• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بوصلة المجتمع و أكثر .
                          • الكاتب : زين هجيرة .

بوصلة المجتمع و أكثر

في  ثمانية مارس من كل سنة يسيل الحبر و تفرغ المحبرات و تجف الأقلام في كتابة الكثير و الكثير عن المرأة . كتابات شعر و نثر و أمثال و حكم و أقوال و اخذ صور للمرأة و خاصة في الوطن العربي الذي فقد الكثير من هويته و تهجن بفعل هذه المناسبات الشكلية التي لم تغير من أوضاع المرأة المزرية في وطننا شيئا بل زادت في مشاكلها و ظلمها و أعبائها على كل المستويات. المرأة التي تقوم البيت فيستقيم المجتمع حملت نفسها اعباءا ليست من اختصاصها فخسرت نفسها و هناءها و راحتها في بيتها فتشجيع الرجل للمرأة على الخروج إلى العمل وهو يدري ضمنيا انه سيتخلى لها على بعض مسئولياته إن لم تكن كلها.

منذ خرجت المرأة الى العمل تخلى الرجل عن دوره في قيادة مركب الأسرة الذي يغرق شيئا فشيئا حتى لم يبق منه اثر. و كان البيوت نوازل و مطاعم كل له مفتاحه و كل له طعامه الخاص و كل له بيته و تلفازه و حاسوبه و أوقاته التي ينام و يصحو فيها.

ان سبب اختلال توازن الأسرة يعود في مُعظمه للمرأة التي حملت نفسها ما لا طاقة لها به كي تبرهن انها قادرة على نفس اعمال الرجل..فلمن برهنت هذا في وطن الرجل لا يقدر فيه امه؟ 

المراة العربية لا تحتاج إلا إلى القليل من الحب ممن حولها كي ترتاح فتريح من ترعاهم و تلقنهم بدورها الحب و الصدق و التعاون و الحرص على الحياة الأسرية السوية التي تنتج جيلا سويا نفسانيا و اجتماعيا صادقا معطاء مكافحا معتزا بانتمائه الى هذه الأمة معترفا بجميلها و كل مقوماتها. 

منذ عقود و نفس الكلام يتكرر من طرف الاناث و الذكور لكن وضع المرأة العربية هو هو رغم تخرجها من أرقى الجامعات و ترأسها اعلي المناصب في المؤسسات و إقحامها في السياسة و لم يبق مجال إلا و نجد فيه المرأة لكن نظرة المجتمع لها لم تتغير و لما أقول المجتمع اعني الرجال و النساء على حد سواء حتى المرأة نفسها ساهمت و بشكل كبير في إعطاء صورة سيئة عنها كعضو في المجتمع وقد يسال القارئ كيف ذلك؟

ساهمت المرأة في تحطيم صورتها و ترسيخ عقيدة أنها كائن ثانوي رغم أنها هي الكل و الكل منها و الدليل على ذلك لما ساء حال المرأة ساء المجتمع كله..و ما آل إليه المجتمع من انحطاط في الأخلاق مقابل عدد المدارس و الجامعات و المساجد الذي يتزايد كل سنة بالعشرات إلا بخطأ من المرأة اليست هي التي تربي أبناءها ؟ أليست هي من تعلمهم الاعتماد على أنفسهم؟

اليست هي من تعلمهم احترام الكبير و مساعدة الضعيف؟ أليست هي من يعلم الطفل ان القناعة ليست الخمول؟ اليست هي من تعلم الطفل الا ينظر الى ما في يد غيره لأنه ليس له؟أليست هي التي من واجبها ان تعلم الطفل ان القناعة كنز لا يفنى و ان الغش ينقص من قيمة الإنسان أمام نفسه قبل غيره؟

و كل هذا ليس من خلال دروس يومية بل من خلال تجارب أناس او قصص أو حتى سلوكياتها اليومية. لكن و للأسف البوصلة فقدت السيطرة على عقاربها فأصبحا يتحركان في الاتجاه الذي يرغبان فيه. 

تتكلم الام امام ابنائها عن نساء اخريات و تتكلم عن معجزات المال و كيف انه اهم من اي شيئ  حتى العلم و الشرف و الكرامة و كيف فلانة و فلان أصبحا أغنى الناس و....و....و............

اذن فمسئولية المراة كبيرة جدا في وضع المراة العربية المُزري اجتماعيا فهي تتعرض للتنغيص و التحقير و التصغير ابتداء من محيطها العائلي الى محيطها في العمل الى الشارع سواءا كانت مترجلة او سائقة سيارة فالكل يحاول ان يضايقها باي صورة كانت حتى يحسسها انها مهما حققت من انجازات فهي مخلوق ثانوي.

و عليه ما ينتظر الامهات في تربية اطفالهم مهم و مهم جدا لتغيير هذه النظرة الجاهلة الرجعية 

المنحطة و الظالمة في نفس الوقت.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90695
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16