• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امريكا ترامب ... وفشل المراهنات .
                          • الكاتب : عبد الخالق الفلاح .

امريكا ترامب ... وفشل المراهنات

امريكا ودعت ادارة اوباما بعد ثمان سنوات التي كانت لها الدور الاكبر في تأجيج الصراعات في العديد من البلدان عبر دعمها للارهاب وتغيير مسمياتهم واشكالهم ورموزهم ، كما وشهد نمو العنصرية داخلياً بشكل ملفت واعتراف الرئيس اوباما في خطابه الرئاسي الاخير بأن العنصرية اصبحت عاملاً تقسيمياً في المجتمع الامريكي الان والتي اولى الشعب الاهمية لتصريحات الرئيس الجديد دونالد ترامب لمحاربته و يعول عليه العالم في ان تأخذ واشنطن على محمل الجد لتشكيل تحالف حقيقي وواقعي للقضاء على التطرف والارهاب وايقاف الدول الداعمة لها في المنطقة وتؤسس لمرحلة قادمة للانتصار على هذه الافة القذرة و الحفاظ على ما تبقى من  ماء وجهها لا كما شاهدناها في العراق تساعد باسم التحالف من جهة له ولكنها تقوم في الوقت  ذاته بدعم داعش لكي تبقى قبضتها متمسكة بثرواته  ، عليها ان تراعي حقوق الشعوب وتخدم المنطقة دون نهب واستغلال وتوسيع دائرة الحلف المتصدي للارهاب ومؤازرة الشعوب التواقة للتقدم والبناء والاستقلال السياسي والاقتصادي .ومن العادة ان معظم الادارات والمؤسسات الاميركية ستخضع للتغييركما فعل سلفه واليوم كذلك بعد وصول الرئيس دونالد ترامب لكي تنسجم مع القيادة الجديدة لواشنطن اولاً ثم القوتين الفاعلتين ،القوة السياسية والاجتماعية للجماعات الامريكية القديمة وكذلك القوة الاقتصادية لتحالف الشركات والمصانع الكبرى.
ومن المحتمل ان الرئيس ترامب سيكرر في تركيبته الحكومية اشخاص غير منسجمين مع رؤى المحافظين الجدد كما فعل الرئيس بوش الابن عندما اختار كولن باول وزيراً للخارجية كشخصية غير فعالة في صنع القرار وقد شاهدنا هذا المفهوم ينطبق على وزير الدفاع الجديد الجنرال جيمس ماتيس عندما تحدث في لجنة الكونغرس بمضمون يختلف عن مواقف الرئيس ترامب تجاه الاتفاق النووي مع ايران وتجاه روسيا او عن الاستيطان في فلسطين والموقف المختلف عند وزير الخارجية ريكس تيليرسون ومايكل بوميو مدير المخابرات المركزية الامريكية ووزير العدل جيف سيشنيز بالاضافة الى زوج ابنته جاريد كوشنرالذين سيكون لهم تأثيراً وتعبيراً عن نهج الادارة القادمة . الرئيس ترامب ورث تركة ثقيلة من سلفه اوباما تتعلق بالعلاقة القادمة مع روسيا واحتمال ان تكون على حساب علاقة واشنطن مع حلفائها التاريخيين والتي تفهمها على ان تصب في مصلحة بلاده وتعاطيه مع طموحات الصين كذلك في اهمية الصين الواحدة وتقدير مسألة تايوان لحساسيتها بالنسبة لحكومتها كجزء منها وركيزة سياسية مهمة للعلاقات بين البلدين  ...هذه التركات وتشعباتها هي بأنتظار الرئيس الجديد ولا يتوقع ان تخالف ثوابت سياسات الولايات المتحدة الامريكية وسيتبع نهجها اولاً ولن ترحل مع الرئيس الراحل ولامناص منها .
وقد ابدى الرئيس الجديد في خطاب التنصيب عن امتعاضه  تجاه قرار غزو العراق في عام 2003، واصفا إياه بأنه قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق. وجاء ذلك عبر إدانته تجاه هذا القرار. وقال، إن “الهجوم على العراق ما كان يجب أن يحصل في المقام الأول، وإن كل ذلك ما كان يجب أن يحدث، وإنه كان واحدا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ أميركا على الإطلاق”.
عليه خارجياً فان عالم اليوم يقوم على المنافسة بين القوى الكبرى التي تتفق  او تختلف تبعا ًللمصالح الاقتصادية وقد يتفوق هذا الطرف على الاخر والمشاهد ان الكثير من العوامل تشجع على نمو التيارات العنصرية في العديد منها ولا تجد ان تكون فيها مصلحة للبلدان النامية العربية والاسلامية ومن هنا فأن التظاهرات اشتدت قبل وبعد تنصيب رونالد ترامب معارضين لسياسة ما طرحه الرئيس الجديد وتم اعتقال المئات منهم مما يبهم القادم من عالم الغد المهيمن على مصادر العالم وقد يعتقد البعض من العرب بأن فوز ترامب رغم سلبيته افضل من الاختيار الاخر الذي كان متاحاً وهو هيلاري كلنتون قياساً للتفاضل بين السيئ والاسوأ ووصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض هو الافضل نسبياً رغم القناعة بأن ترامب يتبنى سياسة حكومة الكيان الصهيوني القائم على رفض الدولتين وعلى زيادة الاستيطان ونقل السفارة الامريكية الى القدس والتي يصر عليها وتهميش القضية الفلسطينية وتسعير الصراعات الطائفية والمذهبية في العالم الاسلامي والعربي وعلى اشعال الحروب العسكرية بين الدول ولكون سجلها الغير مشرف تجاه القضايا الاسلامية التي ساهمت الى حد كبير من خلال ما كان معداً من سياسات لمطقة الشرق الاوسط في تشجيع التطرف فكان ما كان من حروب ونكبات ومن وصول التيارات والحركات والعصابات الى ما وصلت اليه . القلق والتباين في الاراء والمواقف حيال السياسة الجديدة للادارة الامريكية وتعاملها مع القضايا في العالم والمنطقة تثير لمعرفة المنهج والرؤية للتعامل مع الازمات والتعاطي معها بعد سلسلة التصريحات التي اطلقها وزادت من حدوث استدارة اميركية قد تقلب معادلات الصراعات في الكثير من المناطق في العالم وستخرج عن سياقات المواقف المعروفة وتخالف قواعد وثوابت التعاطي مع الازمات ولن نجد
 لها مكاناً في اجندة سياسات الرئيس الجديد لان الرئيس ترامب جاء من خارج المنظومة السياسية التي تهيمن على مراكز القرار وصنعه والخوف من ان يتعامل من الازمات والتحديات وموجبات الدولة وسياقاتها برؤية رجل اعمال يتخذ القرارات وفق قاعدة الربح والخسارة ليتبعها على ارض الواقع بمفاجئات ومصالح متقاطعة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88848
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19