• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماأجمل أن تتعلم .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

ماأجمل أن تتعلم

 حين تتحرك في الحياة لاتكون لوحدك في الغالب .فهنالك من يراقبك وربما من يحبك,ويعمل لمساعدتك ماإستطاع لذلك سبيلا.
مثقف جميل ,وقارئ أجمل,قرأ في مكان ما حوارا أجراه معي صحفي وكاتب صديق وعلق عليه بطريقة إستهوتني ,وآثرت أن لا أغيّر فيه ولاأبدل .
يقول في نصحه الجميل..
 ياسيدي الجليل هادي جلو مرعي إن الذين حصلوا على إحترامي الخاص في حياتي قبلك هم نوادر قلة .. فمعظمنا نحن العرب والمسلمين نحمّل أنفسنا ما ليس لنا به ذنب ثم نحاول التستر أو التخلص أو الكذب لإخفاء ما حمّلنا أنفسنا به .
      لقد كنت أنت شجاعا في تقديمك لنفسك بهذه الطريقة السامية المشرفة والتي يعتبرها شعبي ظلما إنها متدنية ومخزية .
      ياسيدي الجليل لا تستغرب لو قلت لك إنني إن عاتبت أحدا فإنما هذا دليل إحترامي .. وحسب مفهومي فان الزعل والعتاب هما وجهان لعملة واحدة  وأنا لا أزعل من أصدقائي ومن بقية الناس مهما اساؤوا إلا إذا كنت أحترمهم وأتوقع من زعلي نتيجة مفيدة لجهة أو لغيرها .
           والآن ياسيدي الجليل دعني أواصل كلامي عن حوارك بلا رتوش .. مادحا .. ومؤيدا .. ومعترضا لما ورد فيه وبلا رتوش ايضا .
      لقد ورد في كلامك عن نفسك ما يلي (( أنا هادي جلو مرعي ولدت في خربة تبعد عن فندق بابل الشهير في بغداد بمسافة مائة متر ))  .. وأنا ياسيدي هادي جلومرعي أنحني لك إحتراما لهذا التصريح الذي يعكس بوضوح رؤية فائقة ونادرة في مجتمعنا ,مجتمع المتخلفين الذين أنا وأنت منهم .. فإنك بهذا التصريح كأنما تتبرأ بثقة ووضوح من أضرار الفقر التي ليست لك يد فيها ولا أنت مسؤول عنها  .. وكأني أراك تقول ها أنا .. فليحترمني من يريدني على ما أنا عليه من واقع .. وغير ذلك فليكن ما يكن .
      ثم ورد في كلامك عن نفسك ايضا ياسيدي هادي جلومرعي مايلي (( غير إني وجدت أني مسلم )) ..  وهنا أيضا ياسيدي أجد في قولك هذا إنفجارا شجاعا وكأنك تقول إني بريء مما يفعل  المسلمون من سوء  يخالف الشريعة والطبيعة .
      وفي إجابتك لسؤال من الأستاذ ريسان الفهد اوردت لنا النص التالي (( ان الكاتب والاديب يعيش واحدا من حالين .. اما يتحول الى مغرور .. اوالى منغلق ومنعزل وغريب .. وفي كلا الحالين فهو مرهق ومتعب وشبه محطم )) .. وهنا انا اقول لك ياسيدي عاتبا بان هذا كلام منمق فقط وليس له في الواقع اصلا .. فانا لا اجدك مغرورا كما لا أجدك منغلقا أو منعزلا او غريبا .. وإن كنت مرهقا أو متعبا أو شبه محطم فتلك ليست سمات لصيقة بالكاتب والأديب .
