• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : قراءة في "ثنائية الحب والغربة" مجموعة شعرية لـ أحمد خطاب .
                          • الكاتب : صابر حجازى .

قراءة في "ثنائية الحب والغربة" مجموعة شعرية لـ أحمد خطاب

 أصدر الشاعر المصري أحمد خطاب مجموعته الشعرية الأولى التي جاءت بعنوان ( ثنائية الحب والغربة )عن مركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية  و الكتاب من القطع الصغير في (72  ) صفحة و احتوى على 11 قصيدة ( بشاطئ ذكريات القلب . حورية , بل واسألي عينيك ,لأجل حبيبتي عشقت السفر , ثنائية الحب والغربة ,علي هامش الرحلة , الغالية , يا وجع الغياب , سأكتب عنك ,شجون هوى ,عشق علي أوتار الوافر ) . يذكر أن الشاعر هو من أبرز الشعراء  في الحركة الثقافية بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية و له مشاركات مختلفة وحاصل على جوائز عديدة على صعيد الشعر .
وهي مجموعة شعرية عذبة وساحرة ، تأتيك حلاوتها وطلاوتها من فيض التعابير المجازية البلاغية التي أتقن الشاعر استخدامها وتوظيفها في المكان المناسب ، فكان الشعر .
التعبيري " ثنائية الحب والغربة " هو تعبير جميل جداً،ويذكرنا بثنائيات كثيرة مثل الحياة والموت والليل والنهار فالحب يعاني الصلة والتواصل والارتباط بالحبيب ولكن الغربة هي الوجع والفراق والمعاناة والحرمان  . وجمال هذا التعبير يكمن في لفظ ( ثنائية ) الذي يفيد التأكيد، وهو ليس الاستفهام الغير حقيقي أو الإنكاري المعروف . فالمعنى الذي يتبادر إلى ذهن القارئ هو أنه حالة الحرمان بين الحبيب ومحبوبه 
 
سافرت طويلا وكثيرا
لم تر  عيني مثل حبيبة عمري
عيناها تذبح لا ترحم
والـ  "ضحكة" ترنيمة عشق
تنطلق من الثغر الـ  "أبسم"
فكأن الخالق أبدعها
وأتم  بها  الحسن الأعظم 
 
هذا الفيض من المشاعر الجياشة، والتعابير البلاغية ، كلها تتسارع لتصب في نهر الحب والحلم ،
 فعندما يقول الشاعر من نفس النص الذي يحمل عنوان المجموعة الشعرية  " ثنائية الحب والغربة
 
ياطعم الغربة أمهلني
لا تقتلني
حتي ألتقي بمحبوبي
الحب يعانق أحشائي
يغسلني من كل ذنوبي
لا تشغل بالك بعشيق
يتدلي من رحم الحرمان
وارحل عن نفسي منتصرا
وأعوذ  بربي
أن تشتاق إليّ 
و  لا  ألقاك
و  اعلم عنواني
إن ضلت خطواتك لي
إن شئت لقائي ..
ففؤاد  حبيبي لي ..
عنوان
 
 
وهذا الشعر هو شعر البوح المهموس إلى المعشوق وإلى الحبيب، مما يدل على أن الشاعر يمتلك المصداقية الشعرية فهو يعيش تجربة العشق بكل عنفوانها ، ونلمس هذا بوضوح في أول قصيدة بالمجموعة والتي تحمل عنوان ( بشاطئ ذكريات القلب )
 
هنا تقفين
بشاطئ ذكريات القلب
تقتطفين أشجاني
و أصدافا بدت حبلى بأحزاني
وتفتخرين
فؤاد كان يهواني
فؤاد كنت أملكه
و أرميه
أنا  لو شئت – كالآلاف - أقتله
أنا لو شئت أحييه 
أيا "..." :
إذا هانت عليك محبتي يوما
فعذرا  عن  معاناتي
و عذرا  عن جراحاتي
وعذرا  عن نداءاتي
وعذرا
ثم عذرا
ثم عذرا عن كتاباتي    
 
 
وأقول إن المصداقية في الشعر شئ هام جداً ، وخصوصا إذا كان مدعوماً بتجربة شخصية، فإنه يكون صادقاً، ونجد هذا بوضوح في قصيدة (علي هامش الرحلة ) ...
 
