• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحن من جئنا بالفاسدين .
                          • الكاتب : عباس الكتبي .

نحن من جئنا بالفاسدين

قال تعالى:(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
يقول المفسرون: ان"الباء"في الآية الكريمة"بما"سببيّة،أي بمعنى:إذا كانتّ المعاصي هي سببُ كلِّ شرٍّ وفسادٍ، فإنّ الحسناتُ سببَ كلِّ خيرٍ وصلاحٍ.
قلنا فيما سبق من النشر،ان جميع الأشياء تخضع لقانون"السببيّة"، فالعمل الصالح يترك آثار ايجابية عند الفرد والمجتمع،والعمل الطالح يترك آثاره السلبية. 
لذا ورد في دعاء كميل بن زياد، المنسوب لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام:
(اللهم أغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء)،والذنوب التي تنزلها على ما روي عن سيّد العابدين: "ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ورد أيضاً:(اللهم أغفر لي الذنوب التي تنزل النقم)،النقم:.والذنوب التي تنزلها على ما روي عن الصادق عليه السّلام: "هي العصيان، والاستهزاء بالناس، والسخرية منهم". وفي الوافي عنه عليه السّلام: "إنّ الذنوب التي تُنزل النِقم: الظلم".
وقيل المراد بالظلم:(منع كلّ ذي حقٍّ حقّه، سواءً كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً أو جماداً، وسواء كان في حقّ نفسه أو غيره، في دين أو دنياً، ومن المعلوم أنّ المظلوم كلّما كان أشرف كان الظلم أقبح وأشدّ). 
هل سألنا انفسنا يوماً لماذا تسلّط علينا الظالمين والفاسدين ولما هذا البلاء الذي حل بنا المسمى "داعش"؟! من المؤكد ان عصيانا لربّنا،وكثرة ذنوبنا هي السبب وراء ذلك،فالمجتمع الذي يبيع صوته في الإنتخابات بجهاز موبايل، وكارت أبو العشرة،وبوعود كاذبة من سندات وهمية،ووببطانية،والمجتمع الذي لم يحافظ على صلواته،بسبب السهر على الفيسبوك،أكيد هذه الذنوب ستنزل البلاء والعقوبة بالمجتمع.  
يحكى ان:(إحدى المؤمنات قالت:ها هو نور الصباح يسطع،وها هو صوت ابنتي الصغيرة،قمت لها وأعطيتها رضعتها،شربت بسلام ونامت. 
لم أكن قد صليت الفجر بعد لكنني غفلت عن الصلاة،ورأيت في ما يرى النائم أني أسير وحيدة أبحث عن ابنتي...أين هي؟ أفتش عنها ولا أجدها وأستيقضت من النوم،وكانت قربي ولم تمر ساعتان إلا وحرارتها قد ارتفعت…!! كيف هذا؟ بدون مقدمات وبدون سبب،ماذا وقع لها؟ لماذا هي؟ مرضت وراح لون الورد عن خدودها ليحل محله صفار قاتل. 
قال لي الطبيب إنها جيدة ويلزم بعض التحاليل،وأجريت لها مجموعة تحاليل أثبتت كلها أنها مريضة،ولكن ليس مرض شديد،فدعوت الله أن يشفيها ويبعد عنها الأمراض،ولكن بأي عين ألقى ربي،وكيف أطلب سلامتها وهي التي بسببها أصبحت أغفل عن صلاة الفجر. 
نعم أذكر أني قبل ولادتها لم أضيع قط صلاة الفجر فعلاً هي السبب، لا ليست هي،أنا من أسهر الى وقت متأخر لأعطيها آخر وجبة ثم أنام، وهكذا تضيع عليّ صلاة الفجر،وربطت الصلاة بمرض ابنتي،ربما أراد الله أن يعاقبني على تركي صلاة الفجر، وحاولت أن أنظم وقتي وأستيقظ على صلاة الفجر،أستيقظت أول يوم وثاني يوم،وتأخرت يومين،وبعدها أنتظمت وأخذت ابنتي للطبيب وعملت لها كافة التحاليل،وقال لي الطبيب ابنتك بخير وكل شيء فيها سليم،وكأن التحاليل الماضية كانت خطأ).
يجب ان نرجع الى ربّنا تائبين،ونحاسب أنفسنا،ونترك الذنوب والمعاصي، فالأصرار عليها يعني مزيد من نزول البلاء والنقم،ولعل أبتلاءنا بداعش رسالة لنا وتحذير من الله عز وجل، بسبب أنتخابنا للفاسدين،قال تعالى:(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88965
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28