• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عَيْنٌ عَلَى المَوْصِلِ وَأُخْرَى عَلَى بَغْدَاد .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

عَيْنٌ عَلَى المَوْصِلِ وَأُخْرَى عَلَى بَغْدَاد

   *كُلَّما اقتربَت قُوّاتنا المسلَّحة الباسِلة من تحقيق النَّصر الناجز في معركةِ المَوصل، كُلَّما استكلبَ الارهابيّون ومن يقف خلفَهم أَكثر فأَكثر! ولذلك ينبغي الحذر جيِّداً من جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الانسانيّة قد يرتكبها الارهابيُّون في المَوصل.

   وخيراً فعلَ اليوم السَّيِّد القائد العام للقوّات المسلَّحة الدكتور العبادي عندما ذكَّر المقاتلين الشُّجعان في بيانٍ لَهُ برسالتهم الوطنيَّة الانسانيَّة الحقيقيَّة والمتمثِّلة بانقاذِ المواطنين من يدِ الارهابيّين وحمايتهم من جرائمهِم قبل التَّفكير بتحريرِ الأَرْضِ!.

   وهذا هو الفرق الجوهري بين الجبهتَين؛ جبهة الارهابيّين الذين يقتلونَ الانسان من أَجْلِ إِمارةٍ على حجرٍ! وجبهة المقاتلين الشُّرفاء الذين يحمون الانسان ليعيش كريماً على حجرٍ! إِنّهُ الفرق الجوهري بين جبهتَين متناقضتَين لن يلتقِيا!.

   *كذلك ينبغي الحذر جيّداً من سلسلةِ جرائم إِرهابيّة جديدة قد يرتكبها الارهابيّون في المناطق الرَّخوة والبعيدة عن ساحة العمليّات وتحديداً في العاصمةِ بغداد! الأَمر الذي بحاجةٍ الى تفعيل الجُهد الاستخباري أَكثر فأَكثر!.

   نحن بحاجةٍ الى ضرباتٍ استباقيَّةٍ للخلايا النّائمة التي لازالت ترقد هادئةً في حواضنِها حول العاصمة! وكذلك في المناطق الحدوديّة المُنفلتة، كالتي نفَّذها اليوم نسور الجوّ الأَبطال!.   

   *كما ينبغي كذلك الحذر من [الجناح السّياسي] للارهابيّين في العاصمة بغداد، والذي ينشط الآن بشَكلٍ خفيٍّ في عدَّة عواصم غربيَّة وإقليميَّة! تساعدهُ ديبلوماسيّة البترودولار لعدة نُظم إِرهابيّة تقف على رأسِها نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة!.

  هذا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر، فانَّ تقارير سريَّة تُشيرُ الى أَنّ عدداً مِمَّن يحسبون أَنفسهُم قادةَ الحشد الشّعبي الحقيقيّون، بل مؤسّسوه! أَكملوا إِستعداداتهم في العاصمةِ بغداد لاثارةِ المشاكل الأَمنيّة بُعيد الإعلان عن الانتصار النّاجز والسّاحق في تحرير مدينة المَوصل، وذلك بغرضِ توظيفِ إِنجازات الحشد البَطَل لصالحهِ في الانتخابات النيابيّة القادمة بداية العام الميلادي الجديد، من جهةٍ، ولانتزاعِ النَّصر من جهةٍ لصالحِ جهةٍ أُخرى!.

   هذه الاستعدادات هي لعِبٌ بالنّار ينبغي على العراقييّن الانتباه لَهُ والحذرَ مِنْهُ! وعليهم أَن يضرِبوا بيدٍ من حديدٍ على رأس كلّ مَن يحاول أَن يُتاجرُ بدماءِ أَبنائنا سواء في القوّات المسلَّحة أَو في قوّات الحشد أَو حتّى في قوّات البيشمرگة، فانّ كلّ ما تنجزهُ هذه القوّات هو ملكٌ صِرفٌ للعراقِ فقط لا يحقُّ لأيِّ أَحدٍ أَو لأيِّ فضيلٍ المتاجرةَ بهِ لأَغراض الدِّعاية السِّياسيَّة والانتخابيَّة!.

   وعندما يقولُ الخِطابُ المرجعي اليوم بأَنَّ كلَّ المقاتلين في سوحِ الجهاد والحربِ على الارْهابِ بلا استثناءٍ يحقِّقون البطولات النّوعيَّة فليسَ لأَحدٍ بعينهِ وليسَ من أَجْلِ عيونِ أَحدٌ الّا الوطن، الْعِراقِ الذي يستحقّ أَن نضحّي من أَجْلِ حريَّتهِ وكرامتهِ واستقلالهِ وأَمنهِ وسيادتهِ!.

   ستُنهي القوّات المسلَّحة الباسِلة وجود الارهابيِّين على الأَرض وستُحرِّر آخر شبرٍ من أَرض الْعِراقِ الطّاهرة من دنسهِم ونجاستهِم، ويبقى أَن تتجلّى مسؤوليّة العراقييّن بلا استثناءٍ في مواجهةِ محاولات تُجّار الدَّم سواء المتمثِّلين بالجناح السِّياسي للارهابيّين أَو قادة الحشد الوهميّين الطّامعين بالسُّلطة ليُعيدوا الكرَّة من جديدٍ! فكلاهما يبذل جهدهُ السّياسي والاعلامي لتوظيف المُنجَز التّاريخي لصالح أَجنداتهِ السّياسية الحزبيَّة الضّيّقة!.

   إِنّ سِرقة النَّصر جريمةٌ لا تُغتفر وهي لا تقلُّ خطورةً وبشاعةً عن جريمةِ الارهابيّين فكلاهُما يعبثُ بدمِ العراقييّن، كلٌّ على طريقتهِ القذِرة!.

   وَنَحْنُ نرمقُ المَوصل بعينِ النَّصر، ينبغي أَن لا نغفلَ عن بغداد!.

   ٢٤ شباط ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90000
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29