• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أهكذا يضيع العراق في نفق المقاولين المتطفلين ..!!؟؟ .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

أهكذا يضيع العراق في نفق المقاولين المتطفلين ..!!؟؟


ياويلاه وحاسرتاه على رصيد البلد وأموال الشعب التي بدت العوبة بيد المقاولين المتطفلين ,  على المقاولات التي أضحت غنائم يقتسمها المتلاعبون والذين يختبئون تحت آباط بعض المسؤولين ,  وبعض التجار الكبار ,  وبعض المقاولين المزمنين , فنجد حالات خبيثة ومهدمة ومضرة وذات مردودات قاسية إذ عندما ترسي المقاولة على مقاول مشهور فأنه يبيعها في الحال إلى مقاول آخر ,  وهذا الآخر يبيعها إلى آخر ,  حتى تستمر هذه الألعوبة تتداول إلى الرقم السابع والعاشر ,  وعندما تثبت على الأخير فانه يتفنن في اصطياد المهندس فيشتري ضميره بمختلف الوسائل الخسيسة ,  والطرق الخبيثة ,  فيشرع هذا المقاول الأخير في العمل ,  ومن اجل أن يحقق الربح الأكبر من الأموال ,  فانه ( يعمل شيش بيش ) فيتم العمل بنواقص كبيرة وكثيرة تفتقر إلى الدقة والمتانة والأمانة ,  فيظل المقاول الجديد يده في جيبه يمنح الرشوات والهبات والعطاءات لكل من يحاسبه ويدينه  , وهذا الآمر أصبح مسرحية مضحكة مبكية يتندر بها الآخرون ,  ويتواصل المقاولون بهذه الأساليب الخسيسة دون الرقابة المكثفة والحقيقية والصادقة ,  وتنعدم المحاسبة المتواصلة والصارمة ,  فعندما تكتمل بناية أو مشروع أو جسر أو مدرسة أو مؤسسة أو تبليط  أو أي منجز أشاده المقاولون الغادرون فانه خلال أشهر قليلة يعلن عن هويته ,  إذ أن البناية تتفطر ,  والجسر يتهدم ,  والتبليط يتآكل ,  والمؤسسة تسخر بنواقص  المجاري والكهرباء والماء ,  والكاشي يتفكك ,  وكل عمل قد تم تحت أيدي بعض المقاولين الجدد ,  فانه عمل رديء ومتردي ,  وحافل بالسلبيات والنواقص المرة ,  ناهيك عن نسبة خبط الاسمنت والحصى والرمل ,  فإنها تفتقر للدقة وللنسبة والإشراف .
أهكذا قد أصبح الاقتصاد العراقي , وأموال الشعب المقهور المسكين  , نهبا بأيدي المتآمرين على الاقتصاد ,  والمتطفلين على المقاولات ,  واللاهثين وراء المال الحرام  ,  والمتنكرين لمصلحة الوطن والمواطن العراقي ,  الذي أنهكته الأحداث الدامية والإرهاب القذر ,  فيا حكومتنا – العتيدة -  يجب أن يوضع برنامجا دقيقا للمقاولات والمقاولين  .. فلا تعطى أي مقاولة إلا للمقاول المعروف بنقاء سلوكه ونظافة يده ,  وعلو سمعته ,  وتاريخه المشرف الذي برهن فيه عن أمانته وحصانته في مقاولات سابقة .. كما يجب التأكيد على المنع القاطع والصارم بإعطاء أي مقاولة من أي مقاول إلى مقاول آخر مهما تكن الأعذار والتبريرات .. كما يجب التأكيد الملح على اختيار المهندس الشريف النظيف ذو السمعة العالية والخبرة الكبيرة وإذا ظهر أي تقصير أو نقص في أي مشروع كان,  فيحمل المهندس أفدح وأقسى العقوبات ويؤخذ عليه تعهدا خطيا , كما تحدد مدة بأن البناية أو المشروع يحتفظ بسلامته لمدة من خمسة إلى عشر سنوات ,  وإذا حدث أي خلل فان المقاول والمهندس مسؤولان عن ذلك , كما أجد أن من الضروري جدا تشكيل لجنة متابعة من النزهاء والشرفاء  في كل محافظة , لكي تشرف على مسار مراحل العمل واستلام البناية أو المشروع الممنوح للمقاولين , كما يجب أن تشكل اللجنة من عناصر مشهود لها بالجدية والنقاء والأصالة والنزاهة والصراحة والشجاعة ,  وان تكون محصنه عن الإغراءات والرشوات ,  وان تكون من خارج المحافظة كي تكون في خشية وحذر ويقظة من تعاطي أي رشوة أو ارتكاب أي مخالفة تؤذي السمعة .
