• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يحدث في بلدي .
                          • الكاتب : عدوية الهلالي .

يحدث في بلدي

حين يسعى شخص بكل جهده ليحصل على درجة علمية تؤهله للتعيين في الجامعة ويظهر اسمه في جامعة في احدى محافظات الوسط ضمن قوائم السجناء السياسيين المفضلة في القبول على غيرها ، ويذهب لاستلام أمر تعيينه فيكتشف ان هناك من استبدله بشخص آخر تبين فيما بعد انه يعمل اصلا في احدى جامعات العاصمة ، فهذا يحدث في بلدي !!
وحين يسعى الشخص الأول لتقديم شكوى الى المفتش العام على اعتبار ان الشخص الثاني بات يشغل وظيفتين في الوقت الذي يستحق هو الوظيفة أكثر منه ويتم تحويل شكواه الى المفتش العام في المحافظة المعنية فيحصل على وعد بالغاء تعيين الثاني واستبداله به في موعد محدد فينتظر وينتظر ويحل الموعد المحدد فيكتشف ان الاستبدال لم يحصل وان هناك تواطؤا واضحا على استمرار تعيين الثاني دون وجه حق سوى وجود علاقة وثيقة أو (وساطة ) قوية ..فهذا يحدث في بلدي !!
وحين يتوجه الشخص الأول بشكواه الى وزارة التعليم العالي هذه المرة وترقد شكواه في مكتب وكيل الوزير لفترة طويلة ولكي يتم تهميشها من قبل مدير مكتب الوكيل فلابد ان تحظى بشرف الانضمام الى عشرات الشكاوى المكدسة في حقيبة سفريأخذها معه المدير الى المنزل ليعمل على تهميشها اسبوعيا ولاأحد يدري ماالذي يشغله عن ذلك طوال أيام الاسبوع للتخفيف من تراكم الشكاوى والمعاملات التي تحوي كل منها احلاما وامنيات ومشاعر احساس بالغبن وكلها تنتظر وتنتظرجرة قلم خضراء ..فهذا يحدث في بلدي !!
أن يفقد المرء وظيفته المنتظرة بكل بساطة ويراها طوع بنان شخص آخر ، وأن يحمل المسؤول معاملات المواطنين وشكاواهم الى منزله في حقيبة سفر ، ربما تكون أمور عادية في بلد يتحول المعارض فيه الى موالي بلمحة بصر ، وتتغير القناعات من المهاجمة والاستنكار الى التحالف والتعاون مع دول اشتهرت بتصدير الارهاب بين يوم وليلة ، وأن تتسرب مليارات الدولارات على مشاريع وهمية وصفقات فساد مدمرة أمام أعين الشعب الذي يلوك الصخر وينتظر الفرج .، فكل هذه الأمور وغيرها تحدث في بلدي !!
ماذا ننتظر اذن ؟...أن ياتينا الانقاذ من خارج البلد ام تصحو ضمائر الفاسدين ويعيدوا الامور الى نصابها ؟...هل نواصل عقد آمالنا على رجل دولة واحد ونحمله مسؤولية اغلاق عشرات الملفات المفتوحة بشراهة لتلتهم وطنيتنا واخلاقياتنا وكرامتنا وارواحنا ؟..أم سنواصل الاستنكار والشكوى بكل الطرق بدءا من قضايانا الشخصية المعلقة غالبا بجرة قلم خضراء عصية على تحقيق احلامنا وانتهاءا بقضايا الوطن المعلقة بقرار خارجي او تدخل اقليمي او تعاون مشروط من دول اعتادت ان تحصي غنائمها قبل ان تخوض معركة او تعقد اتفاقا ؟...اعتقد ان اسئلتي لن تجد لها اجوبة فمايحدث في بلدي لايمنحنا اجوبة بل يجعل كل شيء امرا واقعا ينبغي علينا تقبله حتى لو فقدنا وظيفة ظلما لأننا اعتدنا تقبل الظلم منذ ان فقدنا الوطن ذاته !!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91503
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18