• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المدنيون ماذا يريدون في مظاهراتهم .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

المدنيون ماذا يريدون في مظاهراتهم

 انهم يريدون  من الحكومة القضاء على الفساد والفاسدين  يريدون من الحكومة  القضاء على الارهاب والارهابين  يريدون حماية المواطن من الفساد من الارهاب من الموت المجاني الذي انتشر في كل مكان في كل بيت وساحة وشارع وهذه مطالب حق وعدل ووفق الدستور وعلى الحكومة تنفيذها والا فانها مقصرة في واجبها ان لم نقول انها متواطئة
لكن الحكومة مريضة الحكومة ضعيفة اضافة الى الهجمات الارهابية الوهابية    الظلامية الوحشية التي تستهدف المواطن البري الذي لا حول له ولا قوة
ليس امام المدنيين   الا طريقين وسيلتين    وهما قتل الحكومة او معالجة مرضها وضعفها  والقضاء على المجموعات الارهابية الوهابية
فاذا كانوا يريدون قتل الحكومة عليهم اولا ايجاد البديل  هل لديهم ذلك البديل لا طبعا ليس لديهم اي بديل وليس لديهم القدرة على ذلك وفي هذه الحالة ادخلوا العراق والعراقيين في حروب طائفية ودينية وعرقية وعشائرية ومناطقية اي ادخلوهم في نار جهنم وكانوا عونا ومساعدا لداعش الوهابية ومن ورائها العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود  
اما اذا عالجوا مرض الحكومة وضعفها هذا ممكن ولو فيه بعض الصعوبات   لكن اذا كانت النوايا صادقة ومخلصة والهدف خدمة الشعب والوطن من الممكن تذليل تلك الصعوبات وتحقيق المطلوب  وهذا يتطلب وحدة المدنين  وكل عراقي يريد الخير للعراق والعراقيين في تيار في جبهة واحدة هدفها معالجة  مرض الحكومة وضعفها وتتحرك وفق خطة  مسبقة متفق عليها من الجميع ويحدد المرض واسباب الضعف ويحدد العلاج
اما اذا بقي المدنيون متشتتون متفرقون لا جامع يجمعهم ولا طريق واضح لهم  كل مجموعة لها خطة وطريق  فهذا يعني لم يحصل اي شي ايجابي في صالح الشعب بل العكس تماما سيحصل سوءا اكثر وشرا اكثر  
لا اريد ان اشكك في اخلاصهم ونواياهم الا ان هذا التشتت وعدم الوضوح في الرؤية سيسهل لداعش الوهابية والصدامية وقوى اخرى مأجورة هدفها السرقة والتخريب  جماعة الفرهود اختراق المظاهرات والاحتجاجات والسيطرة عليها وقيادتها وتحقيق مآربها الخاصة المتضادة  لمطالب القوى المدنية  والذي يقول ان القوى الارهابية الوهابية والصدامية لا تحاول ركوب موجة التظاهرات  فانه داعشي صدامي  
فهذه هيئة النفاق والمنافقين وفضائيتها تصدح علنا ان مظاهرات بغداد والوسط والجنوب هي امتداد لمظاهرات الانبار وصلاح الدين والموصل والحويجة التي غطت المجموعات الارهابية واخفتهم حتى جاء وقت غزوها انطلقت  منها واحتلت  اكثر من ثلث العراق وذبحت  ابنائه واسرت واغتصبت نسائه ودمرت معالمه الدينية والتاريخية والحضارية 
كلنا نعلم لا توجد حكومة واحدة في العراق هناك مجموعة من الحكومات حكومة البرزاني وحكومة النجيفي وحكومة الصدر وحكومة العبادي وحكومة الحكيم وحكومة المالكي وحكومات اخرى لكل شيخ عشيرة حكومة يملك جيشا وعلم وحدود معينة  الويل لمن يتجاوز عليها ولكل حكومة من هذه الحكومات خطة وبرنامج الا حكومة العبادي الوحيدة التي لا تملك خطة ولا برنامج
لهذا على  المدنين كما قلنا ان يوحدوا انفسهم في تيار واحد يضم كل  العراقيين من   كل محافظات العراق  ومن كل اطيافه واعراقه ويصرخوا صرخة واحدة  والدعوة الى
 الالتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية ولا يجوز خرقه التجاوز عليه  والرفض الكامل والتام للموافقات والاتفاقات مهما كانت وتحت اي ظرف
الحكم للقانون وللموسسات القانونية ورفض الاعراف والقيم العشائرية  وتحكم شيوخ العشائر ورفض اي مسئول يلتقي ويعقد مؤتمرات مع شيوخ العشائر فهذا اسلوب الطغاة الظالمين في كل مراحل التاريخ من معاوية حتى صدام
قلنا ان الحكومة في بغداد مريضة ضعيفة  وفعلا استغلت القوى الظلامية  الوحشية  الدواعش الوهابيةوالصدامية ذلك وهجمت على العراق وتمكنت من احتلال اكثر من ثلث العراق وكاد العراق كله يغرق في ظلام الارهاب الوهابي  لولا الفتوى الربانية التي اصدرتها مرجعية الامام السيستاني وتلبية العراقيين جميعا لها وتشكيل الحشد الشعبي المقدس وتصديه لهذه الهجمة حيث تمكن من وقفها ومن ثم مطاردتها وهكذا تمكنت هذه الفتوى من معالجة بعض من مرض الحكومة وبعض من ضعفها    لو كان المدنيون  موحدون ولهم خطة واحدة  منطلقة من واقع الشعب وما يتعرض له من هجمة ظلامية لكانوا اول   الملبين لتلك الفتوى الانسانية  ومن اول المؤسسين الى  الحشد الشعبي المقدس   ولساهموا مساهمة اكبر في معالجة مرض الحكومة  وضعفها والانطلاق معا  في بناء العراق الديمقراطي  المدني عراق القانون
خاصة ان الدستور العراقي دستور يدعوا الى حكومة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون والمؤسسات الدستورية اما ان هناك سلبيات نواقص فهذا امر طبيعي يمكن اضافة شي حذف شي تعديل شي لكن وفق الدستور وهذا امر طبيعي فالتغيير والتجديد سمة من سمات  كل شي في هذا الوجود ومن لم يتجدد ويتغير يرمى في مزبلة القمامة ومن ثم يقبر هذه هي حركة التاريخ



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28