• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خلاف عميق على رسالة بسيطة .
                          • الكاتب : عزيز الخزرجي .

خلاف عميق على رسالة بسيطة

آلدين و السياسة أصل واحد


جاء ألتوضيح التالي على رسالة آلأخ ألكاتب أحمد بسمار و آلتي كانت كتعقيب على موضوعنا ألمنشور في موقع الحوار المتمدن بعنوان؛ [لماذا نرفض إسقاط النظام السوري؟], و كان آلتعليق بعنوان:
  رسالة بسيطة للسيد عزيز الخزرجي
Monday, August 22, 2011 - أحـمـد بـسـمـار
عزيزي الأستاذ الخزرجي:
أنا متفق معك في الجوهر. و لكنني أختلف معك كلياً في الشكل, حيث أنك تعطي القالب الديني الغيبي العنصري لتحليلاتك وحلولك.
وأنا كتبت عدة مقالات وتعليقات في هذا الموقع عن الوضع السوري, تحمل عنوان وصيغة : لا نريد أن نهرب من الدّب حتى نــقــع في الــجــب!... وأترك لك تسمية من هو الدب اليوم وأين يقع الجب.
علما أن خطر الجماعات الإسلامية و مشاركتهم و استيلائهم على الحكم تدريجيا في البلاد العربية و المشرق, جزء من المخطط الصهيوني بتصحير هذه البلاد و تجزيئها.. و كل هذه يجري بالاتفاقات السرية و من تحت الطاولة, رغم الخطابات العنترية ظاهرا…لأنه حيث يمر الإسلاميون السّلفيون و أشباههم, تموت كل ثورة حقيقية و حضارة و فكر و خلق و إبداع.. و يتفجر الموت و التصحير.
يا سيد خزرجي إذا أردنا فعلا أن ننقذ بلادنا من الديكتاتوريات و الفساد و الجنون السياسي, ما علينا سوى التخطيط لفصل الدين نهائيا عن جميع أسس ما نبنيه في دولتنا المستقبلة الجديدة……
و لك مني تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي من بلاد الحقيقة الحزينة.
جوابنا على التعليق:
ألأخ ألأستاذ أحمد بسمار المحترم:
ما دمنا مُتفقين على الأصول .. فآلفروع أن شاء الله بسيطة..

فقط هناك أصل واحد يبدو أننا نختلف عليه .. لا بأس من توضيحه و بيان آفاقه و جذوره بشأن "فصل ألدّين عن ألسّياسة!"؛

