• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبو بكر يلعن بدمه أبا بكر! .
                          • الكاتب : قيس النجم .

أبو بكر يلعن بدمه أبا بكر!

أنهار لا تنضب من العطاء المستمر، وكتلة من الإقدام، والشجاعة، والصمود، والكرامة، رغم أن نداء الدار الجريح أرسل بريداً بعيداً، لهذا الأسد البطل الرابض على حدود العراق الأشم، وفي لحظة بدأت الصور تتوافد، على مخيلته المليئة بحب الوطن الموشح بالكرامة، فأصبحت ملامح الشهيد أبي بكر السامرائي، مخيبة لآمال الدواعش، أحفاد شمر اللعين، حين توقعوا أن عرين هذا الأسد العراقي، سيدمر بمجرد قتله، لكنهم توهموا ولم يستوعبوا الى الآن، معنى أن يكون للأرض آلاف من الأبطال، ينتظرون وما بدلوا تبديلا، ويتسابقون صوب الشهادة لتحريرها، متخذين من الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة حسنة.

شتان ما بين أبي بكر السامرائي، وأبي بكر البغدادي، أسماؤهم متشابهة، لكن سلوكهم مختلف، الأول كان عنواناً للحياة، والشرف، والعفة، والطهارة، والتضحية، فرسم وطناً أمناً للأيتام، من بين قطرات دمه الطاهر عندما نحروه، والثاني كان مصدراً للموت، والإرهاب، والزنا، والتحريف، حين رسم جحيماً مرعباً أسوداً، من بين شفرات سكينه الداعشية.

الإستفادة الروحية والأخلاقية، التي رسمها السامرائي في لوحة شهادته، هي أن الدم أعلن إنتصاره على السيف مرة أخرى بالعراق، فتارة في كربلاء قبل أربعة عشر قرناً، وأخرى في النخيب وفي زمن الغيبة، فأختار طريق الحق ليخلد ذكراه مع المجاهدين، على أن لا يكتب إسمه مع المتطرفين، حين طلب صداقة دائمة مع الكرامة ليكسب الشهادة، من أجل أن لا تنام أسوار العراق على الأرض هشة، أو يصدأ حديدها، أو تُمس هيبته.

هنيئاً لكَ يا أسد العراق، ولكل الشهداء الذين نقشوا أسماءهم بأحرف ذهبية ربانية، من أجل كرامة لا تُفقد، ودين لا يُحرَف، وحق لا يضيع، إنكم مَنْ كتب التاريخ الناصع للعراق بتضحياتكم، فكانت كلماتكم مدوية، أرعبت قلوب الدواعش الحاقدة، فأصبحتم قبلة لمَنْ يريد الشهادة، وأنموذجاً يُقتدَى به.   

عندما تكون الشهادة تعبيراً عن الحرية الرافضة للضيم، والتطرف، والتفرقة، ودرجة كبيرة لنيل الكرامة الأبدية، لابد أن تصبح مطلباً ملحاً لرجال غيارى إستقر حب الوطن بقلوبهم.

 ختاماً: الشهادة في نظر البطل أبي بكر السامرائي، رُسِمت على هذا النحو الرائع، لذا رحل راضياً مرضياً مطمئناً، لبيعة الذي بايعه لربه ونبيه وآل بيته، حين سار على نهج الحق الحسيني، فأرعب الطغاة والقتلة بدمه الطاهر، فكان بحق سيداً للإبداع في سلوكه، والعزم في ملامح وجهه العابس الواثق، وستلعنهم بدمكَ الطاهر الى حين يبعثون. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89980
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29