• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مدينة (سيد الأوصياء) للزائرين.. فوائدها.. ردود الشبهات حولها وحول العتبات.. ومآرب اُخرى.. .
                          • الكاتب : جسام محمد السعيدي .

مدينة (سيد الأوصياء) للزائرين.. فوائدها.. ردود الشبهات حولها وحول العتبات.. ومآرب اُخرى..

 افتتحت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة مدينة "سيد الأوصياء" كأكبر مدن الزائرين في العراق، في 16 ربيع الأول1438هـ - 16/12/2016م، وتأتي ضمن سلسلة من مئات المشاريع التي نفذتها العتبة الحسينية المقدسة مع العتبة العباسية المقدسة منذ أن تسنمت مسؤوليتها أيادٍ وطنية في 9/4/2003، وتختار إدارتها المرجعية الدينية العليا، طبقاً للشرع الشريف، والدستور العراقي النافذ.
المدينة صُممت وبُنيت بعقول وأيدي العراقيين، ولم تتم الاستعانة بخبرة أجنبية إلا في فقرتي النافورات المتطورة والمصاعد.
هدف انشاء المدينة وكذا مدن الزائرين الأخرى التي انشأتها العتبة الحسينية المقدسة، هو:
1. ايواء الزائرين خلال الزيارات المليونية وحتى ليالي الجمع بما يليق بهم، بدل المخيمات البسيطة والمواكب المتواضعة، وهي مفيدة للفقراء ممن لا يستطيع دفع اجر فندق في الأيام العادية، حيث تخصص لهم قاعات مكيفة ومجهزة بأفضل وسائل الراحة اللائقة بزائر الإمام الحسين عليه السلام.
2. إيجاد مَعْلم عراقي سياحي وترفيهي لمدينة كربلاء والمحافظات القريبة، بسبب النقص الواضح في ذلك القطاع، لما تحتويه المدينة من خدمات متكاملة كالحدائق والمظلات والنافورات والعاب الأطفال، فضلاً عن المطاعم والأكشاك وأماكن الصلاة، ومنظومة كاميرات الرقابة التي تجعل المدينة آمنة للعوائل من بعض ضعاف النفوس، بما يحقق الراحة النفسية للزوار والأهالي.
3. الفخامة التي تتميز بها المدينة هي أبسط هدية تقدمها العتبة الحسينية المقدسة للفقراء وغيرهم، ممن يحلمون بدخول هكذا أماكن، وممن لا يستطيعون ارتياد أماكن المنتجعات في العراق وغيره، علّنا نداوي بعض جراحهم النفسية التي خلّفها فساد الحكام وطيش الديكتاتورية الظالمة البائدة.
4. توفير جانب استثماري بتأجير الشقق الفاخرة في المجمع على العوائل العراقية والسياح الأجانب كمردود مالي مع مبيعات المطاعم والأكشاك، لتصب أرباحها مرة أخرى في انشاء مشاريع الخدمة والتطوير للوطن والمواطن والزائر الفقير قبل غيره.
وقد أُثيرت حول المشروع - وكعادة البعض عند كل مُنجز للعتبات - التساؤلات والشبهات، وقد يكون كلام أغلبهم نابع من الغيرة على المجتمع، والاحساس بالمسؤولية والنية الصادقة في مساعدته، لكن حتى هؤلاء كان كلامهم للأسف خاطئاً، ويحتوي من المغالطات التي لا تليق بالمثقفين منهم - وبعضهم كان من المتدينين أو المحسوبين على أهل الدين - الشيء الكثير.
ولا دخل لنا بكلام المغرضين الذين ينزعجون من فعل المعمم ان كان ايجابياً، ولأن العتبات وخاصة في كربلاء أصبحت كالشمعة وسط ظلام الحاكمين، فقد تصدى لانجازاتها بعض مرضى النفوس بالطعن، حتى ان بعضه لا فقط غير علمي وموضوعي، بل مضحك أحياناً.
 لنشاهد محطات من بعض اعتراضات الأغلبية من الطيبين الغيورين على المجتمع - باعتبار أن غيرهم ليسوا محل اهتمامنا- وسنرد عليهم بالحكمة والعقل والمنطق:
1. يقولون ان "هذه المدن بُنيت بأموال الفقراء وتصرف على مدن سيسكنها الأغنياء!! وان أموال الشباك الشريف او اموال الهدايا والنذور اولى بها الفقراء من مدن الزائرين والتذهيب والتوسعة ...الخ"
ونجيبهم:
 أولاً: المدينة بُنيت للجميع ويحق لهم جميعاً ارتيادها ولم تبن لسياسي أو غني أو علية القوم، بل للجميع.
