• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : طموح المرء بين الرضا والقناعة .
                          • الكاتب : رحيم عزيز رجب .

طموح المرء بين الرضا والقناعة

 

الكثير منا من يغوص في تفاصيل الحياة الدقيقة ليدخل بعدها في معترك الحياة وتشابكاتها ودروب  متاهاتها بين املآ اخضر ويأس اسود قاتم  ولحظات عسر ويسر وإحباط ونجاح سائرا بمركب حياته يدرك أنها  أياما وعليه ان يقطعها ويعيشها  شاء أم أبى بكل ما أوتيت سنواتها العجاف ربما  فصموده وأيمانه العميق إمام أمواج الحياة العاتية هي وحدها  تكون جواز سفره والوصل به الى ضفة الأمان والعيش بسلام 
كنت اسال نفسي مرات عدة كيف يرضى المرء بمصيره؟ وكيف يقنع بما يصل إليه ويركن  ؟  وعن أسباب توقفه عن الاستمرار في الطموح  ليكتفي  بما هو فيه فربما  يظن ويعتقد أنها نهاية المطاف وان عطاءه قد نضب وان الاستمرار في الطموح هو الطمع وعدم الرضي بما هو فيه  وعلى المرء ان يرضى بما قسم الله له وان ينظر الى مستويات دنيا منه  وعلى كافة المستويات العلمية او الوظيفية حينها ربما سيكون موضع نقد وانتقاد اذا ما واصل مشواره الطموحي المشروع  ...أسئلة تتبعها أسئلة عن أسباب توقف المرء عن الطموح والعمل والارتقاء. حتى وجدت منها ما هو مقنع وربما في الحدود الدنيا من الإجابة والمرضية والتي ربما سأقنع بها نفسي لاستمر الى ما أصبو إليه انا  ايضا ان المرء ليعيش حياة واحدة يحقيق خلالها أحلامه وما تجود به نفسه من  طموح وأمنيات ومساعي  يسعى إليها جاهدا بكل إصرار لا يعرف  الكلل والملل إليه طريقا فما يقف إمامه الكثير الكثير من معوقات وعراقيل  لتحول بينه وبين مراده فيبقى الأمل معقودا بتحقيق الحلم ونيل مبتغاة  ولكن بمقتضي قوانين  وحدود  شرع الله  وليس بطريقة( الغاية تبرر الوسيلة)  اي الطريقة الريدكالية وقد لايصل المرء الى  مسعاه  ولا ينال من الطيب نصيب  (فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ) حتى تذهب مساعيه إدراج الرياح وحرث في البحر  ربما لإرادة وحكمة خصه بها الله 0 وكما في محكم كتابه العزيز ( وعسى ان تكرهوا  شيئا وهو خيرا لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شرا لكم  والله يعلم وانتم لاتعلمون ))   البقرة 216.. حينها يكون  إيمان المرء وثقته بالباري عز وجل  بقضائه وقدره  نعمة يمن الله بها  على عبده لكي لا يجعل منه أنسانا  يائسا وقنوطا وليواصل مشوار حياته والقادم من أيامه  نافضا عن أفكاره غبار الإحباط والفشل  ليعاود الكرة بعد الأخرى فطموح المرء لا يتوقف عند منحنا ومستوى محددين لكي يعلن بعدها رافعا راية الاستسلام والخنوع فالمرء عظيم بطاقاته المكبوتة أذا ما سخرها بصورة مدروسة  ومنطقية فالأهداف العظيمة والتي حققت  على مر  التاريخ وبكافة التوجهات والعلوم لم يحققها أصحابها من العدم ولم تأتي من الفراغ ومن محض الصدف وضروب الحظ وان كانت  بادى الأمر أحلام وخيالات وخطوط  بيانية رسمت هنا وهناك  قبل ان ترى النور لتكون  بعدها واقع  حال و شواهد وشخوص ومعالم لازالت أثارها حاضرة ليكون  هؤلاء  ونتاجهم وانجازاتهم امثلة  ونماذج حية في الصبر على تحمل  الظروف القاسية ودروس لأجيال قادمة  فالمرء صلب بإرادته. قوي بعزيمته فاذا ما حدد لنفسه أهدافا فلا تحول بينه وبين تحقيقها سوى الردى وكما في بيت  الشعر الخالد  .. (ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر )  
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88670
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29