• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل اعتنق غوته الإسلام ؟؟؟ .
                          • الكاتب : رحيم عزيز رجب .

هل اعتنق غوته الإسلام ؟؟؟

ان صلة غوته الروحية بالإسلام .هذا ما ميزه ومن معه  في هذا السياق فلابد ان نذكر أمثال لايبنتس ( Leibniz) ولسنج (lessing) (وهردر ) فهولاء على وجه الخصوص الذين قاموا بوحي تفكيرهم الإنساني المستنير بإنصاف الإسلام من خلال أعمالهم الفنية فكان لسنج بحق في مسرحية الشهيرة (( ناتان الحكيم )) ( Nathan dr Weise) احد الداعين المخلصين الى التسامح الديني .وقد انطلق من دعوته هذه فاخذ يدافع –في مسرحيته كاردانوس (Cardanus) على لسان احد المسلمين عن الإسلام مشيدا به بوصفه ديانه تتصف بالحكمة والعقلانية .اما هردر احد أصدقاء غوته فذهب الى اكثر من ذلك من خلال كتابه المعروف (( أفكار ))  (( ideen  )) وهو مايخص دول العرب وهو يتناول حماسة النبي محمد ( صل الله علية وسلم ) لعقيدة التوحيد وطريقة عبادته للإله الواحد الصمد عن طريق الوضوء والصلاة وفعل الخير ويعتقد هردر ان (( فساد التقاليد اليهودية والمسيحية من ناحية وفصاحة قومه ومواهبه الشخصية من ناحية أخرى كانت هي الأجنحة التي حلقت بمحمد ( صلى الله علية وسلم ) عاليا .ويشيد هردر فضلا عن ذلك بالمستوى الثقافي والحضاري الرفيع الذي بلغه المسلمون وجعلهم ينظرون نظرة ملؤها الاحتقار لما كان عليه المسيحيين ( الأوربيين ) من فجور وعادات وحشية ومن سبل التطهر التي يحرص عليها المسلمون في عبادتهم لله خالق الكون ومدبره .يبرز هردر تحريم شرب الخمر وتناول الطعام غير الطاهر وكذلك الربا والميسر .فالحرص على التطهر والقيام بالصلاة والرأفة والإحسان والرضا بقضاء الله كلها امور يفرضها القران وتضفي على المؤمنين الطمأنينة ووحدة الطبع والخلق وأخيرا يبين (هردر) تقديره العالي للقران الكريم بقوله انه (( لو توافر للجرمان  ( الالمان ) الذين غزوا أوربا كتاب شبيه بالقران لما غدت اللاتينية ابدأ سيدة لغتهم .ولا تفرقت قبائلهم وظلت في كل سبيل )) .أما صلة غوته بالإسلام فهي صله روحية وهو الامر الذي ميزه عن غيره .فهو الميل الشخصي الذي كان غوته يكنه للنبي ( للنبي ) محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وللاسلام ولهذا فاقت تعبيراته وتصريحاته عن الإسلام كل ماكان قد قيل عنه في المانيا حتى ذلك الحين من حيث القوة والجسارة والتحدي .لقد توصل غوته الى علاقته الايجابية الحقيقية بالإسلام عن طريق اكتشافه لتطابق بعض الأفكار الرئيسية مع معتقده وتفكيره الشخصيين مما أيقظ في نفسه التعاطف العميق معه ليصل با لامر ويبلغ هذا التعاطف مع الاسلام جدا جعله يدلي بالاعترافات الحرة الصادقة. وله من مؤلفاته في مرحلة .ديوانه الشعري (( الديوان الغربي _ الشرقي )) والذي اعطى فيه اهتماما خاصا بشخص النبي ( صلى الله عليه وسلم )) .فقد عكف على دراسة سيرته الشريفة وإعماله بشكل مستفيض وقرأ جل ما أتيح له من مصادر ومراجع قراءة جادة متعمقة .حتى قيل انه قرا بعض من السور في القران الكريم كما كان يلقى بعض القصائد ومقاطع ادبية من ( كنوز الشرق ) وبعض من قصائد الشعر الجاهلي .ويقال ان مجلدات ( كنوز الشرق ) والتي استعارها غوته انذاك من المكتبة الأميرية تشتمل على الترجمة التي قام بها احد أصدقائه وقد تضمنت هذه الترجمة سورا عديدة على نحو يعطي تصورا عن ثراء الإيقاع في القران الكريم على وجه الخصوص .والواقع انه لم تكن هناك ترجمه مرضية للقرأن يمكن الاعتماد عليها والاطمئنان لها ولذلك استعار من مكتبة فيمار نسختين اخريين من ترجمة القرأن .ومما يلفت الانتباه ان الطبعة الاولى من ( الديوان الشرقي ) لم يتم توزيعه حتى بعد مضي مائة عام على صدورها وبقيت الغالبية العظمى من القراء لم تفهم مايقصده غوته من هذه المجموعة الشعرية  الغريبة عنها كل الغرابة وعمت حيرة الجميع وشملت حتى أولئك الذين شغفوا بإنتاج غوته الأدبي .فالمتزمتون من المسيحيين شعروا بان غوته يستفزهم وان إطراءه للآسلام قد تعدى حدوده كما تصور بعض المسلمين من قراءتهم للديوان ان صاحبه واحدا منهم .وان ظروفه لم تسمح له بان يعرب عن ذلك بصراحة .حتى حدا بالشاعر وهو في سن السبعين من ان يفكر تفكيرا جادا في ان يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي انزل فيها القرأن على النبي .لذا فان المطلعون على تراث غوته الفني يرون ان القول بان شاعر الديوان كان بالفعل مسلما مستترا وانه اراد ان يرتد عن المسيحية علنا أمر غير وارد ولامعقول  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18