• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأفراد بُناةُ الدنيا وصُنّاع الحياة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الأفراد بُناةُ الدنيا وصُنّاع الحياة!!

الشعوب لا تبني ولا تصنع , وإنما الأفراد هم الذين يفعلون ذلك فيطلقون طاقات وقدرات الشعوب  , ويضعونها في سكة تطلعاتهم وإبداعاتهم الأصيلة , ولا يمكن لأي مجتمع أن يكون من غير أفراد قادرين على الأخذ به إلى آفاق الطموحات والغايات.
وجميع العقائد والأديان لا بد لها من فرد نبي أو رسول أو داعية أو مصلح أو إمام وغيرها من الأسماء , ولا يوجد دين بلا إنسان قائد ولا عقيدة بلا شخص يُقتدى به ويقود.
ولو نظرنا مسيرة الحياة البشرية لتبين لنا بأن التفاعلات السيئة والقبيحة , والحروب والتوافقات والمخترعات والإكتشافات , جميعها من صنع الأفراد الذين تمكّنوا من جعل المجتمعات تنقاد لإرادتهم وتتبعهم.
وفي زمننا المعاصر , هناك العديد من الأشخاص الذين غيّروا حياة المجتمع البشري بأكمله , أمثال صاحب ما يكروسوفت وأبل والفيس بوك وغيرها من المبتكرات التي صارت تقرر نشاطاتنا اليومية , وهذا يعني أن الشعوب لا يمكنها أن تكون طاقة ذات قيمة من دون أفراد يمتلكون قدرات إبداعية متميزة , تأتي بما يساهم في تطوير أو تدمير الحياة البشرية.
فمثلما هناك أفراد يخترعون ويبدعون في ميادين الخير والتقدم المعرفي , هناك أفراد يبدعون في ميادين الشر والخراب , ومخترع البارود على رأس القائمة , والذين إخترعوا الديناميت والكلاشنكوف والقنابل بأنواعها , وغيرها الكثير من وسائل الفتك بالحياة.
وكما هو معروف هناك أفراد إستحضروا أفكارا وعقائد ذات قيمة تآلفية وأخوية , وآخرون جلبوا أفكارا وعقائد ذات طبيعة عدوانية , وفي الحالتين يتمكن الأفراد من صناعة الأتباع الذين يموتون من أجل العقائد التي تمكنَ الفرد من ترويجها وترسيخها , وحصل ذلك في ألمانيا وروسيا والدول الأوربية الأخرى على فترات متفاوتة , ولا يخلو مجتمع من هذه النزعات والتوجهات والتفاعلات.
ويبدو أن المجتمع العربي تجتاحة موجة من  الأعاصير العدوانية التي تجد لها أتباعا ومعتقدين , مما يتسبب في إنهضام الوجود وتدمير الحياة , وتحويل المدن إلى خراب , والأرض إلى يباب , فلا تجد فيها إلا الأنقاض والأسمال والأشلاء , ولا تسمع فيها إلا الأنين والعواء.
ولا يمكن الخروج من هذه السوْرة الشرّانية إلا بإرادة فردية , ذات قدرات وطنية وإنسانية تستوعب المرحلة والتأريخ وتفهم في معطيات المستقبل , ويمكنها أن تتفاعل مع الأجيال وتأخذ بهم إلى برّ الحياة , وتمنحهم طعم المحبة والأخوة والألفة والأمان.
وإن لم تتوفر هذه الإرادة ,  فاقرأ الفاتحة على مجتمعات أضاعت قيمة الإنسان!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88709
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18