• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ابعاد زيارة الجبير الى بغداد .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

ابعاد زيارة الجبير الى بغداد

  في زيارة غريبة وغير متوقعة  لوزير خارجية السعودية  عادل الجبير الى بغداد  وهي الاولى من نوعها منذ سقوط الدكتاتورية عام ألفين وثلاثة . 

 بشكل مفاجئ  تحط الطائرة السعودية وهي تقل الجبير  في مطار بغداد  قادمة من بيروت، والجعفري ينتظر ضيفه ، ماذا وراء زيارة الجبير ما هي الرسائل التي يحملها الى بغداد بعد أربعة عشر عاماً من العلاقات المتعثرة بين البلدين  وتصريحات  إعلامية متشددة   وصلت الى حد القطيعة . هل بدأت بغداد تتفهم دورها كلاعب  مؤثر في المنطقة  ويمكنها ان تلعب دوراً مهماً في رسم سياسة المنطقة على ضوء المتغيرات  ، وأنها  لن تستعيد مكانتها الا بعمقها العربي و موقعها الطبيعي بين الدول العربية  ، أم أن السعودية أدركت  خطأها في استبعاد العراق من الحضيرة العربية . 

 هل هناك خارطة جديدة ترسم للمنطقة بريشة اللاعب الدولي مع اقتراب حسم معركة الموصل و بدأ معركة جديدة  ضد ايران  ويراد تحييد العراق فيها   ؟ 

   

 بلا شك ان ما يجري على الارض في العراق والمنطقة  له تأثير كبير في مجرى المعادلة الإقليمية. 

فالحسم في الموصل بات وشيكا او تحصيل حاصل لارادة العراقيين  هذا النصر  تزامن مع عودة الجيش العراقي للمعادلة العسكرية وفرض هيبته من جديد ، فقد اثبت انه المؤسسة العريقة التي تستعيد قوتها ومكانتها بأسرع مما كان يتصور الآخرون ، هذا العامل جعل السعودية والدول الاخرى تفكر باحتواء العراق واحتضانه والاستفادة منه  بدل القطيعة والرفض . 

 الامر الاخر   يتعلق برغبة السعودية في تغيير نهجها السابق الذي لم يكن مجدياً او نافعاً  مع العراق خصوصاً مع وجود الدكتور العبادي الذي يحاول ان ينأى  بالعراق عن صراع المحاور وهذه نقطة مهمة وجدتها السعودية كمدخلية  لمد جسورها مع بغداد. 

 لقد حاولت السعودية ان  تستعيض بكردستان عن بغداد لكنها جوبهت برفض اوربي وأمريكي وحتى تركي  لهذه الخطوة ، فبقيت تتحين الفرص لفتح حوار مع بغداد، فقد أعلنت  قبل ايام انها  مستعدة للمشاركة في  معركة الموصل وإعادة إعمار المناطق المتضررة من داعش وهذه خطوة  مفاجئة في سياسة السعودية تجاه العراق التي وقفت بالضد من العملية السياسية منذ اليوم الاول . 

تصريحات الجبير في بغداد وثنائه على انتصارات العراق في معركته ضد الاٍرهاب  وتأكيده هلى المصلحة المشتركة في محاربة داعش  مع تصريحات رقيقة  واتصالات أمريكية مكثفة  بالجانب العراقي وتقديم الدعم والتأكيد على المصلحة المشتركة في القضاء على الاٍرهاب  لا يمكن النظر له بتجرد  ودون إسقاطات  فالمؤشرات  تؤكد ان هناك لوحة ترسم بخارطة طريق حديدة .  خصوصاً  بعد  التصعيد التركي الغير مبرر تجاه ايران على لسان اوردغان وبن علي يلدرم رئيس الوزراء التركي  تزامن هذا الامر  مع إطلاق يد اسرائيل  من قبل الولايات المتحدة فيما أسمته بالدفاع عن نفسها رافقتها  تصريحات لنتنياهو معادية لإيران .

وربما يكون الاخر مختلف تماماً ، فالسعودية تريد ان تهرب من حالة الابتزاز الامريكي بالتقارب مع ايران. عن طريق البوابة العراقية التي تراها مناسبة  بل ومؤهلة، خصوصاً بعد تصريح الجعفري  واستعداده  بلعب هذا الدور ، مع علم السعودية بمدى قرب الأخير لإيران .  

يبقى السؤال هل سيكون العراق حصان طروادة في تقريب وجهات النظر بين ايران  وبين السعودية ؟   وهل سيستفيد من الخطوة السعودية لمصلحته الوطنية  مع حزمة العروض التي قدمت له 

 وهي فتح المعابر الحدودية. وتفعيل الطيران المدني بين البلدين  بالاضافة الى عروض السعودية في المساعدة في إعادة إعمار المناطق التي دمرها الاٍرهاب . 

لعل السؤال الأهم  هل السعودية صادقة في خطوتها هذه وهل سيستقبلها العراقيون بحسن نيه ام ان تراكمات العلاقة ستقف  ائلاً بوجه هذا التقارب . 

 وهل ستقف ايران مكتوفة الايدي تجاه هذه الخطوة ام ان إتفاقات جرت وتجري. وما زيارة الجبير سوى خطوة شكلية ؟ 

 الأيام القادمة كفيلة بالجواب 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89987
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16