تتراءى لي عبر الأمواج
تعال إليّ 
لا  تبعد
أنا  لا  أقدر  أن تبعد 
وليالي الوحشة نار
تذكيها أنفاس الشوق إليك
لا تبعد ...
جاء الضيف . فقال النسوة
ما هذا بشرا
من تأبى " قمرا "
يطلع كل مساء عبر أثير سرير
مفروش بحلي و حرير
والصرح "ممرد "..؟؟؟؟؟
لا تبعد
أنا لا أقدر أن تبعد
مكتوم  فيّ عذابي
مخنوق  في ّ  أنيني
مرتحل عني فرحي
تعبث  بيّ ظنوني
وأنا من غيرك تائهة
أتحسس خطوي 
ويصل الشاعر في سريالية البوح إلى قمة تصويرية تؤكد أننا أمام شاعر يمتلك ناصية التعبير المجازي البلاغي ، ويصول ويجول في بحر المعاني العذبة  ومن نفس القصيدة (علي هامش الرحلة)
 
 
بين تلاطم أمواج البحر التواقة للقائي 
إذ  قالت كل الطرق
لكل بحار الدنيا
لازمناه طويلا
فعرفناه العاشق
لأميرة هذا الكون
كم كانت نظرته
عبر النافذة اليسرى
تكتب فصلا  لا  معتادا
من نظرات حيرى 
كم خط على الخط الأبيض
سنوات من رحلات
تعبق بالشوق
كم حاول عبر السفر
أن يرتق  وجعا  مكتوما  في قلبه
وجراح العشق ))
ولن أتطرق  إلى الوزن والعروض فالشاعر منضبط  جدا وشديد الحرص عليها وعموما فالموسيقى الداخلية تدفئ القصائد وتبعث فيها إحساسا بالثمل والنشوة . ومن قصيدة (الغالية ) ....
تبكي بآفا قي ..كأن دموعها
مطر  يطهر  لي حياتي الباغية
 
وتقول لي يا "أنت " ..روحك موئلي
وحنان قلبك تشتهيه جراحيه
 
ونثرت حبك كي تكفكف دمعتي 
فأممت دفأك في الليالي الشاتية 
 
فأقول يا روحي . و بسمة ليلتي
تعويذة المنفى , و نبض القافية
 
تبكين في "مصر " الحزينة دمعة 
فأرى " الرياض " كأنّ  غيما دامية 
 
كم هي صعبة تلك الرحلة التي يمضي فيها الإنسان ولا يعرف متى يعود ، يمضي إلى عالم مجهول ، حاملا رغباته وأحلامه وما بقي له من ذكريات ، يجرب فتح دفاتر أيامه ، يقلبها ، يقرأ نفسه ولا يعرف أحيانا أنها نفسه ، مع أنها شعلة من الإحساس ، تمضي حينا مع الحب حين يمضي ، وتضيع أحيانا في زحمة الحياة التي تظل ثابتة رغم رحيل الناس.. ، لكن شعلة الإيمان بالحب ، بإنسانية الإنسان ، وبحب الحياة بجسد وعقل وقلب إنسان يحب الحياة ، ونلمس كل تلك المعاني في قصيدة (يا وجع الغياب ) ومنها .....
 
بين البقاء وبين موتي , طلة
يا  من فؤادي في هواكِ تدله
 
مُزقت في حبي , فجئتكِ مثخنا 
بجراح  قلب  في هواك موله
 
وتعلقت بستار عشقكِ مهجتي 
حتى تردي لي الحياة بقبلة
 
فضحكتِ من خلف الحجاب , وقلتِ لي 
شهدي حرام , لم أكن لأحله
 
 
  أحمد خطاب  - شاعر، في قصائده امتزج الدفء والحب والغربة بالحنين والإحساس المرهف
وتمتلئ المجموعة الشعرية (ثنائية الحب والغربة ) بأبيات ترسخ في ذاكرتك من حلاوتها :-
 
عيناك بحر كلما أبصرته
ألفيت قلبي راغبا أن يغرقا 
 
وأيضا 
عيناك شعر ما قرأت مثيله
لو كان قيس بيننا , ما صدقا 
 
وغيرها 
 
 
هنيئاً للشاعر هذا العطاء المتواصل ، وهنيئاً لنا أهلنا بهذا الشاعر الذي يبشر بالثمار اليانعة الجنية.
ومع كلماته يكون لنا الختام 
 
سأكتب عنك لست أمل أن اكتب 
و أرشف من رحيق هواك ما أرغب 
ستكتب عنك أقلامي و لن تتعب 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88629
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28