بآلطبع لا يسعني هنا ألأجابة ألشافية على هذا آلأصل ألذي هو - أصل الأصول في منهج آلأسلام ألأصيل؛ لأنه منهج آلحياة الذي قرّره الباري تعالى للبشرية(1) - من خلال تعليق عابر هنا, لهذا أتمنى لو تراجعوا كتابنا؛ [مُستقبلنا بين الدين و آلديمقراطية], حيث سترى ألأدلة الفلسفية و العلمية و آلأنسانية  و الواقعية .. بآلأضافة إلى الدليل الغيبي ألنصّي على حقيقة ألترابط و التداخل بين آلسياسة و آلدين(ألأسلام) في آلمستوى الفكري و آلعملي و آلأجتماعي, و بآلتالي وجوب عدم الفصل بين الأتجاهين فيما لو أردنا حفظ كرامة الأنسان و تحقيق سعادته و آلهدف من وجوده في الأرض!
بآلطبع مسألة تعريف "ألدين" سيلقي بكلكله في هذا الوسط فهو بيت القصيد .. لأنّ آلدين ألأسلامي المعروف لدى الناس - خصوصاً لدى العرب حتى يومنا هذا - ليس هو الدين الأسلامي الصحيح للأسف خصوصاً في السعودية و دول الخليج .. بل هو دين مُحرّف إستخدمه الخلفاء من بعد ـ آلرسول(ص) لأجل مصالحهم و شهواتهم و تسلطهم فأفسدوا و غيّروا الكثير من أصوله للأسف ألشديد, و من هنا جاءت آلأحكام ألجزافية و الصحيحة إلى حدّ ما ضد آلأسلام كنظرية متكاملة من بعض المثقفين ألعلمانيين و آلمتغرّبين معتقدةً بوجوب "فصل الدين عن السياسة" .. بيد أن آلخط الأسلامي الصحيح في هذا الوسط و هو؛ خط أهل بيت رسول الله برئ مما فعله الخلفاء منذ تسلمهم لزمام الخلافة بعد الرسول – كما إن خط أهل البيت(ع) ألذي لم يحكم المسلمين سوى خمس سنوات فقط بعد رحلة الرسول(ص) - أثناء حكومة آلأمام علي(ع) - قد دفع آلسائرين في منهجه بعد زوال تلك الحكومة ألعادلة بسبب إمتدادات خط "ألخلفاء" ضرائب كبرى لمواقف معتنقيه ألمبدئية و هي تواجه الخطوط ألظالمة و المنحرفة ألتي تأسست بعد "سقيفة بني ساعدة" حتى الخلافة العثمانية و أذيالها إلى يومنا هذا, و ما يزال ألخط العلوي بعد نجاح الثورة الأسلامية الخمينية ألمباركة بقيادة الجمهورية الأسلامية أليوم يدفع الثمن غالياً أمام مخططات المستكبرين من الصهاينة و من إمتدادات خط الخلفاء ألمنحرف الذي تدّعيه الوهابية اليوم في السعودية و دول الخليج و الذين يدعمون ألقاعديين و الأرهابيين السّلفيين ألذين أعمى الله بصيرتهم و فهمهم و قلوبهم حتى مات الحسّ الانساني لديهم, فأصبح آلأغتيال و ذبح الناس و قتل النساء و الأطفال و تفجير الناس عندهم للأسف سُنّة و عبادة يتقربون من خلالها إلى وليّهم الشيطان, و ما زلنا نعاني من إمتدادات ذلك الخط المنحرف على أيدي هؤلاء السلفبعثية – ألسفلة في العراق و أفغانستان و باكستان و جميع الدول العربية.
هذا ليس هو آلدين ألذي نعنيه .. و من  حقّك أنْ تفصله عن السياسة و حتى الحياة يا أستاذ أحمد لأنه دين القتلة و آلأرهابيين ألذين يرتبطون بأصل السقيفة و خط الخلفاء ألذين فعلو نفس الشيئ أثناء خلافتهم ألباطلة .. بل الدين الذي نعنيه و الذي لا بُد أن يتحكم حتى بآلسياسة و الحياة .. هو دين الرسول محمد(ص) و دين علي(ع) ألذي رفض سياسة الشخين(عمر و ابو بكر) و قد شهد بحق و عدالة عليّ كبار فلاسفة و مفكري العالم, حتى إن هيئة الأمم المتحدة إنتخبت حكومة الأمام علي(ع) كأفضل حكومة عادلة في التأريخ عام2002م, لأن آلأسلام يُريد حفظ كرامة الأنسان و حقوقه و حريته و يضمن سعادته و منع إستغلاله من قبل أصحاب النفوذ و المال و السلطة من التكنوقراطيين و البرجوازيين و البيروقراطيين و آلعلمانيين و آلأهم و ألأخطر من هؤلاء كلهم؛ آلسلفييون ألجُدد ألذين ظهروا بإيعاز من آلصهيو-سلفية بعد نجاح الثورة الأسلامية في إيران .. حيث  يُريدون تشويه الدين و إستغلاله من أجل التسلط بآلباطل كما حدث في خلافة الرسول(ص) من قبل مدرسة الخلفاء.

  إننا نرفض اليوم كما رفض أجدادنا بآلأمس هذا الخط المنحرف ألذي إعتمده أمريكا و الصهيونية من أجل تخريب الأسلام من جديد بعد ما كتب الله له النصر على أيدي أصحاب آلرايات السود ألذين يُريدون نشر المحبة و العرفان و العلم و الفضيلة بين الأمم, و لا أعتقد بأن هناك إنسان عاقل و يهمه كرامة الأنسان ألذي تحطم بسبب آلمستكبرين و السلفيين الذين إتحدوا معهم  - أن يرفض تدخل هذا الدين ألعلوي ألسمح ألأنساني في السياسة, بل آلدّين آلمحمدي آلعلوي و السّياسة أصل واحد لا تقبل التجزئة, و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وردت نصوص شرعية واضحة بشأن إقامة الحكومة الاسلامية أهمّها ما ورد بإحكام و وضوح في سورة المائدة / 44 و 45 و47 ؛ [و من لم يحكم بما أنزل الله فأؤليك هم آلكافرون ..هم ألظالمون .. هم ألفاسقون




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9031
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20