• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تعلمنا أن نكون جزءاً من الحل .
                          • الكاتب : امل الياسري .

تعلمنا أن نكون جزءاً من الحل

حياة العراق مسكونة بالمرارة، فلا وجود للحكومة إلا بنشرات الأخبار، والقنوات الفضائية، وغابة الحق باتت شائكة ومعقدة، لكن لايمكن تحقيق الإنتصار في كل الإختلافات، فأحياناً كسب القلوب أولى من كسب المواقف، بإدارة الملف السياسي، لأننا تعلمنا أن نكون جزءاً من الحل لا من المشكلة، فالعراق وشعبه لن يرحم مَنْ يتمادى في الإستهانة، بمصير الوطن ودماء أبنائه، خاصة وأن ميدان السياسة يمر بعاصفة من الدسائس والفتن، لكن ميدان الشهادة هو مَنْ يلجم الأفواه الطائفية لأجل العراق.

إعادة هيكلة أدواتنا في الدولة العراقية ضرورة ملحة، لكن الشرفاء لم ولن يحيدوا عن أهدافهم، لأن طريق الإصلاحات سيكتمل، بإعادة السياقات الطبيعية الناجحة، للعمل في ظل الظروف الصعبة لإعادة البسمة للعراقيين، ومثال ذلك أكد المجلس الإسلامي الأعلى، على حسم قضية مفوضية الإنتخابات، وإجرائها في موعدها المحدد دون تأخير، وتحت أية ذريعة كانت، مع العلم أن الأصل في عمل هيئة المفوضية المستقلة للإنتخابات، سينتهي تلقائياً في يوم 20/9/2017 ، فلماذا يجر الشعب الى معركة لاطائل منها.

العملية السياسية بحاجة لمشروع سياسي، يزيد من صور التلاحم الوطني، بعيداً عن الطائفية والتشنج، واللذين يعرضان اللحمة الوطنية للتمزق، فالحفاظ على التعايش السلمي المجتمعي والأهلي، لمختلف مكونات العراق، هو أبرز ما يحتاجه العراق، وبالتالي فالعمل بنحن العراقية، وبيد واحدة وقلب واحد، يعني حصول إستقرار إجتماعي، مع تزايد فرص الإستقرار الأمني، والذي بدوره يفضي لعراق منتصر آمن مطمئن، لأننا نفكر كل لحظة برد قارص في المجاهدين، والنازحين، والمهاجرين واللاجئين، فكلهم عراقيون وهم يتمنون العودة لأرض الرافدين.

هناك حكمة تقول:(عندما تصل الى مفترق طرق، وتلتبس عليك الحلول، عندها يأتي دورك في صناعة التغيير)،لذا أيها المواطن الحر وأنت تفكر في وطنك، إختر الطريق المناسب، بقرار بنسفجي واثق الخطى، لتدرك مَنْ هو الأصلح لقيادة البلد، وهذه الفرصة لاتتكرر يومياً، ومع أن مفاتيح الجنة ليست في صناديق الإقتراع، إلا أننا نسعى للإصلاح عبر الإنتخابات، لأن عراق اليوم أحوج ما يكون لدماء قيادية، تضخ في عروقه الشابة لينمو من جديد، ولنتذكر تحت الرغوة يكمن اللبن الصحيح.

الدولة العراقية بحاجة الى نظام سليم، ومنظومة نظيفة، وجيل متفاعل فيما بينه، يعمل تحت معنى(نحن العراقية)،لذا يجب أن يُقدم بناء الإنسان على بناء الأوطان، لأن الإنسان الذي يفكر بشكل صحيح، ومتحضر، وملتزم، هو الذي يبني الوطن، بأقل الإمكانات وأصعب الظروف، فما أجملها من كلمات تضيء لشبابنا اليوم، لتقودنا لعراق جديد، ولتتحول مشاعر المواطنة الصادقة، لشعور يلمسه المواطن في حياته، وبين أبنائه، وفي محل عمله، لتتسع دائرة الوطنية في الإتجاه الصحيح، وهذا لأننا جزء من الحل. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89490
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28