• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سيرة الشاعر عبدالمحسن داود القصاب .
                          • الكاتب : مجاهد منعثر منشد .

سيرة الشاعر عبدالمحسن داود القصاب

 هذا الشاعر العصامي ولد سنة( 1331هـ ـ 1912م) في محافظة ذي قار مدينة الناصرية ، وعاش في العراق طيلة حياته الى ان توفي في بغداد عام (ت 1367 هـ ـ 1947م).
كان يعمل موظفا صغيرًا في مالية مدينة الناصرية ويدرس ويتعلم ليلاً، حتى أكمل الثانوية، ثم دخل  كلية الحقوق وتخرج منها عام 1942.
مارس المحاماة، والكتابة السياسية والأدبية في الصحف والمجلات، واتخذ من مجلتي: «الراعي»، و«الهاتف»، منبرًا لنشر مقالاته وأقاصيصه، كما أنه كان يصنف الكتب.
ومن مؤلفاته :
ـ«حالة العمال في ظل الديمقراطية والنازية» - بغداد 1941.
ـ «مجانين النازية» - بغداد 1942.
ـ «وحي البيت الهاشمي» - بغداد 1942، و«فيصل الثاني» - بغداد 1945.
ـ «ذكرى الأفغاني في العراق» - بغداد 1945.
وكان محرر جريدة الحوادث : جريدة يومية سياسية مسائية ، تصدر بأربع صفحات ، لصاحبها عادل عوني ، وقد عرفت باتجاهاتها الحكومية ومعارضتها الاحزاب وتأييدها للبلاط الملكي وسياسته، وهي من الصحف القديمة.
وشعره يغلب عليه التوجع وهو في أخريات أيام حياته , ولكن لم تحفظ انتاجاته الشعرية ما عدا مقطعات تجسد بعض هواجسه بين الحياة والموت ..
وهذه بعض الابيات من شعره :
تعـالـي مـن ربـا بـلـــــــــــــــــدي   أعـيـدي مـاضـيَ الـحـــــــــــــــــــبِّ
ففـي «بحنّسَ» لـي قـلــــــــــــبٌ      حـزيـنٌ دائم النحــــــــــــــــــــــب
فلـم يلقَ سـوى الـــــــــــــــــــوادي   يـنـاديـه عـلى الرحـــــــــــــــــــب
إلى الـمـوت بـلا حـــــــــــــــــــزنٍ   ولا عطفٍ ولا نــــــــــــــــــــــــــــد
تعـالـي برداء الـمــــــــــــــــــــو     تِ وا رحـمـاكِ غطّيـنــــــــــــــــــــي
ففـي دمع الندى غَسْلــــــــــــــي   وبـالآهـات تَلقـيـنــــــــــــــــــــــــــــي     
 وفـي أنشـودة الأحـبــــــــــــــا    بِ لا الأغراب فـارثـيـنــــــــــــــــــي
وإن قـالـوا - مـنِ الـــــــــــــــمَيْتُ؟ فقُولـي - مـن بنـي الطـيـــــــــــــــن
عـلى القبر رعـاكِ اللـــــــــــــــــــ    ـهُ خُطّي آيةَ الـــــــــــــــــــــــــــذكر
بذَوْب الرئة الأحـمــــــــــــــــــــــ    ـرِ مـن صدريَ لا الـحــــــــــــــــــبر
وقُولـي - شـاعـرٌ مــــــــــــــــــــاتَ   غريبًا فـي صـبـا العـمـــــــــــــــــر
تغنّى فـي هـوى سلـــــــــــــــــــــوا   هُ بـالآهـات والشعــــــــــــــــــــــــر
                               ((اليهودية المحطمة))
لا تكذّب أن الـيـهـود وقـــــــــــد زا غوا عـن الـحق معـشـرٌ لؤمــــــــــــــــاءُ
جحدوا الـمـصطفى وآمـنـوا بـالطــــا غوت قـومٌ هُمُ عـندهـم شـرفـــــــــــــاء
عـرفـوه وأنكروه فـظلـــــــــــــمًا         كتـمتْه الشهـــــــــــــــــادة الشهداء
قتلـوا الأنـبـيـاء واتخذوا العِجْــــــــ    ـلَ ألا إنهـم هُمُ السفهــــــــــــــــــــاء
كـيف يـهدي الإله مـنهـم قـلــــــوبًا  حشـوُهـا مـن حـبـيبـه الـبـغضــــــــــاء
ذكره الاديب الاستاذ جعفر الخليلي في كتابه هكذا عرفتهم (جـ1) - مطبعة المعارف بغداد 1963.
و كوركيس عواد في «معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين (جـ2) - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969.
و في مقدمة ديوان جميل أحمد الكاظمي المعنون: «آيات الولاء والإخلاص».
وقال عنه العلامة الشيخ عبد المهدي مطر (قدس سره) في كتابه ذكرى علمين من ال مطر المطبوع سنة 1957م في النجف الاشرف , ص 52 :
هو كاتب مبدع تنشر له الصحف مقالات ساحرة ,فهو مفخرة شباب بلدة الناصرية .
