• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخلافة جزء من الامامة .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

الخلافة جزء من الامامة

الامامة اصل من اصول الدين لدى الامامية الاثنى عشرية، ولا يقبل الجدل والنقاش والتقليد ، ومما لاشك فيه ان هذا الاعتقاد لم يات من فراغ ، والالتباس والاختلاف بشان الامامة، جاء بسبب الاختلاف في فهم المقصود من الامامة، او الالتباس في فهم الامامة لمن يعتقد بها، لاسيما الذين لم يبلغوا درجة من العلمية لمعرفة ماهية الامامة.

المؤسف هنالك ممن لا يؤمن بها ويحمل درجة علمية بنظر ملته عالية جدا فينسب اراء ومعتقدات للشيعة خلت منها مصادرهم ومنهم مثلا الدكتور عدنان ابراهيم الذي يعتقد باننا لا نؤمن بان يحكم المسلمين الا امام من ولد الحسين عليه السلام منصوص عليه ، ومن امثال ابراهيم كثر في الفكر السلفي.

ولو نظروا الى اصل الامامة فانها عقلا ومنطقا بعد ما ثبتت نقلا هي الاسلم لقيادة البشرية ، الامامة تتمثل بثلاث امور ، الامر الاول انها علم لدني ، الامر الثاني صفات الشخص الذي يحمل هذا العلم ، الامر الثالث المجتمع الذي يؤمن بالامرين، فالامامة لا تزول اذا ما فقد الامر الثالث ، فالخلافة او الحكم هي اداة من ادوات الامامة وليست هي من اثباتاتها .

ومن يدعي انه لا حكم لمن لا يكون امام معصوم بالنص هذا يستحق وقفة ، فالمعصوم عندما يكون بين المسلمين فانه المرجع لهم لقيادتهم قيادة سليمة تضمن لهم الدنيا والاخرة ، فعندما لا يتمكن من فرض قانون سليم لتحقيق العدالة في الدنيا فان التمسك به يكون من اجل الفوز بالاخرة، وهو موجود بينهم.

الانسان بالفطرة يرغب بان يكون من يقوده يحمل مؤهلات مميزة ليحقق له العدالة، فكل اساليب انتقال السلطة في العالم اثبتت فشلها في كثير من الحالات بما فيها الديمقراطية وكم من رئيس انتخب ديمقراطيا اثبت فشله وعزله بما فيها الدول العلمانية الكبيرة ( امريكا مثلا عندما عزلت كارتر سنة 1979).

المسلم الذي يمتاز بمؤهلات ذكرها المعصوم يستطيع ان يحكم المسلمين ، الم يضع الامام الحسن عليه السلام شروطا لمعاوية مقابل عقد الصلح معه؟ وشروطه كانت كيف قيادة المسلمين وفق الكتاب والسنة؟ الا ان معاوية اخل بها جميعا .

اتهام الشيعة باننا لا نقر باي حكم وننتظر الامام المهدي ليحقق الحكومة الشرعية هذا اتهام باطل ولا اساس له من الصحة ، واما ان ولاية الفقيه هي البديلة لولاية الامام الحجة فهذا اسوء من الاتهام الباطل ، بل ان الامامية تحكم وفق اجتهادها المستنبط من تراث اهل البيت عليهم السلام وهذا لا مساس له باصل الامامة ، فالامامة عقيدة ثابتة عقلا ونقلا .

سيرة الائمة عليهم السلام مع الخلفاء لا تدل على الغاء الامامة بل على سلب جزء من استحقاقاتها الا ان الاهم هو العلم اللدني وشخصية الامام فانها امتيازات حصرت بالائمة الاثنى عشر عليهم السلام ويمكن لكل اصحاب السير والتاريخ مراجعة اوراق التاريخ لمعرفة سيرتهم وحتى لوذ كثير من الخلفاء بهم لانقاذهم من مشكلة وقعوا فيها ، وتسمى في العصر الحالي ازمة سياسية .

وشعار فصل الدين عن الدولة شعار فارغ من المحتوى وكم من علماني عجز عن جوابي على هذا المبدا القائل بفصل الدين عن الدولة واخرها كانت تصريحات السياسي العراقي فائق الشيخ علي التي لا تستحق الرد لانها متهرئة وخالية من ابجدية النقاش العلمي .

نعم المراجع الذين يسيرون على خطى الائمة في علمهم وعلومهم وتصرفاتهم لا يجوز مخالفتهم عند القناعة بما هم عليه، فاذا لم يقتنع المسلم، فهذا يختلف عن من يجحد حقهم ، نعم من يرد حديث لهم قالوه عن الائمة ( حديث موثق) فكانه رد على الائمة ان علم صحة مصدره عنهم ، واما الجهل فهذا يختلف عن الجحد .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3