• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حملة أولادنا لإعادة الحياة .
                          • الكاتب : امل الياسري .

حملة أولادنا لإعادة الحياة

حياة الإنسان تمر دائماً بحالتي عسر ويسر، وكلاهما في الحقيقة نعمة، ففي الأولى يكون الصبر، بقوله تعالى:"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، والثانية تكون بالشكر بقوله تعالى:"وسيجزي الله الشاكرين أجراً عظيماً"، وجمال العراق لا يكون بإمتلاكه منطقة حياة مستقرة في مكان، وأخرى تعيش دماراً ودموعاً، لأن المعروف عن الشعب العراقي، بأنه أكرم شعب على وجه الأرض، فالقلب الرحيم والروح الجميلة، يميزان الإنسان العراقي حيثما حلَّ.
 حملة إعمار مدارس محافظاتنا العزيزة، ما هي إلا البذرة الأولى في هذا المضمار، فقد أطلقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حملة(أولادنا) لبناء وتأهيل المدارس في المناطق المحررة، وهي مبادرة جديرة بالإهتمام وتستحق الثناء، لما تحويه من مضامين وطنية، وتربوية، وإنسانية، حيث بلغ عدد المدارس المتضررة في المحافظات، التي إحتلتها عصابات داعش الإرهابية، ( 143)مدرسة في محافظة صلاح الدين،و( 73) في الانبار،( و36) في ديالى،و( 25)بحزام بغداد.
 نينوى ما يزال العدد غير معروف فيها، بسبب إستمرار معارك التحرير، لكن نسبة تضرر المدارس تتراوح ما بين 20% الى 90%،وفي خضم هذه الحملة الوطنية، ستكون هناك حملة لمحاربة الأفكار الاجرامية والظلامية، التي زرعها الإرهاب في عقول أطفالنا وشبابنا، خاصة وأن مشاهد العنف، والتطرف، والقتل لن تزول بسهولة، فتحتاج الى جهود كبيرة، لغرض القضاء على هذا الفكر المتطرف، عليه فالحملة إعمار للبنى التحتية، والفكرية، والإجتماعية.
كل تلميذ في مدارسنا مستقر أمنياً، وإجتماعياً،وإقتصادياً، يستطيع تقديم قلم، أو علبة ألوان، أو دفتر، أو أي شيء آخر، كهدية رمزية بسيطة، يشعر معها تلميذ الموصل، بأن بقية التلاميذ يسشعرون بمعاناة هؤلاء المتضررين، حينها سيسعدون، فالأسلوب ذوق، وتربية، وسلوك، قبل أن يكون كلاماً يقال، فمَنْ كانت طريقته إنسانية راقية، فهذا يؤدي الى مجتمع راقٍ متعاون في السراء والضراء، وكلاهما نعمة فلنبدأ من أنفسنا وبيوتنا.
ما أجمل أن نجرب وطنيتنا، وإنسانيتنا على أرضنا وبين أولادنا، فقد يختلف الساسة على خيرات الوطن، لكن أطفالنا يرسلون لهم رسالة عميقة، تذُّكرهم بأن العراق يستحق كل شيء جميل، ولايراد لهذا الجمال أن يزول، فكل فرد يشعر بالآخر مهما كانت قوميته، ومذهبه، ومعتقده، ودينه، ولأن الثقة بالله هي عقلية العظماء، فقد كان تلاميذنا بقمة العظمة، فجمعنا أغطية، وأقلاماً، ودفاتر، وألواناً، ليرسموها لوحة للعطاء والكرم المدرسي.  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89155
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29