• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : ولدتك لتكون مجاهدا... وأنال اجر المجاهدين .

ولدتك لتكون مجاهدا... وأنال اجر المجاهدين

 

هذا ما بدأته ام الشهيد (عباس جعفر) التي عادت بذاكرتها الى العقد الثامن من القرن العشرين، ففي عام (1981 م) وُلـِد فلذة كبدها، الذي اسماه المرحوم والده (عباس) لينال من اسمه النصيب فيكون (كـأبا الفضل العباس عليه السلام) بطلا مقدام يذود بنفسه دون الحسين عليه السلام، وشاءت حكمة الله ان يستشهد وله من العمر (35) عاماً، بعدد سنين عمر العباس ع، أسس مع إخوته الأربعة موكبا لهم في مدينة كربلاء لخدمة الزائرين.

ام الشهيد تتحدث بفخر عن ولدها قائلة " لطالما ردد بحسرة (يا ليتنا كنا معكم، يامولاي) فكنت اخفف من حسرته بالقول (انت معه يا بني مادمت تمضي على نهجه). 
دوما كنت اتسأءل مع نفسي عن حقيقة قلب السيدة زينب عليها السلام وكيف صبرت على فقد الأحبة وهل فعلا أنا زينية كما أظن ؟! ... لابد للمواقف ان تثبت ذلك.
والحمد لله ما إن أصدرت المرجعية الدينية العليا فتواها الجهادية وقفتُ يداً بيد مع أولادي الثلاث الذين لبوا النداء وأملي ان أنال معهم اجر المجاهدين، فها انا ذا اليوم اقف بكل عزٍ وفخر مع ولدي المجاهد أحد أبطال لواء علي الاكبر بعد ان قدمت ولدي (عباس) شهيداً للاسلام. 
لا أنسى وصية ولدي الشهيد حينما قال...
 (امي الحنونة... اعلم جيدا ان قلبك الرحوم والعطوف سيؤلمك لفقدك أياي .. ولكن املي ان تكوني قوية كما عهدتك ولا تـهزكِ العاطفة يوم ياتي جثماني وقد لفهُ العلم العراقي. 
أماه... كوني قدوة لباقي الأمهات... كي يقتدين بك .. انثري الزهور عندما يشيع جثماني الى جنة الفردوس وأزف الى داري في الآخرة الذي أمضيت السنين من عمري وأنا ابنيه فكلي شوق لرؤيته...
أتعلمين يا امي... من سأجد هناك واقفا ليستقبلني ودموع الفرح في عينيه ؟!
 انه والدي رحمه الله... أراه واقفاً يرفع رأسه بشموخ وفخر  لكونه اباً للشهيد ...
 سيشم رائحة الدماء الزكية على جسدي وعيناه مغرورقة بالدموع من شدة فرحته...
 سأمسح دموعه بيدي حتى وان كانت جريحة... وبعد ذلك أحدثه عنك يا أماه وما مرت عليكِ من مصاعب حتى أصبح أولادك رجالاً وآباء ...
امي الغالية... لطالما قـَبـَلتُ قدماكِ شوقاً لجناي.. فأسلك بحق من جعل رضاه من رضاكما.. ان تدعي لي بنيل الشهادة واشم رائحة الجنان...).
ولدي العزيز... ها انا قد نفذت وصيتك وأكملت دورك الجهادي بالثبات والإيمان...
 نثرت الورود في ذلك العرس الملكوتي كما أوصيت... وقفت قرب جثمانك ورفعت يدي الى السماء وناديت ربي قائلة ((اللهم تقبل منا هذا القربان))...
فأنا يا ولدي لم أربك لتكون مجاهدا لوحدك، بل اطمح ان أنال اجر المجاهدين معك.. 
 
سارة محمد علي ... مركز الحوراء 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88583
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28