• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كشف دلالة غير رسمي .
                          • الكاتب : ظاهر جواد الشمري .

كشف دلالة غير رسمي

 تمت سرقة دار أحد المواطنين، وأقام المواطن الشكوى في المحكمة، وقد أفاد المشتكي انه يوم أمس عندما كنت في زيارة بصحبة زوجتي والأطفال إلى أهلها، فعدنا الى دارنا من مساء ذلك اليوم، فوجدنا دارنا قد سرقت، ومن بين المسروقات ماطور الماء وقنينة غاز، ومبلغ 100 ألف دينار، كانت موضوعة في الجرارة الوسطى من كاونتر المطبخ...

وبعد مرور تسعة أيام شك بأحد المشبوهين، فذهب الى أهله في المنطقة، وقال لهم أنا شاك بولدكم انه سرق داري، واتفقوا على أن يقوم المشتبه به بأداء اليمين في المزار القريب، وتواعدوا في اليوم الثاني وكان يصادف يوم خميس، واتفق مع المشتبه به، ومع أهله أن يقوم المشتبه به بأداء الغسل قبل أن يؤدي اليمين، وفي اليوم الثاني وحسب الموعد، إلتقيا الطرفان في داخل المزار، فاكتشف المشتكي أن المشتبه به كان في هذه اللحظة سكران، فتشاجر معه، وضربهُ وسبهُ، وتفرقا ولم يؤدي اليمين على إعتبار إنه نجس في لحظتها...وبعد يومان عاد المشتكي الى دار المشتبه به، واتفق معه، ومع أهله على أن يأخذه إلى داره، لكي يشرف على غسله في حمامه، ومن ثم يؤدي اليمين، وفعلا وصل المتهم إلى دار المشتكي، وكانت المفاجئة! حيث قام بربطه بحبل إلى سياج درج البيت، وبدأ بتعذيبه بالكيبل، ويقول له إعترف، وبعد أن شبع كيبلات، اعترف المتهم بالسرقة، وقال له نعم أنا سرقت بيتك، فتوقف المحقق عن ضرب المتهم، وقال له إعترافك لايكفي، ولكن أسألك سؤال واحد فقط! فقال له المتهم حاضر، فسأله عن المبلغ الموضوع في جرارة الكاونتر، ومامقداره!؟ فقال له المتهم وجدت 25 ألف دينار، وهنا تأكد صاحب الدار المشتكي أن من سرقه فعلاً ومن دون أدنى شك هو هذا الشخص، لأنه الوحيد في العالم الذي يعرف مقدار المبلغ الموضوع في هذا المكان، وهو 25 ألف دينار، ولكنه قال في إفادته في الشكوى إن المبلغ 100 ألف دينار، لكي يكبد السارق في حال المسك به خسائر مضاعفة عندما تحل القضية عشائرياً...

فلوا قارنا هذه الواقعة بواقعة اعترافات ليث الدليمي المطلق سراحه، لعرفنا أن مطابقة الاعترافات مع كشف الدلالة جدا مهمة للقاضي لمعرفة الحقيقة كما هي، فالإرهابي ليث اعترف على وقائع حدثت لايعلمها غير سجلات وأرشيف القوات الأمنية، واعترف على أسماء موجودة ضمن المجاميع الإرهابية، لذلك فعملية تبرئته واطلاق سراحه هي تواطئ واضح بين القضاء والسياسة...

ماحظة/

حرامينا حكم عليه القضاء 15 سنة سجن وهو شاب صغير ومن عائلة فقيرة، والقاتل الإرهابي والذي قتل المئات، وسرق وهدم مليارات من منشآت البنى التحتية وعلى الرغم من اعترافاته طلع براءة، وسيتم تعويضه، واعادته الى منصبه في سلطة العراق الجديد...هذه هي حقيقة القضاء العراقي اليوم، الذي يحكم باسم المحتل والأحزاب السياسية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91505
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19