وذكر له المرحوم الشيخ في كتابه المذكور كلمه التأبينية بذكرى رحيل الفقيد العلامة المجاهد الشيخ عبد الحسين مطر الخفاجي ) كتبها الشاعر عبد المحسن القصاب في بغداد بتاريخ 29|4|1944م ,وهذا نصها :
                             المؤمن البطل
من الاباء الثائر على الظلم والاستبداد
ومن الحق المدوي في ميدان التضحية والجهاد
ومن العزم العاصف في أودية الكفاح والجلاد
ومن الايمان بالله ومولات بيت الرسول
صاغت الانسانية ( الشيخ عبد الحسين مطر )
فهو مثل رائع من امثلة الانسانية , وهو دليل من ادلتها العقلية , وهو مشكاة من مصابيح هدايتها ونفحة من روض وجدانها . ولم يكن فقده فقد أمرئ جاء وراح  كما تجيء وتروح الحياة لم يغرف منه الا وجوده المادي والا حيزه الذي يشغله في الفضاء البشري , بل كان فقده فقد ضمير طاهر وفقد مجاهد صابر وفقد وطني ثائر, فاذا تأوهت الرجولة  لفراقه فإنما تتأوه لعضبها المثلوم واذا تألمت الهداية لبعده فإنما تتألم لقلبها المكلوم واذا بكت العدالة لغيابه فإنما تبكي حقها المهضوم وهكذا فليكن الانسان , له في تأريخه الحياتي مكان مرموق وجانب مرهوب وحب ندي تتلقفه القلوب بالتقدير قبل الالسنة وتحببه الضمائر بالإجلال قبل الايدي .
  وله في تأريخه الازلي ذكر زاهر بالعمل المجيد وحديث مشرف بالموقف الحميد يبلى الزمان ولا يبلى وتفنى الاحداث ولا يفنى . ومن جاء بين بطنه وانانيته وجهله وسذاجته والحاده واشراك عقيده فقد عاد كما لفظته الحياة هو والسائمة يستويان .
   أيها الحفل الكريم
 أتريدون ان ادلكم على المسلم في سبيل الله .
  أتريدون ان ادلكم على كفاح العربي دون شرفه وعرضه .
  أتريدون أن أدلكم على تضحية المؤمن في سبيل الحق والعدل .
 ثم أتريدون ان تعلموا كيف حياة الانسان هاكم ما تريدون .
هاكم الرجل الغاضب لكرامته ينفر كما ينفر الليث فيحمل دمه بكفه وروحه على شباة سيفه ويقذف نفسه في معمعان ( الشعيبة ) و(مجينية ) و( ام الملح ) و( الزوير) ومواقف اخرى والرصاص يحصد النفوس والقنابل تفلق الهام والبطولات تزوغ تحت النار والبارود فلن تلن له قناة ولم يهن له عزم ولم تخر له همة يطلب الموت والموت خائف مذعور ولم يعد الا والدنيا تهتف له :
ولا تحسبن المجد زقاً وقينــــــة            فما المجد الا السيف والفتكة البكر
وتفليق هامات الرجال وان ترى            لك الهبوات السود والعسكر المجر
وتركك في الدنيا درباً كأنمــــــا            تداول سمع المرء  أنمله العشـــــر
وهاكم الرجل الثائر لوطنيته يهب كما يهب الريح العاصف يوقظ العزمات في النفوس الغافية على شطان الفرات ويثير الحميات في الصدور المعتلجة بالألم والبأس بين بطاح الشطرة والناصرية لم يخفه التهديد ولم يروعه الوعيد له من الشهادة في سبيل حرية بلاده حياة خلدة أزهى من حياة الذل, وله اراقة دمه في سبيل استقلال امته سعادة الذ من شقاء الهوان حتى كان ما كان من هذا الكيان الوطني وهذا الحكم الشعبي وحتى بقى تاريخ الفرات يهتف اناء الليل واطراف النهار .
  ولايبنى الممالك كالضحايا      ولا يحيي الحقوق ولا يحق
  وللحرية الحمراء بــــــاب      بكل يد مضـــــــــــرجة تدق
وهاكم الرجل الناقم على ظلم اهله وعشيرته يمور في عروق شيخوخته  دم الفتوة الغلاب بين الناصرية وسوق الشيوخ لا داعيا لعصبية مذهبية كما قيل ولا لأطماع  اشعبية كما يتوهم بل مناديا للحق والعدل والمساواة يحفزه ضمير المؤمن وتشجعه عقيدة الانسانية , وبين المنفى والتشريد وبين المطاردة والتبعيد يردد لسانه بفخر .
امطري لؤلؤاً جبال سرنديب         وفيضي اباراً تكرور تبرا
انا ان عشت لست اعدم قوتاً        ولئن مت لست اعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي          نفس حر ترى المذلة كفرا
هاكم هذا الرجل في صورة البطل . وهاكم رجل الدين في صورة المؤمن , وهاكم الشيخ الروحي في صورة المجاهد الوطني ثم تذكروا انه واحد وانه لم يكن غير ( الشيخ عبد الحسين مطر ).
رحمك الله يا ابا (المهدي ).
  لقد كنت للوطنية نبراساً وللكرامة دليلا وللإيمان مشكاة وللبطولة فيصلا وكما كنت في حياتك ستبقى بعد مماتك درساً للشباب في التضحية والمغامرات وما مات مثلك من له هذا الذكر .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87825
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29