إن الواقع المزري والمضحك المبكي  لبعض المقاولين الزعانف, صغار النفوس , الذين يتسمون بالقباحة والقذارة والتهالك على المال الحرام  ,  ينبغي بل يجب أن يتغير , لان اغلبهم قد كانوا أصفارا في الشمال ,  فمن منهم يمتلك حضورا متميزا ,  وشخصية مرموقة ,  وثقافة مشهودة , وتاريخا حافلا بالمواقف والأصالة .
كما يجب أن يعاد تقييم البنايات والجسور والمدارس  والتبليط والمجاري من جديد ,  وتكبيدهم الخسائر الفادحة ثمنا لخيانتهم وردعا وتحذيرا لمقاولين المستقبل الذين سترسى عليهم المقاولات الآتية ... ومن مهازل المقاولين الحفاة الجدد ,  أن بعضهم يستحصلون على الهويات ودرجاتها مقابل رشوات كثيفة وتوسطات كبيرة ,  وان بعض المصارف في العراق تساهم بدعمهم وتمشية أمورهم المادية وفق عمولات محددة ,  وأساليب خبيثة ,  وتسترات مسمومة , كما أن منح المقاولات تخضع إلى اشتراطات نفعية يمارسها المسؤولون الكبار والصغار كل حسب درجته ومقدار رشوته ,  والطامة الكبرى أن بعض الوزراء والمحافظين والبرلمانين وأعضاء مجالس المحافظات يمنحون المقاولات لشركاتهم وشركائهم ووفق المحسوبية والمنسوبية والنفعية  ,  ذلك أن بعضهم يحمل هوية مقاول من الدرجة العليا , كما أن أكثر المقاولين يعانون من مدراء الحسابات في المحافظات والوزارات وغيرها ,  إذ لا يمنحونهم السلف والصكوك ولا يسهلون مهماتهم إلا وفق رشوات يعرفونها حق المعرفة ,  ويعطونها على مضض , رغم أنهم قد نهبوا من جيب الشعب المسكين الذي يقال عنه أن أموال الشعب كأموال اليتيم لا تنفق إلا بالحسنى ,  فأين انتم أيها المقاولون المتآمرون ,  والمسؤولون الفاسدون , اللصوص الحرامية المتلاعبون بقوت الفقراء من مخافة الله والتاريخ والشعب ,  انتظروا قليلا وتأكدوا جيدا بان كل دينار ابتززتموه عن طريق المقاولات الغير مشروعة والتي مارستم فيها الغش والخداع , سيتحول إلى فايروسات سرطانية تمزق أمعائكم وأمعاء نسائكم وأطفالكم ,  فالله يمهل ولا يهمل ,  وان صبر الشعب لا يطول ,  وان نقمة الجماهير والحكومة ستنفجر في يوم ما فتصبحون أخس من الشحاذين بأبواب الحسين والعباس والكاظم وأبو حنيفة والشيخ عبد القادر وسيد حمد الله والميهول , والحكم الإلهي آت لا محال  .
إنني إذ اطرح هذه الحقائق على بعض المقاولين المتلاعبين والمسؤولين المفسدين , لا انسف ولا أتنكر للمقاولين والمسؤولين الاصلاء الشرفاء الذين ينهضون بالمقاولة والمسؤولية  بكل شرف وعفة وإخلاص وأمانة  وبناء ,  فلهم الامتنان والتقدير والاعتزاز,  ونتمنى من الله أن يوفق ويرزق كل مقاول يخشى الله ويمتلك ضميرا حيا يتعاطف مع هذا الشعب المتعب والمقهور  .
majidalkabi@yahoo.co.uk

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=883
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2