• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الْعِراقِيُّونَ يَنْتَصِرُونَ لِلْانْسَانِيَةِ فِي حَرْبِهِم عَلَى الارْهَابِ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

الْعِراقِيُّونَ يَنْتَصِرُونَ لِلْانْسَانِيَةِ فِي حَرْبِهِم عَلَى الارْهَابِ

   ١/ الارْهابُ ليسَ [مادَّةً] لنقيسَ أَبعادها أَو نحصِرَ حجمها في حدودٍ جُغرافيَّةٍ معيَّنَةٍ! إِنّما هو عقيدةٌ فاسدةٌ وسياساتٌ فاسدةٌ وعقليّات وطريقة تفكير فاسدة! ولذلك فانَّ الرَّئيس ترامب يضحك على نَفْسهِ عندما يُكرِّر علينا يوميّاً قولهُ؛ أَنَّهُ سيمحو الارهاب من على وجهِ الأَرض! من دونِ أَن يُهيِّئ الأَسباب الحقيقيَّة والعمليَّة لتحقيقِ ذَلِكَ!.
   وعلى العكسِ من ذَلِكَ تماماً فهو لَهُ في كلِّ يومٍ حَديثٌ يُشجِّعُ على الارْهابِ ويحمي الارهابيِّينَ معنويّاً وعقديّاً!.
   ٢/ ولقد جاء قرارهُ الشهر قبل الفائت والمتعلِّق بموضوع التأشيرات والهجرة ليفرشَ أَرضيَّة جديدةً للارهابيّين، ولهذا السَّبب واجههُ الرّأي العام العالمي وتحديداً الأَميركي، والذي ضغطَ مع الاعلام الذي فضحَ خلفيّات القرار العُنصريَّة، على القضاءِ الأَميركي ليعتبرهُ مُخالفاً للدُّستور وللقيَم التي بُنيت على أَساسِها الولايات المتَّحدة! وبالتالي قرَّر إِيقافهُ ومنع العمل بهِ!.
   ٣/ وإِنَّ إِدراج إِسم الْعِراقِ على وجهِ الخُصوص في ذلك القرار كانَ خطأً كبيراً وهو ناقض الواقع بدرجةٍ كبيرةٍ جدّاً؛
   فمِن جانبٍ فانَّ الْعِراقِ الآن يُمثِّلُ الخندق الأَوّل والمتقدِّم في الحَرْبِ على الارْهابِ! وأَنَّ العراقييّن ببطولاتهِم وتضحياتهِم العظيمةِ في هذه الحَرْبِ يدافعونَ عن الانسانيَّةِ ويحمونَها وليس فقط عن بلدهِم، لأَنَّ إِنتصارهُم النَّهائي الذي باتَ قريباً باْذنِ الله تعالى سيُدمِّر خلافة الارهابيّين المزعومة التي وعدوا بها العالَم عندما احتلّوا المَوصل الحدباء قبلَ أَكثر من عامَين!.
   ومن جانبٍ آخر فانَّ التّحالف الدّولي الذي تقودهُ الولايات المتَّحدة، والذي تشكَّل قبل أَكثر من عامَين تقريباً، جاءَ بطلبٍ ومُبادرةٍ من الْعِراقِ، هذا يعني أَنَّ العالم بأَجمعهِ اعتبرَ الْعِراق من النّاحية الواقعيَّة والعمليَّة الخندق المتقدِّم في الحَرْبِ على الارْهابِ فكيف يُدرجُهُ الرَّئيس ترامب بقرارهِ البائِس؟!.
   فضلاً عن ذلك فانَّ للولايات المتَّحدة تحديداً خُبراء ومدرِّبين في الْعِراقِ تجاوز عددهُم الـ (٧) آلاف، كما أَنَّ للعراقِ طلبةٌ عسكريّون يدرسونَ ويتدرَّبون في الولايات المتَّحدة على صنوف السّلاح الجوّي والبرّي! فكيف يمكنُ أَن يستمرَّ كلَّ هذا التّعاون والتَّنسيق مع إِدراجِ إِسمِ الْعِراقِ بالقرارِ المذكور؟!.
   ٤/ لكلِّ ذَلِكَ فلقد أَثار الامرُ تذمُّراً وردّات فعلٍ سلبيَّة ليس من قبَل العراقييّن الذين اعتبروا ذلك بمثابةِ الاهانةِ التي ما كان ينبغي أَن يتعرَّض لها، فحسْب، وإِنَّما كذلك من قبَل العديد من المؤسَّسات الاميركيَّة الرَّسميَّة وغير الرَّسميَّة وعلى رأسِها الكونغرس ووزارتَي الدِّفاع والخارجيَّة! والتي تعاونت مع العراقييّن لاعادة النَّظر بالأَمر من قبل البيت الأَبيض.
   ولقد كان لطلبِ السَّيّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور حيدر العبادي من الرَّئيس ترامب عندما اتصلَ بهِ هاتفيّاً الشّهر الفائت باعادةِ النَّظر في قرارهِ المذكور بالاضافةِ الى الجُهد السّياسي والديبلوماسي الكبير والواسع الذي بذلتهُ سفارة جمهوريَّة الْعِراقِ في واشنطن والتَّعاون والتّفاعل الإيجابي الواسع الذي أَبدتهُ العديد من المؤسَّسات والشَّخصيّات الأَميركيّة المهمَّة سواء تلك التي في الادارةِ أَو القريبةِ منها، لقد كان لكلِّ ذَلِكَ دورٌ مهمٌّ في القرار الجديد الذي اتخذهُ الرَّئيس ترامب بهذا الصَّدد والقاضي برفعِ إِسم الْعِراقِ من قرارهِ الجديد الذي سيُعلن عنهُ الأُسبوع القادِم!.
   إِنَّ تفهُّم وتعاون المؤسَّسات والشَّخصيّات الأَميركيَّة مع الديبلوماسيَّة العراقيَّة والذي أَنتجَ ذلك دليلٌ على إِحترام الولايات المتَّحدة تحديداً للانتصارات السّاحقة والتّضحيات العظيمة التي يُحقِّقها ويقدمِّها الابطال في القوّات المسلَّحة ضدَّ الارهاب، فضلاً عن إِعترافها بالكفاءة والتَّعاون الذي تحقَّق خلال الفترة الزَّمنيَّة الماضية والتي لم يحقِّقها أَحدٌ غير الْعِراقِ!. 
   كما انّهُ تعبيرٌ عن الاعترافِ بالفضلِ للعراقيِّين!.
   ٢ آذار ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90252
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2