للدنيا وجهان احدهما يدر عليك بالخير والاخر يدر عليك بالشر وكلاهما مما كسبت نفسك وتصرفت روحك وقبلت أهواءك، فالعقل الجوهرة التي يمتلكها الجميع، وهو برزخٌ بين الضمير والغريزة التي لا ينتهي توقفها عن استقبال المزيد من الشهوات، فعليك اختيار التصرف الانسب في ذلك .
التصرفات لابد ان تكون محكومةٌ بحكومةِ الضمير، ومغرمةٌ بسلطان العقل الهادف الذي من المؤكد سينجو صاحبه اذا قرر تلك القرارات الموضوعية التي تصل به بسفنها الى بر الامان ناقلةً اياه على أمواجِ السعادة التي تأخذ سفنه الى ما يريد ويرنوا .
لكلِ فعلٍ ردةُ فعل هذه القاعدة الفيزيائية الداخلة ضمن نطاق توجهات المجتمع وتصرفاته لها الكثير من المرادفات، وخيرهن رد السيء بالحسن قال تعالى : {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ} فهذا التصرف له ردود مميزة بخَلق تلك العلاقة المثالية بين أطراف المجتمع الواحد.
الجواب دائماً يحتاج الى التأني قبل الرد، فهناك من يريد أن يختبر حلمك وصبرك، فلا تعطيه بيدك الحجة على اثبات (لا وعيك)، وتنزه ايها الانسان عن كل ما يخص نفسك، فليس كل ما يخصك هو مثالي ويحتاج الى العناء.
الصبر مفتاح الفرج، والجواب منطوق العقل، فلا تجعل فَرج جوابك هو شيطنة دفينة تخلق الفجوة بينك وبين الاخرين، واجعل ميزان كفتيه ملائكيتين نقيتين هدفها العطاء والتميز والحرص والتفاضل .
نقطة الضوء في الجواب هي أنفسنا حين تسألنا قبل ان تكون شاهدةٌ علينا . ماذا قدمتَ لي؟؟! ما سيكون جوابنا أهو الاعذار الواهية أم الافعال المميزة التي تُذكر وبعضها يتلو بعض فيها الشكر والعرفان لبارئ تلك النفس المُتقبِلُ لها بالعفوِ والغفران.