ثانياً: المدينة بُنيت بأموال العتبة الحسينة المقدسة التي خُصصت لها من أموال ديوان الوقف الشيعي أحد وزارات الدولة العراقية وفقاً للقانون 19 لسنة 2005م، وليس بأموال أحد أو أموال المتبرعين أو الزائرين، رغم ان صرفها في هذا المورد ان هم أرادوه، واجب شرعا ًلا جائز فقط، وحسب قوانين الوقف في الشريعة الاسلامية، وكما بالتوضيح التالي:
أ‌. أموال الوقف شرعاً ووفق جميع المذاهب الاسلامية، لا يجوز صرفها إلا في شؤون الوقف نفسه.
يعني لو أن زائرا وضع في شباك أو قسم هدايا ونذور العتبة العباسية المقدسة –كمثال- 250 دينار، فإدارة العتبة ملزمة شرعاً بصرفه في شؤون العتبة نفسها، ويحرم صرفه في أي عتبة أخرى ولو كانت عتبة أخيه الامام الحسين عليه السلام، أو عتبة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام.
والسبب بسيط، وهو أن الزائر قصد عتبة بعينها ولم يقصد غيرها.
ب‌. لو ان الشخص في مثالنا السابق أراد صرف مبلغه في شؤون اعانة الفقراء، أو الارامل او اليتامى او تزويج الشباب...الخ، فلماذا يضعها في العتبة؟!!
الجواب لانه يريدها في هذا المكان، وإلا لأعطاها لغيره!!
والقاعدة الشرعية العقلية تقول: الناس مسلطون على اموالهم.
وهذا يعني لا يحق لأي أحد أن يعترض على مورد صرفك للأموال ما دام الصرف شرعياً.
 وادارة العتبة ملزمة ومؤتمنة على أموال الناس ولا يحق لها التصرف بها إلا فيما قصده الواقف والمتبرع منهم، وإلا تصبح خائنة سارقة، حتى لو أعطت المال للفقراء، لأنها ببساطة لن تفرق عن الشخصية الإنكليزية القصصية الخيالية (روبن هود Robin Hood) الذي كان يسرق من الاغنياء ليعطي الفقراء!!.
والحال نفسه في قضية خدمة مواكب زيارة الأربعين في العراق .. فلدينا تجار ومواطنون بسطاء يجمعون المال إستعداداً لزيارة الأربعين في صناديق خاصة فلساً بفلس وديناراً بدينار طوال السنة، حتى أن من المفارقات الجميلة، أن حصالات النقود في المحافظات الجنوبية ارتبط اسمها بالإمام الحسين عليه السلام وصارت تسمى (حسينيات).
 فهل نأتي في نهاية السنة ونقول لمن جمع هذه الأموال لاتنفقوها على الزوار وأنفقوها في مجال اخر؟! بل وننتقدهم ان خالفوا!!
والخلاصة: حرام شرعاً صرف حقوق الفقراء للوقف، وحرام صرف اموال الوقف للفقراء.
حرام بأمر الله لا بأمر مرجع... واضح مو؟!!
2. يقول البعض أن "المدافعين عن العتبات وزوارها ينامون بالعراء في هذا البرد القارص، ونجمع لهم كالفقراء ثمن بطانيات تدفئهم.. وتصرف ملايين الدولارات على مدن للزائرين.. تصلح لزوار دبي وباريس .. ولايحتاجها زائر الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام" .
ونجيبهم بما يلي: 
 أ‌. هؤلاء المدافعون النشامى إنما يضحون لينعم الآخرون من عوائلهم وغيرهم، ببعض ما استطاعت العتبات استحصاله من الحكومة ضمن القانون، لتبني مشاريع خدمة للناس.
 هذه الحكومة التي لم توفر لشعبها ابسط اماكن الراحة والاستجمام، ألا يستحق ابناء المدافعين وعوائلهم ان يتنزهوا بمثل هذه الأماكن؟!
ألا يستحقون ان يعيشوا أفضل من سكان دبي وباريس؟!!! وهم أهل الحضارة والخير والمال الوفير الذي سرقه الحاكمون!!!، وبذّره قبلهم بالحروب الحكام الظالمون..ألا يستحق اولئك تلك الخدمات؟!!
