• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصراعات وسائل نهب الثروات!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الصراعات وسائل نهب الثروات!!

 نهب ثروات الأمم والشعوب يتحقق بإلهائها بالصراعات الداخلية والمحيطية أو الإقليمية , فحالما تدخل في متوالية الصراعات الهندسية الطباع , تبدأ مسيرة الإبتعاد عن الثروات وإستخدامها لتمويل الصراعات , ومعها تنطلق برامج ومشاريع نهبها وأخذها بأبخس الأثمان , لأن أصحابها سيُرهَنون بالصراعات , وسيستنجدون بالسراق لكي يزودونهم بالسلاح والعتاد , والذين سيمعنون بتأجيج الصراعات وتطوير المقايضات , فتذهب الثروات الوطنية هدرا وكذلك الأرواح والعمران , وتتحول الدول إلى مستعمرات أو محميات , وقد أمعن المفترسون بإلتهام ما يستطيعونه من ثرواتها وممتلكاتها.

ووفقا لهذا القانون الإفتراسي الغابي المُقنّع بالإفتراءات الحضارية والإنسانية , تفقد المجتمعات قدرتها على الحياة , وهذا واضح في الدول الغنية بالنفط كالعراق وليبيا وغيرها من الدول , التي تم دفعها إلى منزلقات الصراعات الخسرانية المحتدمة وتسعيرها إنفعاليا وعدوانيا , حتى دخلت في دوائر تدميرية مفرغة وشديدة الدوران والإحتران.
كما أنه يظهر جليا  في المناطق الغنية بالنفط , كالسعودية وإيران والعراق التي ما عرفت العلاقات الطبيعية بينها منذ أن وجد النفط فيها , بل أنها أمضت معظم القرن العشرين ولا تزال في صراعات دامية وتفاعلات أهدرت بها ثرواتها النفطية , ومنعتها عن مواطنيها , فعم الفقر والخراب والإحتراب.
ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق فائدة من ثرواته مهما تعاظمت إذا نشبت الصراعات الداخلية فيه والخارجية من حوله , لأن ذلك يعني الإستنزاف المطلق لكل ما يحتويه.
وبهذا تجد الدول النفطية قد حوّلت النفط إلى نقمة بسبب التصارعات المؤججة والمُدبرة لها , والتي وقعت فيها مرارا وتكرارا وما إتعظت ونظرت بعيون العقل والإبصار السليم , فأضاعت ثرواتها وبددتها بشراء الأسلحة المنتهية الصلاحية لقتل المواطنين , بعد أن تسميهم بمسميات وفقا لما يبرر الإنقضاض عليهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم.
وعليه فأن القول بالإستثمار والإستفادة من الثروات يجب أن يرتكز على العلاقات الإيجابية الداخلية والخارجية , وأن يتوفر الأمن والأمان والمحبة الوطنية , والتعايش الإنساني السلمي المساهم في تثمير وتحقيق المصلحة المشتركة للجميع.
إن عدم وعي هذه الحقيقة القاسية , وإغفال ما تتسبب به من تداعيات مريرة في المجتمعات التي تُسمى ثرية , وما هي إلا في أدقع حالات العوز والفقر , سيساهم بمزيد من نهب الثروات ومصادرة الهوية والمعالم المكانية والحضارية للمجتمع , خصوصا عندما يلد ذلك المجتمع نُهابا وسُراقا من بين ظهرانيته يتعاونون مع كل نهّاب وسرّاق لئيم , يسعى لتجريد المواطنين من حقوقهم ومنعهم من التمتع بثروات بلادهم.
فهل سيدرك المغفلون غايات الصراعات وقرع طبول الحروب ما بين أبناء الأمة الواحدة؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3