• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٣] .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [٣]

   في الحقِّ الخاص لا نتنازلَ عن شَيْءٍ أَبداً، لا نُجامل، لا نُهادن، نظلّ نصرخ ونصرخ ونصرخ حتى ننتزعهُ من أَيٍّ كان حتّى لو كان الأَبُ او الأُمُّ، أَمّا في الحقِّ العام فنُجامل ونُجامل ونُجامل حتى يضيع في زحمةِ المُجاملات!.

   لماذا؟!.

   أَمّا أَميرُ المؤمنين (ع) فعلى العكسِ من ذلك تماماً!.

   يَقُولُ عليهِ السّلام {لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّي أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِي، وَوَاللهِ لاَُسْلِمَنَّ مَاسَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِا جَوْرٌ إِلاَّ عَلَيَّ خَاصَّةً، الِْتمَاساً لاَِجْرِ ذلِكَ وَفَضْلِهِ، وَزُهْداً فِيَما تَنافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ}.

   لماذا؟!.

   ولذلكَ كان يَقُولُ (ع) {وَأَيْمُ اللهِ، لاََبْقُرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ!} كيف يا أَميرَ المؤمنين؟!.

   بأَربعةِ شروطٍ ذكرها قبل هذا النص وفي معرض نفس الخُطبةِ {وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا، وَاسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا، مَا ضَعُفْتُ، وَلاَ جَبُنْتُ، وَلاَ خُنْتُ، وَلاَ وَهَنْتُ}.

   إِذن، بأَربعةِ شروطٍ وخصالٍ يحمي المرءُ الحقِّ العام، وبعكسِها فسيضيعُ الحقّ، القوّة والشّجاعة والأَمانة والثّبات!.

   فالضعيفُ والجبانُ والخائنُ والذي أَصابهُ الوهن والانهيار لا يمكنهُ ان يحمي حقاً لأَحدٍ أَبداً، وللاسف الشَّديد فانَّ [العصابة الحاكمة] وذيولها وعبدَتَها أُصيبوا بواحدةٍ أَو أَكثر من هذه الصِّفات السَّيئة وبعضهُم بكلّ الصّفات الاربع!.

   ولذلك ضاعَ البلدُ وضاعَ المستقبلُ وضاعَ الأَملُ!.

   تارةً ضعُفوا أَمام السُّلطة وأَمام زبارج الدُّنيا التي يصفُ ضِراراً بن ضَمُرَةَ الضُّبابِيِّ عند دخولهِ على مُعاوية ومسألتهُ لهُ عن أَميرِ المؤمنين (ع) يقول {فأشهَدُ لقَدْ رَأَيْتُهُ في بعض مواقِفِهِ وقَد أرخى الليلُ سُدُولَهُ، وهو قائمٌ في محرابِهِ قابِضٌ على لِحْيتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليمِ ويبكي بُكاءَ الحَزينِ، ويقولُ: يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ؟ لاَ حَانَ حِينُكِ! هيْهَات! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حاجَةَ لِي فيِكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا! فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ.

   آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطَّرِيقِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ!}.

   وتارةً جبُنوا أَمام الارهاب والمصالح الحزبيّة والأُسريَّة والعشائريّة، وثالثةً خانوا الأَمانةَ فانبطَحوا أَمام الجيران وإملاءاتهُم أَو استسلموا للفسادِ والفشل، ورابعةً أَصابهم الوهن والانهيار أَمام الواقع المرّ والمأساوي الذي أنتجتهُ سياساتهُم العبثيّة الفاشلة! فلم يعد أَحدٌ منهم يواجه أحداً بعد ان تورَّطوا جميعهُم بالفسادِ والفشل، ولذلك لم تَر أحداً يدعو علناً الى تقديم [عِجْلٍ سمينٍ] واحدٍ على الأقلّ الى القضاء ليقف خلفَ القُضبان جزاءَ ما اقترفتهُ يدَيهِ من ظلمٍ لهذا البلدِ والشَّعبِ!.

   وبعد أَن شرعنوا فسادهُم وفشلهُم ولصوصيَّتهم وتزويرهُم بقانونِ العفو العام! يحاولونَ اليوم إِسقاط المسؤوليّة، كلِّ المسؤوليّة وبكلِّ أَشكالِها! عن أَنفسهِم ليبدأوا مرحلةً جديدةً من الفساد والفشل بمشروعِ التّسوية العار الذي لا يستفيد مِنْهُ المواطن المسكين مقدارَ أَنملةٍ! كيف سيستفيدُ مِنْهُ وهو الضحيَّة التي تكالبَ عليها الفاسدونَ والفاشِلونَ والإرهابيّونَ؟!.

   *يتبع

   ١٠ كانون الثاني ٢٠١٧




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88269
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29