هذه المدينة أقل ما يستحقه عوائل الفقراء وغيرهم، بل هي لا شيء أمام تضحيات آبائهم في خدمة الوطن، خاصة ان كانوا من المجاهدين.
ب‌. ثم ألا يعلم المعترضون أن قوافل العتبات الذاهبة لقطعات المجاهدين طوال السنتين والنصف الماضيتين، الداعمة بالطعام والمال والسلاح لهم، المنطلقة من العتبات، لهي أكثر بمجموعها من أموال كلفة بناء هذه المدينة؟!!.
ألا يعلمون ان مستشفى الكفيل التخصصي قد جرت عشرات العمليات وأنفقت مئات الملايين على عمليات المجاهدين المجانية، ودفعت للاطباء العاملين أجورهم من نفقتها؟!!!.
وكون المعترضين لا يعلمون هذه الحقيقة، لا يعني أنها غير موجودة، فأسفاً أن يقع الانسان في ذنب البهتان..
 رغم أن الجميع أو الأغلب يعلم أن صناديق دعم المجاهدين منتشرة بالعشرات منذ أكثر من سنتين في العتبتين وما حولهما.
ج. ألا يعلم المعترضون أن للعتبتين المقدستين قوات مسلحة مهمة نظامية حكومية ضمن متطوعي الفتوى، ساهمت في تحرير العديد من المدن والقصبات، وحررت مئات الكيلومترات ودافعت عن الأرض والعرض، وتمويلهما كثير منه من العتبات ان لم يكن أغلبه؟!!
3. البعض يُقارن العتبة الرضوية المقدسة في خراسان، بعتبات العراق المقدسة، من حيث الاستثمارات ومشاريع البنى الفوقية والتحتية، ليصغر من انجازات عتبات العراق المقدسة، فهل يصح هذا الاشكال؟ ام هو في غير محله؟
الجواب، قطعا لا يصح وذلك للأسباب العقلية والواقعية التالية:
أ‌. هذا القياس باطل عقلاً لأنه يسمى (قياس مع الفارق) والبناء على نتيجة هذا القياس، أمر قبيح ومستهجن عقلاً، ولنبدأ بإيضاح ذلك.
 العتبة الرضوية المقدسة على مشرفها آلاف التحية والسلام، لم تقع تحت سيطرة حكومات ظالمة، ولم تدرها بعض مافيات الفساد من بعض خدمتها، قبل الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979م.
بينما عانت عتبات العراق المقدسة طوال قرنين من الزمان قبل سقوط الديكتاتورية عام 2003 من تسلط الحكومات الظالمة او اللامبالية وغياب شرعية المرجعية عن ادارتها، وانعدام مؤسسات الخدمة والتطوير والإدارة فيها.
ركزوا معي... انعدام وليس قلة المؤسسات!!!
فمن يبني ويطور في عتبات العراق المقدسة قبل 9/4/ 2003م ان لم تكن أصلاً هناك مؤسسات وأقسام وشُعب تقوم بذلك؟!!
وبتوجيه من المرجعية الدينية العليا، وبتنفيذ من ممثليها في كربلاء المقدسة (العلامة السيد أحمد الصافي والعلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي)، تم استحداث نظام إداري متكامل يتكون من أقسام وشعب ووحدات ومراكز ومؤسسات كثير منها عبارة عن ورش ومعامل ومصانع ومزارع ومكتبات مركزية ومراكز بحثية ومراكز تأليف ودراسات لتحدث نهضة جبّارة تمخض عنها مئات المشاريع خلال فترة وجيزة في شتى المجالات.
فكيف تتم مقارنة عتبة بدأت خطوات الاعمار والاستثمار وانشاء المشاريع التي خدمت الغير منذ أكثر من قرن، مع عتبات بدأت قبل 13 سنة في تأسيس أقسام ومؤسسات لم تكن موجودة أصلا خلال 200 سنة، فضلا عن إنجاز مشاريع تخرج من رحم تلك المؤسسات؟!!!!!
أليس هذا القياس ظلم لعتبات العراق المقدسة وللقائمين عليها؟!