      وفي إجابتك ياسيدي هادي جلومرعي عن غزارة كتابتك ورد كلامك بالنص التالي (( أجد الفكرة حاضرة في كل وقت ....... ,  أريد أن أصل الى اللذة وأعرف إنها منقطعة لكني أريدها بأي ثمن )) .. وأنا أقول لك ياسيدي وأنت الكاتب المهدار إن اللذة لن تصل إليها مهما ركضت سريعا لأنها موجودة في أعماقك ياسيدي العزيز .. فإن أردت اللذة فإبحث عنها في أعماقك وحركها دون أن تركض لاهثا .. أما تعليقي عن قولك بأنها منقطعة وإنك تريدها بأي ثمن فإنني أعاتبك على هذا التصريح لأن الثمن إن لم تحدده فقد يعد تجاوزا أو جريمة أو خيانة أو أي شي لا تحمد عقباه .
      وعن إجابتك عن أسرار إستقالتك من هيئة الإعلام أوردت لنا مايلي (( أنا أؤمن بالديمقراطية .. وحتى لو كانت وهما )) وأنا لا اؤيدك أن تؤمن بالأوهام .. فإن كان السياسيون يتبجحون بالديمقراطية ليلا ونهارا فهذا ليس مبررا مقنعا لأن تؤمن بالأوهام .
      وعن إجابتك عن سؤال حول إمكانية الهيئة إن تضبط إيقاع الوضع الإعلامي في العراق فقد كانت بداية إجابتك هي النص التالي (( المشكلة ليست في الإعلام ليتم ضبط إيقاعه بل في السياسة )) .. وأنا هنا ياسيدي الجليل لا أعتب عليك إنما أختلف معك في هذا التشخيص وقد أكون مخطئا .. فأنا أعتقد إن المشكلة ليست في الإعلام .. كما هي ليست في السياسة .. إنما المشكلة منبعها حصرا رجال الدين بكل مسمياتهم مهما إختلفت .
      وفي سؤال عن موقفك من قانون حماية الصحفين وما هو البديل ؟ فقد وردت في إجابتك العبارات التالية (( البديل أن نتأنى وأن لا نهتم بما سيقوله الناس في المستقبل )) وأنا ياعزيزي المحترم لا أقرك في هذا فأنا أعتقد إننا يجب أن لا نتأنى بإختيارنا حيال أي موقف أو قانون وكذلك يجب أن نهتم بما سيقوله الناس في المستقبل لأنه سيكون صدى لتفكيرنا  وسلوكنا  .
          وفي سؤال موجه لك عما إذا كنت تعتقد أن الثقافة لها حصة في تفكير الحكومة والبرلمان .. فقد وردت في مطلع إجابتك الكلمة التالية (( بالتأكيد ..  ولكن ....... الخ )) وأنا من وجهة نظري لا أجد مظاهر الثقافة ولا الحضارة حاليا في عموم العراق حكومة وبرلمانا وشعبا .
          وقد ورد في إجابتك عن سؤال حول المرأة الإعلامية التي هي في ذيل قائمة الصحفيين جوابك التالي عن المرأة (( فغالب من يعملن في التلفزيون لا يمتلكن ثقافة واعية وأكثر ما يمكن أن يجدنه هو عمل المكياج وإظهار مفاتن الجسد وخاصة منطقة الصدر ...... هن كالفتيات في مكاتب الإستنساخ والطباعة أو عارضات الأزياء الرشيقات )) وأنا أعاتبك على هذه الإستهانة بمكياج المرأة متناسيا إنك تقص شعررأسك ,وربما ترش عطورا وتتهندم وهذا كله مكياج ذكوري فلماذا تستهين بمكياج المرأة وتنحدر به الى مفاتن الصدر .. أنا أختلف معك في هذه النقطة وأضيف إنه لا يحق لك الإستهانة بفتيات مكاتب الإستنساخ والطباعة أو عارضات الأزياء .. فهن لهن أخوة في مثل أعمار أقرانك .. ولهن آباء وأجداد في مثل أعمار أقراني أنا .. ولهن أبناء في مثل أعمار أحفادي  .. ولهن أزواج في مختلف الأعمار .. فهن بهذا جزء رئيسي مهم جدا من المجتمع أين ومتى كان هذا المجتمع ومن يستهين بهن فإنما هي إستهانة بالأم .. والأخت .. والزوجة .. والبنت
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8851
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29