• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الضمير كمقولة اخلاقية بين الجزاء والعقاب .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

الضمير كمقولة اخلاقية بين الجزاء والعقاب

السؤال ما هو الضمير، هل هو مادة، اوشىء ملموس، ام محسوس؟ للجواب على هذا السؤال لا بد من إيجاد معادلة تربط بين الأخلاق والضمير. لماذا، وكيف؟ لان الأخلاق محكوم عليه، والضمير حاكم، والصلة بينهما تشبه علاقة الفعل ونتيجته المحسوسة والملموسة. 
 
بمعنى ان هنالك بصيرة حسية، اونظام حسي بموجبه يقيد الانسان افعاله، فانت تحكم على فعلك هذا، اوذاك بناء على ما يراه ضميرك. فالمعلم يوؤدي عمله، والطالب يحكم على عمل المعلم من خلال ضميره، وصاحب العمل ينظر الى العامل ليمنحه اجرة العمل مراعيا مقدار الأجرة، هذه المراعاة يرافقها اكرامية؛ اجرة زائدة، هذه الاكرامية هي من حكم الضمير. اذن الفعل كسلوك اجتماعي يرتبط بهذا الذي يسمى ضمير. 
 
ولكن بقي ما هو الاختلاف بين الضمائر، هل هو اختلاف وضعي، ام عملي، تجريبي؟ هل هنالك تجربة حسية بموجبها ينمو الضمير؟ 
للجواب على هذا السؤال، يجب ان نعرف ان الضمير يتكون من الحس، والحس يتكون من الثقافة التي وضعها القانون الاجتماعي، والقانون الاجتماعي هو الذي يخلق القانون الحسي، والضمير، هو الدستور الذي يحتوي على مفردات حسية مركبة من علاقة الانسان مع نفسه، مع قانونه الاخلاقي اولا، ومع القانون الاخلاقي للمجتمع ثانيا. وعلى هذا الأساس يصبح ضميري قابلا للتغير، فالذي أراه اليوم موضوعا ثانويا بالنسبة الى الضمير، ساراه غدا موضوعا أساسيا لا يمكن ان اغض الطرف عنه، وبهذا تنشأ ثقافة جديدة يغذيها القانون الاجتماعي، ويمكن للضمير الفردي ان يؤثر فيها. عندئذ يتحول الضمير الى اداة فعالة قابلة لتبني قانون اخلاقي ومنهج متكامل للمجتمع. 
وهذا هو السبب  الذي على اساسه يتم اختيار الأنبياء والرسل، ويتم تنصيب العلماء، لان المعرفة هي الأقرب الى بناء نظام حسي اخلاقي من خلاله يمارس الضمير دوره في البناء الاجتماعي، ومن خلاله يتم تفعيل البناء الاخلاقي للقيم الصحيحة للمجتمعات والامم. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88032
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3