• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرقة الذهبية والتفوق العالمي، يكفيها.. ستراتيجية السحب والإستدراج في أيسر الموصل! .
                          • الكاتب : علي فضل الله الزبيدي .

الفرقة الذهبية والتفوق العالمي، يكفيها.. ستراتيجية السحب والإستدراج في أيسر الموصل!

  الحرب التي يخوضها العراق، ضد المجاميع الإرهابية، هي نوع من أنواع حرب الشوارع، أو ما تسمى بالحرب (الماوية) نسبة للقائد الصيني ماوتسي، الذي يعتبر المؤسس الأول في العصر الحديث، لهكذا أنواع من الحروب، وهي معارك غالبا" ما تحصل، بين قوات نظامية وأخرى مقاومة لها، حيث يكون هنالك فارق كبير بين القوتين، من حيث العدة والعدد، فعبر هكذا حرب، إستطاعت فيتنام أن تنتصر، على الولايات المتحدة الأمريكية.
 ويبدو أن أمريكا رغم هزيمتها، في تلك المعركة الغير متكافئة، مع فيتنام، لكنها إستغلت هذه الستراتيجية العسكرية، لتعد مجاميع مسلحة، إستطاعت أن تضرب دول عظمى من خلالها، فطالبان التي تقهقر على يدها، الإتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم صدرت تلك المجاميع للشرق الأوسط، وبمسميات عدة، التوحيد والجهاد والقاعدة، والنصرة، إلى أن إنتهت، بما يسمى بالدولة اللا إسلامية داعش، حتى سيطرة على أغلبية الأراضي السورية، وثلث أرض العراق، وتهدد مصر ولبنان، وكذلك تونس وليبيا.
 لكن العراق أصبح بوضع مختلف، بعد دخول داعش، وسيطرته على خمسة محافظات، عند صدور فتوى المرجعية، بالجهاد الكفائي، في حزيران من عام 2014، وقتها إنهارت المؤسسة الأمنية العراقية، إلا قوة مكافحة الإرهاب أو الفرقة الذهبية، وأردفت بقوة عقائدية، من المتطوعين، من الحشد المقدس، الملبين لفتوى الجهاد، فإستطاعت تلكما القوتين، أن تعيد التوازن، وتمتص زخم الصدمة الكبيرة، التي حصلت من خلال إنسحاب القوات الأمنية، ووصول داعش لتخوم بغداد، فعملت قوة مكافحة الإرهاب وبالتعاون الحشد، تطهير حزام بغداد، ثم الإتجاه إلى غرب وشمال البلاد، وصولا" لمحافظة نينوى، وقد تعافت مؤسستنا الأمنية .
 فنينوى معقل الإرهاب وعمقه الستراتيجي، المجاورة لمناطق الرقة والحسكة ودير الزور السورية، بالإضافة للكثافة السكانية، التي تكتض بها الأحياء السكنية، لمدينة الموصل بجانبيها الأيسر، والأيمن صاحب الطرق الضيقة والبنايات القديمة، وكذلك الطبيعية الجغرافية ذات التضاريس المختلفة، بالإضافة لأمور أخرى، جعلت من معركة تحرير نينوى ومركزها الموصل، معركة صعبة بكل القياسات العسكرية والأمنية، وتحتاج لأساليب وطرق حديثة، للتعامل مع هذه العصابات، المتمرسة على حرب الشوارع، والمدعومة من دول عدة.
 ورغم التشويش الإعلامي، الذي تديره مؤسسات إعلامية، تعود لأنظمة ودول داعمة للإرهاب، أرادت أن تحد من قوة وشراسة، قوة مكافحة الإرهاب، التي تكفلت بالمحور الشرقي، ولكن رغم صعوبة المعركة، إلا أن هذه القوة، ومن خلال خبرة قياداتها، التي تواجدت في ميدان المعركة، وإصرار مقاتليها وإرادتهم الصلبة، أن تنجح بتجاوز كل الصعوبات والعراقيل، التي وضعها داعش، بوضع خطط نوعية غاية بالدقة، تمكنت من خلالها، تجاوز السيارات والبنايات المفخخة، والحد من خطورة الإنتحارين والإنغماسين، ومفارز الإعاقة من القناصة spg9.
 لقد نجحت قوة مكافحة الإرهاب، في إستنزاف قوة داعش، البشرية واللوجستية، من خلال خطة نوعية جدا"، أستطيع أن أسميها( السحب والإستدراج)، وجر المعركة إلى الجانب الأيسر، الذي يتميز بطرقه الواسعة، وكثافته السكانية الأقل، فالتأخر في الجانب الأيسركان متعمد، من قبل مكافحة الإرهاب، وحتى تحرير الأحياء لم يكن عمقي، بل كان بإسلوب دائري، للتخلص من الكمائن، والعمل على إطالة المعركة، حتى يتم إستدراجهم من معاقلهم في الجانب الأيمن، ولقد نجحت قواتنا في إختيار الزمان والمكان للمعركة، لذا سوف يتم الإجهاز على الجانب الأيمن، بعد أن تم إستزافهم بطرق عراقية بحت، تنبأ، بولادة قوة قاهرة للإرهاب



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19