• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشكالية حوار الاديان بناء على مقولة صاحب العصر والزمان .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

اشكالية حوار الاديان بناء على مقولة صاحب العصر والزمان

اشكالية صراع الاديان واحد من اهم القضايا المتعلقة بفهم العلاقة بين دين وآخر، وثقافة واخرى، ومجتمع وآخر، باعتبار ان عملية فهمها يتطلب تهيئة وتحضير العقل لفهم معنى الارتباط بين الكتب السماوية على مر التاريخ، وعلاقة هذا المعنى بعالم الانسان الحضاري والكوني.  
 
ومن المناسب الاشارة الى ان 'ثقافة التلاقح الحضاري' بشكل عام هي معادلة دينية المنشأ بالفطرة؛ بمعنى انها ترتبط بالمعتقد وطقوسه الخاصة بالجانب التاريخي والميثولوجي، وهذه المعادلة ناتجة عن سياق التفاعل الخاص بطبيعة التركيب الاجتماعي والنفسي بين عوامل ومفردات اللغة الواحدة تارة، وبين عوامل ومفردات لغات اخرى لها القدرة على التجاذب مع هذه اللغة اوتلك. 
 
والمجتمعات والشعوب تختلف في قوانينها بناء على الاختلاف الخاص بهذه المعادلة، اوتلك. حيث لكل شعب لغة وتاريخ ومؤثرات تحيط بهذا التاريخ، لهذا فان لكل شعب نبي أورسول يبلغ بلغته.  
 
فمثلا في سورة الجمعة في القران ورد:  هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة [1]. والتفسير ان الأميين يعود الى شعب مكة وهي 'ام القرى' ومنها كلمة اميين، وفي كلمة منهم ال(من) تبعيضية تعني من مجتمع مكة، ويتلو عليهم آياته بمعنى "ايات الله" وبلغتهم.
 
ومن الجدير بالإشارة الى انه لم يرد يعلمهم القران، انما ورد "يعلمهم آياته"، يعني ايات الله بما فيها آياته الواردة في الكتب السماوية الاخرى، والقران واحد من هذه الكتب، ومنه ورد:  انا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون[2]. بمعنى ان اللغة العربية انما اريد لها ان ترتبط من خلال القران بكافة لغات العالم وكتبه السماوية، ليصار من خلالها الى تفسير المعنى المتعلق بباقي الاديان وهذا من الخصوصية، ما يجعل القران كتابا سماويا فيه ذكر وتذكرة عن التوراة والانجيل وكل الديانات. 
 
حيث ان الله في القران هو اله آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، الى اخر الأئمة والذي ارتبط اسمهم بحسب زيارة وارث مع آدم، والذي خاتمتها 'الامام الحجة'، بمعنى ان النبي القادم اوالرسول القادم هو العدل المنتظر، الحجة، والحجة مرتبط اسمه مع قوله سبحانه: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون [3]. وكلمة الارض مطلق الارض، وليس ارض مكة، اوارض العراق، اواليمن، انما اسم الارضearth ورد بالمطلق كما ورد اسم العدل بالمطلق.
 
والعدل سيكون اسمه مرتبط مع جميع مفاصل الحياة التي ملاكها الانسان، اي مطلق الانسان، كما ورد في الخطاب القراني: يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم[4]حيث لم يرد تصنيف هذا الانسان بحسب الاديان، اوالجغرافية، اذ لم يرد يا ايها المسيحي، أوالصابئي، اواليهودي، أوالمسلم أوما شابه. وكذلك، لم يرد يا ايها الهندي، او البريطاني، أوما شابه،انما وردت كلمة الانسان وكلمة رب في اية واحدة.  
 
هنا تجد التطابق بين مطلق الانسان، وكلمة رب، بكل ما تحتويه كلمة رب من تنوع في المسميات في مختلف الاديان. 
 
وكذلك قوله: ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين [5]والمعنى ان مشيئة الله تتحقق، لو اريد لها التحقق، بمعنى ان الله قادر بحسب 'مشيئته' لان يجمع الناس بخطاب واحد، ولغة واحدة، وثقافة واحدة، ولكنه لا يريد ذلك، بمعنى ان 'إرادته' سبحانه اقتضت هذا التنوع، لكي يكون هنالك ثقافات ولغات تتناغم وتتلاقح مع بعضها، وفقا لما ورد في لغة القران كون اياته، وليس سوره، يطلق عليها 'ايات الذكر الحكيم'، حيث في كل سورة ترد نصوص مختلفة، وغايات مختلفة.
 
 والذكر بمعنى ذكر جميع الاديان والأنبياء، ولذلك ورد: نزل عليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل[6]. هنا تتحقق لغة العدل السماوي، كونها إرادة بموجبها تم تبليغ جميع الديانات بموجب الأسبقية التاريخية للشعوب والحضارات عن طريق الأنبياء. 
 
ولهذا يصبح من الضروري التذكير ان الانتماء الى مدرسة الامام الحجة، أوالعدل المنتظر، تقتضي الالتفات الى نظرية حوار الاديان، وليس تاجيج الصراع بينها اوتكفيرها، وتقتضي ايضا تجنب الفتنة التي يروج لها اليوم بضم الياء بفعل  أخطبوط السياسات، التي انما تسعى لاشغالنا جميعا بقضية الصراعات الطائفية وتاجيجها من خلال مخطط  وضعت بذوره سلفا، ذلك لاضعاف قدرة التأثير الكوني للدين الاسلامي، كونه دين به تجتمع باقي الديانات. 
 
عقيل العبود
------------
[1] سورة الجمعة اية ٢
[2]سورة يوسف اية ٢
[3]سورة الأنبياء اية ١٠٥
[4] سورة الانفطار اية ٦
[5]سورة هود١١٨
[6]سورة ال عمران اية٣
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عقيل العبود ، في 2016/12/29 .


عقيل العبود
المقطع السادس تصحيح نحوي للتنويه مع الاعتذار الى الاحبة

-والذين ارتبطت أسماؤهم بدلا عن والذي ارتبط اسمهم
-والتي خاتمتها بدلا عن والذي خاتمتها.
شكرًا للمتابعة مع المحبة وخالص التقدير.
عقيل




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87759
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18