• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الارهاب والدولة العربية .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

الارهاب والدولة العربية

 

 
                سنتكلم اليوم بكل وقاحة , مسلطين الضوء على الخشبة في عيننا بدل الانشغال بالقشة التي في عين غيرنا , لنجيب عن سؤال لماذا الدولة العربية لم تستطع القضاء على الارهاب ؟ وهل حقا الدولة العربية عزمت على القضاء على الارهاب أم ان الارهاب جزء من المنظومة العربية ؟
رؤية الدولة العربية للارهاب هو رؤيتنا جميعا للضفر باعتباره جزء من الاصابع , ولا يوجد اي ضرورة تستدعي ان يقوم احدنا بنزع ضفره كاملا او قلعه , صحيح حن يطول الضفر فوق اللزوم ويشكل متاعب لنا او احراج فلا نستطيع حك منطقة في جسدنا دون ان نجرحها او نتسبب باضرار او تقع لنا حوادث بسبب الطول الزائد للضفر وحدته , هنا نتدخل لتقليم الضفر وتهذيبه فقط 
وهذا ما تقوم به الدولة العربية مع الارهاب هي لا تعمل على قلعه واستئصاله لان ذلك يسبب الم لها بل تتدخل فقط في حالة الطول الزائد له المسبب للحوادث 
لا يعني هذا الطرح ان الارهاب صناعة الدولة , وان الدولة العربية راعية الارهاب ومحضنه الطبيعي كما يروج البعض عن قصور في النظر, بل يمكننا القول بكل ثقة ان الارهاب جزء من التركيبة الاجتماعية ومن المنظومة المجتمعية لمجتمعات الدول العربية 
كلنا نعرف المثل القائل : بدل ان تطارد البعوض جفف المستنقع , لكن هذه الاستراتيجية لأجل القضاء على البعوض دون الدخول في معارك دكونشيتية ومسرحيات سيئة الاخراج مع رداءة في التمثيل سواء على المستوى الوطني او الدولي باعتبار ان دول العالم اليوم كلها تستثمر في ظاهرة الارهاب وحولته لتجارة مربحة يدفع ثمنه الاسلام الرسالي 
اننا لا نستطيع تجفيف مستنقع الارهاب لاننا جميعا نعيش فيه , لاننا ببساطة احببنا ام كرهنا المجتمع وليس الدولة فقط هما جزء من المستنقع 
صحيح البعوض الارهابي يعيش في المستنقع , لكن لا يعيش وحده فقط في المستنقع هناك حشرات وحيوانات اخرى تكون اطياف المجتمع العربي تعيش في المستنقع 
اذن ما هو الحل باعتبار انه لا يمكننا ان نجفف المستنقع حتى لا يباد الشعب مع البعوض الارهابي ؟
الحل السهل التي لجأت اليه الدولة العربية هي محاولة احتواء البعوض وجعله في حدود المستنقع فقط وفي نفس الوقت محاولة التحكم في عدده ونقاط تواجده في المستنقع بمعنى عسكرة المستنقع 
ومع هذا يحدث احيانا وفي فترات ان يتزايد عدد البعوض وان ينتشر او يحاول الاستيلاء على كامل المستنقع او يقوم بهجرات ويبحث عن مناطق اخرى ليحاول جاهدا في غباء تحويلها الى مناطق مستنقعية , فالبعوض الارهابي حتى حين يهاجر الى حديقة جميلة ويعيش فيها فانه لن يتكيف معها ليعيش مع الفراشات بل يحاول جاهدا ان يستنقع الحديقة , محولا اياها الى مستنقع جديد وفق الفكر البعوضي 
وهذا ما جعل شياطين الانس في محاولاتهم القضاء على الاسلام الرسالي وتشويهه بالسماح لتسلل البعوض الارهابي في جنات الغرب وغض الطرف عنهم ليقوموا بمحاولات اسقنتعت حدائقه حتى يبعث الرعب في سكان الغرب من ان البعوض الارهابي هو عدو للفراشات وللحدائق وللورد والزهور هو يرى ان الدنيا عبارة عن مستنقع كبير ولن يهدأ او يرتاح حتى يحول العالم كله الى مستنقع او يموت وهو يحاول ذلك 
وترسيخ نظرة الغرب لنا باعتبارنا اننا سكان مستنقعات وانه لا خير يأتي من المستنقعات وان سكان المستنقعات هم التجلي الشيطاني وبؤرة الشر الانساني
يبقى الحل الرشيد وهو التغيير الرسالي الذي هو ثقيل على المجتمع وفي نفس الوقت مخيف للدول العربية , لأنه يحول المجتمع من قطيع الى شعب , من تابع خائف يقدم الطاعة العمياء من اجل الامن الى ناضج واعي 
الحل هو تأهيل المستنقع وليس تجفيفه , ان عملية تأهيل المستنقع  هي بتطويره والاستثمار فيه والاعتماد على المعرفة والقضاء على الجهل وليس الامية فقط , ان عملية تنظيف المستنقع , النظافة الفكرية , والنظافة الاخلاقية للأمر كافي لجعل باقي حيوانات المستنقع وحشراته تشارك في تأهيل المستنقع وتنظيفه وقيام مجتمع مدني قوي ضد الارهاب لكنه في نفس الوقت ضد الفساد وظلم الدولة ويصبح لا مكان للبعوض الارهابي في هذا المستنقع لان الكل يمتلك حس جمعي معرفي لرفض الفساد وسفك الدم تحت اي غطاء واي مبرر
لكن هذا الأمر يجعل الدولة العربية تفقد اداة تخويف وتحكم في الشعوب وتخشى من المحاسبة والمسائلة 
المجتمع هنا عبارة عن طفل يتيم يملك ثروات والدولة هي الوصية عليه , الدولة تخشى ان درست وعلمت اليتيم سيكبر ويحاسبها على ماله فيما انفقته وصرفته وفي نفس الوقت هي تعمد على بقائه جاهل يتسكع مع الحمقى والمشاغبين لكن في حالة تحوله الى منحرف او مجرم في نفس الوقت تخشى على نفسها من اجرامه وان يعتدي عليها وينتقم منها لانها اخذت امواله وحرمته من التمتع بحقوقه , هي تريده يعارض ويشاغب بالكلام فقط والعويل لا تريد القضاء عليه ففي بقائه حي تبقى هي تتصرف بثرواته وفي موته انقطاع ثرواته عنها , لذلك هي تعمل على ابقائه يعيش في ظروف الانحراف وفي نفس الوقت تعمل جاهدة على ان لا يشكل انحرافه خطر عليها . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88586
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28