ب‌. أن عتبات كربلاء المقدسة نفذت بعد تأسيس بناها التحتية بعد 9/4/2003م من قبل ابنائها المخلصين، مئات المشاريع في شتى المجالات:
الطبية (ومنها 3 مستشفيات عاملة حالياً و5 قيد الانجاز) والصناعية(عدة مصانع) والزراعية (مدن زراعية ومراكز بحثية في الزراعة) والأمنية (حفظ منطقة العتبات من اي حادث منذ سقوط الطاغية)والثقافية والعلمية (كلية ومكتبات مركزية ومراكز بحثية وتأليف ومؤتمرات ومهرجانات) والتعليمية (مجموعة مدارس مجانية للأيتام مع السكن والحياة المرفهة، ومجموعة مدارس وروضات وجامعة أكاديمية قيد الانشاء وحوزات) والاجتماعية (مراكز رعاية الطفولة والشباب والأسرة واذاعة الكفيل للاسرة ومجلات وكتب) والاقتصادية (مشاريع اقتصادية وخدمية واستثمارية) والترفيهية للزائرين والمواطنين(ومنها مدن الزائرين المفتوحة طوال السنة)، ومنجزات العمران الكثيرة من أهمها مشاريع اسكان ذوي الدخل المحدود والأيتام والسكن الاستثماري وغيره، ومنها توسعة العتبتين المقدستين بنسبة 250% منذ آخر توسعة قبل 645 سنة، لاستيعاب الزائرين وتقليل مبيت عشرات الآلاف منهم في الشوارع المحيطة بالعتبتين المقدستين.
وهذه فقط بعض العناوين وليس تعداد لها، والمشكلة أن الكثيرين غير مطلع على ذلك ولا على غرض انشاء المدينة، او على أغلبه، فكان الأجدى بهم التأكد من الواقع قبل التورط بكلام يخالفه عقلاً وشرعاً.
ت‌. العتبة الرضوية المقدسة اشترت معظم اراضي مدينة مشهد المقدسة، عندما كانت كلها بسعر متر واحد بين الحرمين الآن !! في الوقت الذي نطالب عتبات كربلاء المقدسة بشراء حوال نصف مليون متر مربع لنكون مثل العتبة الرضوية المقدسة، وهي لا تمتلك 1 بالألف من أموال الشراء فضلا عن كُلف المشاريع التي يُطالبون بها، لأنها ببساطة بدأت خطوات الاستثمار بعد 2008 ببركة الظروف المحيطة بالبلد!! وأنتم تعرفونها.
فكيف تتم المقارنة معها إذا علمنا أن مبلغ واردات الشباكين الشريفين في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وقسمي الهدايا والنذور فيهما لا تتجاوز واردتهما 50 مليون دولار سنويا!!! لا كما يعتقد البعض.
علما ان صرفياتهما ما معدله حوالي170 مليون دولار سنوياً، بين عامي 2008 و2014م حين حصول الأزمة الاقتصادية.
ولو ارادتا تحقيق الطموح بانجاز مشاريع اكثر في المحافظات وكربلاء، فستحتاج أضعاف هذا المبلغ، فما بالكم والدولة قطعت معظم التمويل في 2015 و 2016 فتوقفت معظم المشاريع ببركة حكومتنا الموقرة...
ولولا موازنة الدولة في تلك الفترة لما نفذت معظم مشاريع العتبتين المقدستين، التي تعوض فرق النقص في تمويل الشباك، ويأتي منها معظم الصرف، ومنها كلف انجاز مدن الزائرين.
وطبعاً لا تأتينا من أي دولة إلا صفر دولار سنوياً.!!!!
ج‌. وهاتين العتبتين المقدستين، مع كل تلك الظروف المالية الصعبة، تعيلان اليوم آلاف العوائل معظمهم من ذوي الدخل المحدود والفقراء، بعد ان عجزت الدولة عن تشغيلهم، وبعدد حوالي (18000) منتسب أكثر من نصفهم من محافظات أخرى غير كربلاء.
كل هذه الانجازات والرواتب والخدمات التي قدمتها العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ل 650 مليون زائراً طوال 13 عاماً..والتي قدّمتها بما تستطيعه..
فضلا عن الكلف التشغيلية وهِداية الاف الناس في اصقاع المعمورة بتأليف الكتب بشتى اللغات واقامة المؤتمرات والمعارض والمؤتمرات..
كل ذلك كلّف خلال 13 عاماً مبلغا لا يتجاوز 3 مليارات دولار، وذهبت للشعب - وخاصة فقرائه - مشاريع وخدمات وبنى تحتية وفوقية ومعيشة يومية لعشرات الآلاف منهم، وكل هذا المبلغ لا يساوي سوى 0.001% من صرفيات الدولة في الحكومات المتعاقبة خلال هذه الفترة.
