• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نُفوسٌ مَريضَة .
                          • الكاتب : علي الغزالي .

نُفوسٌ مَريضَة

 

عجباً لهذه الدنيا التي تاه فيها أصحاب المصالح الضيقة ممن لا وفاء لهم ولا تحكمهم المبادئ ولا الاخلاق ولا روابط الألفة التي تجمعهم مع من كانوا بالأمس يرتمون في احضانهم كالأطفال اليتامى , عَمَت أعيُنهم الضغينة وعَلى فيهم الحسد وشاخ فيهم الزمان فأصبحوا لا يفرقون بين المزاح والحقيقة , ولا بين الحق و الباطل , ولا يفرقون بين الانتقاد والنقد الموضوعي البناء الذي يطرق نوافذ أـسماعهم , يستقبلونه بسلبية مفرطة ثم يأخذونها على محمل الجد ولو كان ذلك النقد الموضوعي لأمرٍ معينٍ يَحملُ بصمات ساميه من أجل ان يرتقوا سُلَماً ليس بالسهلِ نَحو ألمجد , متناسين حتى الشرع المقدس الذي حمل أجمل المبادئ وأعلاها منزلة كحمل الآخر على سبعين محملاً , وكحسن الظن به أيضاً .
كل شيء جميل من أيام الصبا رحل , وأصبحت حياتهم عبارة عن تجارة وتَمَلُق لأصحاب المال والقرار , وأصبحوا عرضةً للطامع والمنافق يستخدمهم كما تستخدم الأجهزة الإلكترونية , يحركهم من بعدٍ على علمٍ مسبقٍ منهم ولكن لمَ السكوت! , لمَ التَحامُل على رفاقِ الأمس!؟ , لمَ كلُ هذه الضغينة!؟.
نعم أيها الاعزة انها المصلحة والفردية والانانية والمادة والحسد والقرب مِن أصحاب العروش والكروش تصنعُ كل ذاك , سبيعك اليوم في سوق المصالح أقرب الناس اليك ليقترب بك زُلفاً الى من بيده العطاء , سَيَبيعهُ أسرارُك , سَيُريه كلُ ما خفى من جوانبِ حياتك , هكذا هو فكرهم متردياً حد الهشاشة , هكذا هم عديمو المبادئ , ولكن لا تعجب سيحدثوك فيما بعد قائلين : 
أنهم أصحاب الفكر ألمتين والمبادئ الرصينة دونما غيرهم ! , سيحدثوك أنهم أصحاب السجايا الحسنة دونما عداهم ! , يتذاكون على من هم حولهم ! يتهمون أطرافاً بفقد المرونة والأدب , ينعتون من لن تنحني هاماتهم الا لله بالأذلاء , فيما الذل يمتطيهم وهم يطأطئون الرأس على أعتاب كرشهِ! مستجدين العطاء , حياتهم عبارة عن كذبة وفشل أعتاشت وعشعشت على أكتاف الغير , لكن حرياً بهم أن يتذكروا :
* من حقكم أن تتذاكوا لكن ليس من حقكم استغباء الآخرين .
* من حقكم ان تسعوا قدماً نحو تحقيق مصالحكم لكن ليس على حساب الاقران .
* من حقكم ان تدّعوا الفكر والمبادئ ولكن ليس من حقكم أن تُسفّهوا مبادئ وأفكار الآخرين .
* كونوا فاقدينَ للمرونة والأدب لكن أيّاكم أن تكونوا مُنافقين .
* أنواط الشجاعة و أوسمة الأبداع في شتى مَجالات الحَياة تُقَلَّد ولا تُستَجدى .
* علّو كعبك يُكمن فيما تقدمه يراعُك من إنجازات وليس بالوشاية والكيد والمكر بالآخرين.
عَلَّ رسائل الوعي المبطّنة أن تجد لها محلاً في أنفس البعض ممن اصطكّت آذانهم عن سماع كُل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسانية المُسجاة على ضفاف المصالح! الى محلها الذي تَستَحق.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88006
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28