• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ارادة ... ارادة شعب في الحقوق والثروات والتنمية .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

ارادة ... ارادة شعب في الحقوق والثروات والتنمية

بين ان تطرح برنامجا مليئا بزخ الامال، والمتخم بالوعود والاحلام الوردية، وانت تستعد للانتخابات، بهذا الدفق الهائل من السطور، وبين ما تفصح عنه المواقف والتطبيقات العملية لتكم الطروحات . لقد قبض المواطن على الهواء بعد ان سرحت به احلام الاطلالة على الوجود من عهود ذهبت به كومضة نيزك في السماء، حين مسك الواعدون دست السلطة وقبضوا على خزائنها وعلى الانفاس، وجعلوا الناس بين مطرقة المورد الريعي وتقلباته ورهاناته، وسوء الادارة من خلال التضخم الوظيفي، مما جعل المواطن خانعا باحثا عن وسيلة العيش، فلم يجد امامه الا التسول في البحث عن وظيفه، اذ انتهت فعالية البنى التحتيه، وهرب المستثمر، وغادرت الكوادر، وضياع الامن .

اذن كيف السبيل الى أيما اطلالة على الوجود وفق هذه العتمة والافق المغلق، وضعف حكومه، وتعاكس صنع القرارعلى المستويين الداخلي والخارجي، وتجاوزت الهويات الطائفية والاثنية، وانعدام الثقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم وانعدام اي واصلة لعدم التقاطع بينهما، في رؤية تشد اواصر التواصل، وتدخلات الجوار السافره. جعلتنا في مفترق بعيد المدى في توثيق وحدة القرار السياسي والامني ؟ 

ان  تواجد احزاب جديده من موجبات المرحلة القادمة، لها من ثبات الموقف ازاء الازمات، ومن مشاريع ممكن النهوض بها الى معالجات سريعة وملبية لمطالب الناس، من خلال مصداقية الرؤى والافكار في رسم ستراتيجية لا تحتاج الى فلسفة " كنفوشيوسيه التنظير، بل الى علاجات وفق سياق الممكن من التدبير . لقد انبئتنا مواضي السنين بكهولة هذه الاحزاب، رغم شبابية من لبس جلبابها، فلم يدرك هذا اليانع مفاد ما سطر من تنظيرات، وليس له معالجة الا البقاء على سدة رئاستها تحت معالجات اقل ما يقال عنها هي ديمومة البقاء.

السؤال علام ان نختار من بين هذا الركام المتهريء، من بديل ينشد ارادة التغيير ؟ لم لا نجرب غير المجرب، ونفسح الطريق امام طاقات تثويرية، تؤمن بالمشاركة الايجابية في العملية الديمقراطية، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطه، بعد ان مسكته المحاصصة، ووزعته على من هب ودب ؟ علام لا نفتح الطريق لمن يسعى في حفظ حقوق جميع مكونات الشعب، والتوزيع العادل للثروات، وصولا للتنمية المستدامه، بدل ان توكل الى شخوص، أدركوا انهم علة وعالة على الشعب، وانهم مرفوضون، لسجيتهم التي لا تفقه الا القضم، بعد ان نهش من المواطن العظم واللحم ؟ 

ان حقوق المواطن هو الهدف الاسمى ولا اعذار وتبرير في اهماله، تحت اي حجة وتبرير، انت في حرب ... نعم ... ولكن من هو المحارب والمقاتل الذي تلفع الفيافي والقصبات وجهنم الصيف، ولوعة البرد في العراء .. أليس المواطن ؟ اذن دع الامر لمن يحافظ على حقوق الاغلبية وفق كل الوصفات القانونية والديمغرافية والجغرافية، وبذات الوقت هو الكفيل الاول بمراعاة حقوق الاقلية في تعايش سلمي وتمثيل عادل للجميع، تحت مظلة وطن، لا يقبل القسمة حسب الاهواء، ولا بغلبة الباطل الدعي الشقي، على المسالم الوطني النقي .

انها ارادة ... حين تطرح اهدافها.. حقوق وهي انشودة الشعب حين ادى الواجب بصبره وتضحياته وتهميشه وفقره، الحقوق الفردية والمجتمعية والوطنيه ....... انها اراده ... حين تناشد بهدفها الثاني .. الثروات ... وهل الثروات هي ما يسلخ من البقرة الحلوب البصرة وجوارها من مدن اليباب ؟ وهل يبقى الشعب تحت طائل المضاربات في الاسواق النفطيه، حتى ليعتصر حكامنا قوت الشعب ولقمة عيشه تحت حجة سقف الاسعار؟ ان الثروة الاهم هم شبابنا وكيفية استثمار طاقاتها وعقولها نحو الابداع والانتاج . انها البنى التحتية وتشيدها لتدعم اقتصادنا . انها عقولنا المهاجرة من مهندسين واطباء وعلماء والمبدع من الحرفيين . فالثروات في هذا البلد الخصب ارضا وما احبانا الله من ثروات طبيعية ومزارات واثار تتدفق ذهبا في خزانة بلد حوى وحظي بهذه النعم .

اراده .. التنمية . اذ تتوفر الثروه فلازمتها التنمية المستديمه في الاعتماد على التخطيط وتنمية الفرد من خلال  بناء مواطن صالح يدرك المعنى السامي للهوية الوطنيه، متسلحا بالعلم والرؤى والتسابق مع شعوب وضعت قدمها في سلم الحضارة بابناءها . من هنا يتماسك المجتمع في عملية البناء والصيرورة ويضحى كتلة متراصة . عندئذ نمتلك دولة تخضع لمعايير ارادة شعب 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28