• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٢] .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مَنْ يَعُودُ؟ لِمَنْ؟! [٢]

   ثالثاً؛ ولكون الأَعراب ومعهُم [المُكوِّن السُّنِّي الكريم] يعتبرون الأَغلبيَّة [وأَقصد بها الشِّيعة] فُرس مَجوس صفويِّين روافض الى آخرهِ! ولذلك ففي ذلك التَّاريخ غادرَ الْعِراقُ محيطهُ العربي فلقد باتت الأَغلبيَّة المُطلقة في تلك اللَّحظة غير عربيَّة [٩٠٪‏ من الشَّعب العراقي هُم شيعة (فُرس) وكُرد وتُركُمان ومسيحييِّن (كلدان وآشورييِّن وسِريان) وأَقليَّات غير عربيَّة أُخرى]!.
   رابعاً؛ وبسقوطِ الصَّنم في بغداد [عاصمة الرَّشيد!] إِرتعدت فرائصَ الأَعراب ولكلٍّ منهم تفسيرهُ وسببهُ؛
   *فمِنهم من خَشِي على عرشهِ! خاصَّةً عندما ظهر الطَّاغية الذَّليل صدّام حسين خلفَ القُضبان بعد أَن أَخرجهُ العراقيُّونَ من بالوعتهِ التَّاريخيَّة! والتي لا تليقُ الّا بالقائد الضَّرورة وبـ [سيفِ العرب]! ثمَّ متدلِّياً من حبلِ المِشنقة إِثرَ حكم الإِعدام الذي صدرَ بحقِّهِ من قِبل محكمةٍ عراقيَّةٍ خاصَّةٍ جرَّاء ما اقترفهُ من آثامٍ وجرائم بشعةٍ بحقِّ الْعِراقِ وشعبهِ!.
   *ومنهُم من خشِيَ على شرعيَّة نظامهِ السِّياسي كنُظم القبائِل الفاسدة الحاكمة في دُوَل الخليج! فصُندوق الاقتراع عادةً يُثيرُ حفيظة المُلوك والأُمراء الذين يتوارثون السُّلطة رغماً عن إِرادة الشَّعب! بل أَنَّ الشَّعب في النُّظُم الوراثيَّة لا وجود له، فهو ليس أَكثر من عبيدٍ وإِماء في خدمةِ الملك والأُمراء حتّى اذا كان رُضَّعاً يلبسون الحفَّاظات! وفِي أَحسن الفُروض فالشَّعبُ رعايا الأُسرة الحاكِمة!.
   كما أَنَّ تداوُل السُّلطة سلمِيّاً هو الآخر يُثيرُ قلقِ الحُكَّام الذين يعيشونَ عُقدة الشَّرعية، وهو كلُّ النِّظام السِّياسي العربي الفاسد الذي أَسَّستهُ بريطانيا العُظمى بعد الحَرْبِ العالمية الأُولى!.  
   *ومنهُم من خَشِيَ على نَفْسهِ من مصير الطَّاغية الذَّليل، وأَتذكَّر أَنَّني قلتُ في ليلةِ إِعدام الطَّاغية، وكنتُ ضيفاً في ستوديوهات إِحدى القنوات الفضائيَّة، أَنَّ الزُّعماء العرب يتحسَّسون الآن رقابهُم وهم يتابعونَ لحظة تدلِّي الطَّاغية من منصَّة الإِعدام!.
   *ومنهُم مَن خَشِي على عروبةِ [بغداد الرَّشيد]! فقد لا تعودُ الى أَصحابِها [الشَّرعيِّين] مرَّةً أُخرى! ويظلُّ [الشِّيعة] يحكمونَها الى أَبدِ الآبِدين!.
   *ومنهُم مَن شعرَ بأَنُّهُ خسِر بسقوطِ الصَّنم حليفاً قويّاً مُنسجماً معهُ فيستأنسُ اليهِ إِستيناسُ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ! فقد كان الطَّاغية الذَّليل يغدق عليهم بخيراتِ الْعِراقِ على حسابِ سعادةِ العراقييِّن ورفاهيَّتهم! كما كانَ الحالُ مع كلِّ أَيتامِ الطَّاغية الذين يتذوَّقون الى الآن طعم كوبونات النَّفط التي أَثرتهُم والسيَّارات والشُّقق الفاخرة التي وزَّعها الطَّاغية عليهِم في عدَّة عواصم عربيَّة وخاصَّةً عمَّان!.  
   ولكلِّ ذلك غادرَ [المُحيطُ العربي] الْعِراق وليسَ العكس!.
   طبعاً، لم يفصح أَحدٌ عن هذه الحقائق الدَّامغة، فكانت الذَّريعة التي يُمكن أَن يوهِمونَ ويُموِّهون بها على الرَّأي العام العربي تحديداً ويبرِّرونَ بها مغادرتهُم الْعِراقِ، أَمرَينِ إِثنَينِ؛
   *يتبع
   ٣٠ آذار ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91468
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28