فهل كانت انجازات صرفيات الحكومة 1000 ضعف عن صرفيات العتبتين المقدستين، باعتبار أن صرفيات الأخيرتين كانت 0.001 من صرفيات الحكومة؟!!
4. قول بعض الطيبين أن "المبالغ التي صرفت على هذه المجمعات والبذخ فيها، لايتماشى مع حياة أهل البيت عليهم السلام، ولا مع الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا.. وهي تكفي لبناء مجمعات لعوائل الشهداء".
ونحن نرد عليهم فنقول:
أ‌. العتبة الحسينية المقدسة أنشأت للأيتام مجمع السيدة رقية عليها السلام وهو منتجع بمعنى الكلمة، بنظام سكن ومبيت وتغذية متكامل، وهي تقوم بانشاء حي سكني للفقراء، وأنشأت العتبة العباسية المقدسة حي سكنيا كاملا لذوي الدخل المحدود والفقراء من المنتسبين سيجري في الأسابيع القادمة افتتاحه ان شاء الله، وهي بصدد انشاء أحياء أخرى ان توفرت لديها الأموال، هذا عدا احياء الاستثمار، وليس ذنبنا أنكم لا تعلمون ذلك.
ب‌. العتبات أنشأت مستشفيات وفرت على الكثير من العراقيين من ذوي الدخل المحدود والأغنياء كُلف السفر، والسكن والطعام في الهند وايران ولبنان لإجراء عمليات هناك أصبحوا يجرونها ب30-50% من كلف انجازها في تلك البلدان، وتقوم بعمل ذلك لأبناء الحشد مجاناً ...
أكرر... مجاناً.
وتقوم أيضاً بتخفيض المبلغ كله او جزء كبير منه للفقراء، ممن يتقدمون بطلب لها وفق آلية يمكن الاطلاع عليها من قبل المستشفى او مكتب السيد الصافي في العتبة العباسية المقدسة.
ت‌. لا بأس أن نثبت معلومة غابت عن البعض في ظل تقاعس حكومتنا عن وجباتها، العتبات ليست مسؤولة لا شرعاً ولا قانوناً، عن بناء المدارس او المستشفيات او دور الفقراء او دعم الحشد او او ...رغم انها تفعل ذلك بما تستطيعه مما متوفر لها من امكانات محدودة جداً، وهو من شأن حكومتنا المتعاجزة ولا اقول العاجزة، لذا فمطالبة العتبات بما ليس من واجبها خلاف المنطق والشرع والعقل.
ث‌. عتبات كربلاء المقدسة انجزت في 13 عاماً ب3 مليارات دولار مئات المشاريع في شتى المجالات وأغلبها ليس من واجبها الفقهي او القانوني، وتم تشغيل واعالة 18 الف عائلة عراقية وخدمة 650 مليون زائر، وهو ما عجزت عنه الحكومة في نفس المدة بمئات المليارات، فمن العجيب ان نوجه سهام النقد لجهة قامت بأشياء أغلبها ليس من واجبها، ولا نلوم بنفس المقدار الحكومة التي صرفت عشرات أضعافه ولم تقم ب 5% من واجبها بنفس المبلغ!
5. البعض يتسائل: لو كان الامام الذي تبنى عتبته او تزين بالذهب، أو تبنى لزائريه مدينة بهذه الفخامة، لو كان عنده هذا الذهب، او تلك الأموال، وكان حياً، ألن ينفقها للفقراء.
والجواب عليه كما يلي:
نعم سيفعل ذلك... 
لكن لو كان حيا عليه السلام.. فلا معنى لوجود عتبة أصلاً!!
لعدم وجود مرقد تبنى عليه العتبة..
ولا معنى لوجود وقف حينها ..
 لعدم وجود عتبة أصلاً..
وبالتالي ما يأتي من ذهب أو أموال للوقف غير الموجود أصلاً - حسب الفرض - سيكون هدية له عليه السلام وليس للعتبة التي ستكون حينها غير موجودة....!!
 وعنده فله عليه السلام ان يأخذها، وله ان يصرفها على الفقراء، وطبعا سيختار الامر الثاني...لأنهم أهل بيت الرحمة...
كلامكم هذا وهو حي عليه السلام، وكلامنا وهو ميت صلوات الله عليه، وله قبر عليه عتبة، فلو جائها اموال، ما الذي نصنعه به؟!
