• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العمود الفقري العربي المكسور؟! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

العمود الفقري العربي المكسور؟!

العراق هو العمود الفقري العربي الذي إجتمع العرب على أن يحطّموه , وبخطوتهم هذه بركوا وأصبحوا يتوجعون في متاهات الإنقراض , يتوسلون التطبيب من الآخرين الذين يمعنون بتبريكهم , وتدميرهم وتحويلهم إلى ضِياع متأسدة على بعضها , ومدربة على إستخدام أسلحة غيرها لمقاتلة أبناء جلدتها , بعد أن يتم إشاعة التوصيفات والمُسميات التي تجيز القتل , وقد تم إقرانها بأبشع الأعمال والجرائم والآثام.
ومنذ أن تعاون العرب مع أعدائهم على تدمير العراق , فأن آفة الدمار أخذت تسري في ديارهم , حتى شملتهم أجمعين , ولن ينجوَ منهم أحد , ولن يكون مصيرهم أفضل من مصير العراق , الذي ذبحوه على صخرة سذاجتهم وتبعيتهم وخزيهم وعارهم المبين.
فالذي يتعاون مع عدوه لقتل أخيه , سيقتله الذي تعاون معه , وفي التأريخ قصص وشواهد وأمثلة , وفي نهاية العرب بالأندلس أوجع العِبر التي لم يعتبر بها العرب.
فما أن تخرّب العراق , حتى سرت آفات التخريب في أرجاء بلاد العرب , فتساقطت الدول الواحدة بعد الأخرى , وتساوت في مصيرها مع العراق.
وبعد ما جرى ويجري , لايزال العرب بذات النمطية والآلية الإقترابية التي تأخذهم إلى جحيمات سقر , وأهوال الكدر , فما تعلموا ولا تفهموا , ولا فكروا بمخرج أو حل , وإنما جميعهم وبلا إستثناء يعرف كيف يصب الزيت على النار , وكيف يستخدم واردات النفط لقتل العرب بالعرب.
وأكثر الأنظمة العربية تسعى بحماقاتها نحو توليد المشاكل وتحطيم الإرادات وإعتقال الأجيال الصاعدة في سجون الحرمان والممنوعات , وأقبية السجون العلنية والسرية والحروب والمنازعات.
وما فكر العرب بالبناء , وإنما الخراب ديدنهم , والشقاق مذهبهم , والتبعية دينهم.
وبهذا إنمحق العراق , وفقد دوره الطليعي الريادي القوي المقتدر المُهاب العزيز الذي يذود به العرب عن كل خطب وكرب.
تشرد أبناء العراق , ودخل المجتمع في تفاعلات سلبية , وأسهم العرب في توريط الناس ببعضهم , فتحول كل شيئ إلى جحيم في بلاد العرب
فهل سيتمكن العرب من الخطو وعمودهم الفقري أصابته الكسور , فَشُلّتِ الأطراف , وأصبح نزيلا في ردهة الطوارئ الغابية الطباع والتطلعات؟!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91052
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19