفاجأ من الدعم الدولي،والأقليمي،كأمريكا،والاتحاد الأوربي،ودول شرق آسيا،وبعض الدول العربية للتسوية،لكنه قال: أني تفاجئت أيضا بتصريح بعض تصريحات أطراف التحالف للإعلام،ومهاجمته للتسوية،مع انه وافق عليها وصوت داخل التحالف الوطني!
أيضاً بلغ ممثل الأمين العام التحالف، اثناء زيارته للنجف،ولقائه بالسيد مقتدى الصدر،والمرجعية الدينية العليا،بأن السيد مقتدى الصدر،يدعم التسوية،وان السيد السيستاني مع التسوية جملة وتفصيلا،ولكنه ترك تفاصيلها للقوى السياسية.
لا مناص للقوى السياسية في العراق، بجميع اطيافه،ومكوناته من التسوية السياسية والمجتمعية،وهي فرصة تاريخية،يجب السعي الى تحقيقها، فان فاتت ولم تستثمر وتغتنم، فهذا يعني مزيد من الدماء والمآسي والمصائب،سوف تنزل بالعراق.
اقول:يجب استثمار هذا الدعم الدولي، والأقليمي،وكذا دعم المرجعية الدينية العليا،والمضي قدماً في وثيقة التسوية الوطنية،فأنها ضرورة سياسية ووطنية.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87189
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28