• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : رسائل الغيب .
                          • الكاتب : نغم المسلماني/ مركز الحوراء لرعاية الفتيات .

رسائل الغيب

 الله سبحانه وتعالى الخالق الكريم الذي تغدقنا رحمته من كل زاوية من زوايا هذه الحياة فتأتي أطيافها تحمل الينا الرسائل والاشارات بأشكال وألوان مختلفة. 

رسائل رحمانية .. بعضها اشارات أمل لإيقاده في نفوسنا والتخفيف من وطأة الحياة الثقيلة المجهدة، واحياناً أخرى رسائل تذكير للتكفير عن ذنوبٍ ارتكبناها دون أن نلتفت ونصحح، وقد تكون اشارات تنبيه تعمل كموقت يدق جرسه لإنذارنا بقرب وصول موعد المصيبة او الفرح، والحلم الذي رأته ( أم علي ) زوجة الشهيد البطل عباس فخري .. هو ما جعلنا نلتفت لهذه الاشارات، فقد رات في منامها أن امرأة تدعى فاطمة زارتها لتسأل عن أم زوجها ( أم الشهيد عباس ) فأجابت زوجته قائلة : عمتي بخير والحمد لله 
فقالت لها المرأة : أخبريها ان تستعد وتشد من عزمها وتقوي إيمانها لتستطيع مواجهة ما ستمر به قريباً، فسوف يأتي لكم أربعة شهداء. 
ثم قالت الزوجة : لكن ما استوقفني وجعل الحيرة تتملكني هو أنها عددت ثلاثة اسماء فقط وتركت الرابع على الرغم من محاولاتي الجاهدة لمعرفة اسمه ، لم تقل لي سوى هذه الكلمات "أذهبي الى ابنتكِ فسوف تختنق" ، وفي حينها استيقظت من نومي وانا أشعر بأوصالي وهي تعزف لحن الخوف بحركتها وتلاطم احداها بالأخرى ، والغريب فعلاً هو ما وجدته لحظة استيقاظي ، فقد وجدت ابنتي الصغيرة تتلوى كالطائر المذبوح لاختناقها من الهواء العالي فهي لم تتجاوز عمر الشهرين أنذاك 
قالت أم علي : منذ ان رأيت هذا الحلم حتى بدأت أطيافه تقض مضجعي الى ان عرفت الاسم المجهول، فكما أخبرتني المرأة سنفقد أربعة شهداء ، والشهيد الأول كان ابن عمتي أما الشهيدان الآخران كانا من جيراننا، والاسم الرابع الذي امتنعت عن ذكره لي كان زوجي ورفيق دربي وأنيس روحي ..عباس ( أبو علي ) الذي عشت معه أجمل ما عشته من سنين عمري، زوجاً صالحاً وأباً حنوناً، شجاعاً لا يهاب الموت فقد أراد أن يذهب الى سوريا ليقاتل هناك، لكنه استثنى عندما اعلنت المرجعية الحكيمة فتوى الجهاد الكفائي ، ليكون في أوائل صفوف الملبين، التحق بركب المجاهدين في جرف الصخر واستمر بالجهاد الى أن حظي بالشرف العظيم والوسام المقدس 
كان مصراً على الجهاد متلهفاً للشهادة تقول زوجته " كنت دوماً أقول له يكفي ما قدمت الى الآن واترك الساحة لغيرك ليقوم بدوره فهناك الكثيرون من أمثالك ورجائي هذا كان لشدة حبي له وخوفي على أطفالي الأربعة من أنهم ذات صباح سيحرمون من حنين وجهه وابتسامته العطوفة، لكنه كان يرفض كلامي دوماً ومؤخراً وقبل استشهاده بعدة أشهر اجابني بكلماتٍ قتلت خوفي وهواجسي وزرعت مكانهما إيماناً وصمتاً ملؤه الفخر بما عزم على القيام به ، وكلماته كانت 
" توقفي عن هذا الطلب المستحيل فأنا لن أتوانى أو اتخاذل عن الجهاد الا 
أن يأتوا بجثماني متشرف بالشهادة وملفوف بعلم العراق الحبيب . " وفعلاً تحقق له ما كان يريد، أما انا الآن فلست نادمة على صمتي وخضوعي لرغبته في الشهادة بل على العكس يقتلني الندم لأنني لم أفهم منذ البداية المنزلة التي أرادني أنا وهو أطفالنا ان ننالها في الدنيا والآخرة عندما كان يقول في كل صباح .. يا الله الشهادة . 
 
نغم المسلماني/ مركز الحوراء لرعاية الفتيات



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88322
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19