• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : الأمر بالقصف. .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

الأمر بالقصف.

 انه رجل, وحين تكون الرجولة موقفا,وحين تكون الرجولة تصميماً على الشهادة,فهذا يعني انك تتحدث عن الشهيد البطل النقيب المهندس علي فالح حسن الوحيلي.
كان آمر سريةٍ في أحد قواطع العمليات,على حين غرة قام العدو الجبان باستهدافهم بخمسة عشرة آليةً مفخخة,وكان من ذلك ان انسحبت بعض الوحدات انسحاباً تكتيكياً,وكان من جرَّائه ان أصبح الشهيد ضمن خلفيات العدو, وسقط موقعه عسكريا.
صمَّم مع رفاقه الشهداء على القتال وعدم الاستسلام,وأن يطلبوا عروس الشهادة ,وتكون دماؤهم مهرها,وأجمعوا على عزف نشيد البطولة على أنغام الرصاص.
كان الشهيد قد دخل دورةً في الطيران,وله فيه خبرةٌ وعلم؛لذا اتصل بالخبير الجويِّ والقائد,وطلب منهما قصف موقعه قصفاً عنيفاً كي لايحقق العدوُّ تقدّما,ولكي يقاتلوه ماوسعهم قتاله ولايقعوا بين يديه أسرى!
تقرَّبت العصابات الجبانة منهم,ونشبت بينهم وبين العدو معركة وصلت حدَّ السلاح الابيض,بيَّضوا به وجوه الأحبَّة,وسوَّدوا به وجوه الأعداء لمَّا أروهم الموت الأحمر.
أذاقوهم طعم الموت مرا,وجرَّعوهم غصص المنون علقما,ولكن الكثرة تغلب الشجاعة,فاستشهد جميع أصحابه وبقي بين الأعداء وحيدا,ولكن من كان في شجاعته أمة ,لا يُغلب من قلة؛لذا اتصل بالخبير الجويِّ وطلب منه قصف موقعه قصفاً عنيفا,لا يبقي ولا يذر!وأخبره انه سيستدرج الدواعش الأغبياء إلى بنايةٍ مهجورة,وعليه قصف هذه البناية لكي يهلك عدوُّ الله تعإلى.
وفعلاً استدرجهم إلى المكان المتفق عليه,وأعلم الخبير الجويِّ بذلك بواسطة جهاز الاتصال الذي لديه,وحين سمع صوت الطائرة القادمة من بعيدٍ للقصف,تبسَّم,لأن هذا الصوت كان ترنيمة البشارة بالشهادة,وبعدها عرجت روحه على براق البطولة إلى سماء الخلود.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90439
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19