• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : ما اكثر ذنوب الانسان فلا يغسلها غير الشهادة ! .
                          • الكاتب : مؤسسة المعراج .

ما اكثر ذنوب الانسان فلا يغسلها غير الشهادة !

  
اختصر المسافات لمحاسبة اعداء الانسانية تاركا المحاماة ، ليحامي عن ارضه وشعبه ومقدساته ، ترك القضاء والمحاكم والنقابات وأعتنق القضاء والقدر،  ترك الشهادة من كلية القانون معتنقا الشهادة في سبيل الله ،
جامع المصطفى ذلك الجار المقرب والصديق الحميم لزين العابدين الذي كانت مأذنته تعشق صوته اوقات الاذان ,كان لذلك الجار والصديق اثر على نفس "زين العابدين" فقد اغترف من وحي انواره وقدسيته الايمان وصقلت شخصيته في ضل تلك الاجواء الايمانية وبرفقته القران الكريم ومفاتيح الجنان ، فاصبح "زين العابدين" مؤمنا رساليا يحمل هموم ما كان يحاك ضد امته ودينه ومذهبه من مؤامرات استكبارية ماكرة على ايدي اعداء الانسان، هدفها استهداف المقدسات ومذهب اهل البيت عليهم السلام ، الاعداء الذين طغوا وعبثوا في الارض فسادا, فكان شهيدنا من الصفوة المباركة التي هبت حين الاستماع لنداء السماء
الشهيد في سطور 
كان "زين العابدين" شابا متدينا زاهدا عابدا  تقيا خلوقا مؤمنا ومن صفاته الهدوء والتسامح والتواضع ،وصاحب علمية دينية وكثير ما يتواصل مع رجال الدين من حيث الاستفسار عن الاحكام الشرعية فكان قوي الايمان حريصا على اداء صلاته في اوقاتها وخدمة المؤمنين وقضاء حوائجهم وعلى تماس دائم من العوائل المتعففة والمحتاجين وله علاقه خاصة مع اهل البيت عليهم السلام ،ولاتزال اثاره في مجالس الوعظ والارشاد ومجالس التعزية ،كان "زين العابدين" من الحريصين على الحضور للمسيرة السنوية التي يقيمها سكان مدينة الزبير للامام الحسين عليه السلام , وهو من جملة مؤسسي موكب "تشيع الزهراء" عليها السلام في قضاء الزبير,
كان الشهيد مواظبا على اداء صلاة الجمعة والجماعة ومحيي ليالي القدر في المسجد الاعظم الذي يعتبره مقره الروحي حيث يلتقي بأصدقائه ,وكان دائما ما يتمنى ان يصبح قارئا للقران الكريم حيث كان دائما يرتل  بصوته ويتدرب على ذلك من خلال القراءة في المناسبات والمراسيم التي تقام سنويا للتلاوة والشعائر التي تقام لاحياء ولادات ووفيات اهل البيت عليهم السلام فكان قارئا للقران ومؤذنا في جامع المصطفى
حياته
تربى زين العابدين في اسرة مؤمنة فقيرة كريمة لها تاريخ مشرف من خلال نشاطاتها في خدمة اهل البيت واحياء المناسبات الدينية وخصوصا المواكب الحسينية 
زين العابدين من مواليد 1993 اعزب مواليد البصرة كان يحب الشهادة ومتأثر بها خصوصا وهو يستمع للاسراء والمعراج حيث كان دائما يقول ما اكثر ذنوب الانسان فلا يغسلها غير الشهادة ! 
انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة واكمل الاعدادية ثم قدم اوراقه ومؤهلاته ليكمل دراسته في كلية القانون ، ثم اتجه للاعمال الشريفة الحرة لبيع الارصدة لمساعدة نفسه على الاستمرار واعانته لشراء مايلزم من امور متعلقة بالمستلزمات لا كمال دراسته حيث كان في مرحلتها الثانية
تدرب زين العابدين  على فنون القتال حيث اندرج في صفوف فوج الشهادة اثناء فترة التدريب ، ولم يترك زياره الحسين عليه السلام ولم يتخلى عن صديقيه القران ومفاتيح الجنان واقامة مجالس التعزية وهو في معسكر التدريب فكان مؤمنا جدا بما يقدمه ومايقرا من اذكار وعبادات
التحق مع اخيه الشهيد مصطفى في صفوف الحشد الشعبي واشترك معه في عدة معارك كان اهمها السجارية وحصيبة الشرقية التي استشهد فيها
موعد مع الشهادة
التحق "زين العابدين" في صباح يوم الجمعة بعد تاخره يومين عن وجبة التحاق رفاقه المجاهدين بسبب امتحاناته الجامعية لينال وسام الشهادة يوم السبت حيث سقط شهيدا مضرجا بالدماء اثر اشتباكات عنيفه دارت ساعات ونفاذ الذخيرة فكانت محطته الاخيرة بتاريخ 10 / 7/ 2015 (23 رمضان), بقي جثمان زين العابدين الطاهر في ارض المعركة اكثر من سبعه اشهر حتى تم العثور عليها بتاريخ 5 / 2/ 2016 تم التعرف عليه من خلال القرص الذي كان يحمل اسمه بعد تحرير ناحية حصيبه الشرقية وتم نقل جثمانه الطاهر الى حيث ما كان يعشقها "النجف الاشرف" حيث يرقد علي عليه السلام الذي كان متمسكا بنهجه وانسانيته ليحل ضيفا عند امير المؤمنين عليه السلام
كيفية الاستشهاد : اشتباك مسلح 
في صباح يوم السبت تعرضت النقاط التي كانت تنتشر على الاماكن المتقدمة لخط النار حيث تم مشاغلتهم من عدة جوانب , فلشدة التعرض اصبحت المسافات قريبة بينهم وبين العدو وبعد ان نفذت ذخيرته التي لم يتمكن من خلالها المقاومة استشهد زين العابدين ومن كان معه في تلك النقطة  بقذيفه موجهة على النقطة التي كان يقاوم من خلالها العدو حيث كان الاخ الكبر للشهيد يقاوم محافظا على الموقف رغم استشهاد اخيه "زين العابدين" وبعد خمس ساعات من المقاومة ونفوذ ذخيرة "مصطفى" استشهد ليلتحق باخيه الذي سيقف القلم اجلالا في بيضاء اخرى من الاوراق واعتنق القضاء والقدر تاركا شهادة كلية القانون معتنقا الشهادة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88903
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29