هذا ما أجبنا عنه في المنشور ورددنا أوهام وشبهات الاخوة الحريصين على الفقراء اكثر من الرحمن الرحيم الذي سن قوانين الوقف.
6. البعض يقول " أن مدن الزائرين مقصورة على استخدامها لشهرين في السنة هو مجموع ايام الزيارات المليونية، وبالتالي فانشاؤها هدر طوال 10 أشهر معطلة فيه، كما أنها تبنى في (الچول) بعيداً عن مركز المدينة او حدودها الإدارية فما فائدتها للزائر؟!!!
نجيب اخوتنا هؤلاء بما يلي:
ان كلامكم يدل على عدم استقصاءكم عن الأمر بشكل جيد، فما لا تعلمونه أخوتي هو ما يلي:
أ‌. مدن الزائرين هذه مفتوحة 24 ساعة لـ 365 في السنة فقط!!!
وكمثال لا للحصر، فإن مدينة الإمام الحسين عليه السلام على طريق بابل، استقبلت في 44 سنوات أكثر من 11 مليون مواطن وزائر حسب الاحصاءات الدقيقة الرسمية.
ب‌. مدن الزائرين تستخدم في باقي أيام السنة كمنتجعات للمواطنين والسفرات المدرسية ولعب الأطفال وليست مغلقة على الزائرين لشهرين في السنة كما تصورتم، وبالتالي فهي مفيدة طوال العام.
ت‌. مدن الزائرين التي تقولون أنها في (الچول) هي ليست كذلك كما توهمتم، ولا تحتاج فترة طويلة لوصول العمران اليها.
فعلى سبيل المثال مدينة الإمام الحسين عليه السلام صارت ضمن التصميم الأساس للمدينة ووسط العمران بعد سنة واحدة فقط من انشائها، وهي الآن مقابل جامعة كربلاء، ومجاور لمستشفاها الجامعي قيد الانجاز على اليسار، ومجاور لمرآب كربلاء الدولي على يمينها، وقطعة الأرض السكنية بجوارها، أو قريباً منها، تحتاج الى جيب ثقيل ليشتريها، كونها أصبحت في موقع استراتيجي!!! لا فقط بعيد كما تصورتم.
ومدينة سيد الأوصياء المفتتحة هذا اليوم، هي مقابل محطة قطار كربلاء، وبالتالي ستخدم آلاف المستخدمين له طوال العام لعدم وجود مكان عمراني قريب عليها، كما أن حدود البلدية عن المدينة الجديدة لا تتعدى 1.5 كم، ولن يحتاج الأمر أكثر من 3 سنوات لا 30 سنة كما ذكر احدهم لوصول البيوت اليها، لأن مدينة الإمام الحسين عليه السلام كانت تبعد نفس المسافة عن حدود البلدية ووصلها العمران بعد سنة، وهي الآن في المدينة، ولو تشاءمنا بأقصى حد، فسنقول أنه سيصل بـ 3 سنوات.
ث. كل دول العالم المتقدم تنشأ أمثال هذه المشاريع خارج حدود المدن لقلة التكلفة في شراء الأرض، ولتوسيع رقعة المدينة واعطاء فرص عمل للساكنين قربها وعلى الطريق اليها، فلماذا عندما نصنع مثلهم نكون مخطئين؟!!.
7. الفقراء واليتامى لهم مورد صرف يختلف عن العتبات، فالأخيرة لها ما أوقف لها وأهدي فقط، بينما للفقراء الخمس والزكاة والصدقات والكفارات، ولا يجوز شرعاً الخلط بين الأمرين، فلا يعطى للفقراء من أموال الوقف، ولا يُعطى للوقف من أموال الفقراء، مع العلم أن أموال التذهيب والكثير من الامور الثمينة في العتبات، يأتي الكثير منها من أصحاب الدخل المحدود، بل وحتى بعض الفقراء، حباً بصاحب المرقد، أو إيفاء بنذر لقاء قضاء حاجة بشفاعته عليه السلام.
8. كمؤمنين علينا أن نعلم إن أحكام الله أوجدها الله الخبير بنفوس وأجسام واحوال عباده ومخلوقاته، الحكيم بمصالحهم، الغني عن طاعته، الذي وضع كل شيء بقدر، ومنها أحكام الوقف وغيرها، وأحكام الوقف وغيرها من أحكام الله، وليس من أحكام البشر.
تقبلوا اخوتي الطيبين من المعترضين.. احترامي... مع تحياتي... 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87559
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28