• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحشد الشعبي ورقة سياسية وعسكرية .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

الحشد الشعبي ورقة سياسية وعسكرية

التحركات الدبلوماسية والاتصالات السرية والعلنية بين قادة ووزراء المنطقة من جهة وامريكا من جهة ثانية مع العراق محورها الاول والاخير هو الحشد الشعبي لاغير ، والمعروف سياسيا كل من له قوة عسكرية تكون له قوة سياسية والعكس غير صحيح .
الحشد الشعبي مدعوم مرجعيا وشعبيا وكتلويا وايرانيا ، كل تشكيل له داعميه ومؤيديه ، ولان نتاجات الحرب العسكرية هي انتصارات تلو الانتصارات ، واغلبها ان لم تكن كلها في مناطق اخواننا اهل السنة لتخليصهم من داعش ، وهذا جعل المنطقة برمتها تعيد حساباتها بخصوص هذه القوة العسكرية المتمرسة التي اكتسبت الشرعية والقانونية في العراق حول كيفية التعامل معها بعد طرد داعش؟
هنالك عدة سيناريوهات لاحتواء الحشد الشعبي وكلها لا تستطيع كبح جماح قوته العسكرية الا اسلوب واحد وهو خطير جدا .
تشكيلات الحشد الشعبي تمويله يتم من عدة جهات حكومية وايرانية ومرجعية وتبرعات شعبية ، ولكل تشكيل جهة راعية له ، هنا سيكون الخبث التامري في التغلغل بين هذه التشكيلات من خلال اثارة فتن سياسية فقط لان الطائفية مستبعدة نهائيا ، ولان بعض التشكيلات القوية مدعومة ايرانيا ، وهذا الدعم جاء بسبب تهور السياسة السعودية بامرة امريكا وهي الان تريد ان تعالج تخبطاتها من خلال احتواء الحشد الشعبي .
تستطيع الحكومة العراقية تغيير المسميات ومنح تشكيلات الحشد اسماء لتشكيلات عسكرية ، وهذا سيفرض على الحكومة العراقية تشكيلات اثيل النجيفي وخميس الخنجر لمعادلة القوة ، ومن جانب اخر يبقى القلق من ايران فمهما تغيرت الاسماء فالذين دعمتهم ايران للقضاء على داعش لا يمكن للعلاقة ان تنتهي بزيارة الجبير لبغداد او زيارة العبادي لامريكا .
لان الساحة العراقية فرغت من حكومات العروبة بل العكس ضخت بالارهاب العروبي الوهابي لاسقاط الحكومة العراقية ولانها فشلت فشلا ذريعا فما كان عليها الا اللحاق باخر مراحل انتصار القوات العراقية على داعش لاعلان تايديها ومشاركتها في دعم هذا الانتصار الذي لا حاجة له ولا فائدة منه لان الامور انتهت والانتصار حسم .
واعود للتخوف من اشعال فتنة بين هذه التشكيلات سواء على المناصب او على قرار معين قد يتخذه البرلمان بخصوص الحشد بعد زوال داعش من العراق ، لان الحشد ليس لمحاربة داعش في العراق فقط بل ان المنطقة لازالت تعاني من داعش ومسالة مشاركة الحشد في محاربة داعش خارج العراق هو امر متوقع ومطروح على طاولة ترامب وال سعود ، فالمنطقة المشتعلة بالارهاب الوهابي والتامر الامريكي اما يتم تصفيتها في وقت واحد وليس على مراحل لان الاوراق ستختلف وتكون هنالك اوراق ضغط لطرف دون الاخر والكفة راجحة للعراق وحشده بينما لو تم تصفية الازمات في سلة واحد يمكن التوصل الى اتفاقيات بخصوص تحجيم القوة التي تشكلت بسبب غباء الوهابية والبيت الابيض .
الحشد الشعبي اصبح ورقة سياسية اكثر مما هي ورقة عسكرية ومسالة اللجوء الى المرجعية لاحتواء الحشد او الحصول على صيغة قرار يضمن لهم حقوقهم امر ايضا مطروح ولكن لاياتي بنتيجة لهم لان خطاب المرجعية وعبر خطب الجمعة من على منبر الصحن الحسيني الشريف تؤكد على مباركة الانتصارات ودعم الحشد الشعبي وهذا يعني اي تدخل من قبل المرجعية سوف يضمن حقوق الحشد قبل غيره ومثل هذا الامر يقلق دول المنطقة التي كانت ترجو سقوط الدولة العراقية وليس الحكومة العراقية .
تقسيم العراق هو الورقة التي كانت تلوح بها بعض الدول ولا زالت حتى تستطيع ان تحصر قوة الحشد ومعه الجيش في رقعة جغرافية محدودة مع الموافقة على تشكيل الحرس الوطني في المناطق السنية اسوة بالحشد والبيشمركة ، ولان قيادات الكتل السنية مشتتة مع اثبات اجرام البعض منهم بل البعض قابع في السجون العراقية وقد خذلوا ابناء السنة في المنطقة الغربية والموصل مما جعل ورقتهم هي الحكومات التي دعمتهم اكثر من المواطن العراقي السني، وهذا الامر بدا ينكشف بشكل غير مسبوق من خلال التكاتف والتعاون بين التشكيلات العسكرية وابناء تلك المنطقة اضافة الى دعم النازحين من قبل المرجعية ومساعدتهم وتاكيدها على الحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم وعودتهم باسرع وقت الى مساكنهم .
هذه الحسابات باتت معقدة بالنسبة لدول المؤامرات ومما زاد من تعقيدها هو عدم امكانية احتواء القوة الايرانية ( سياسيا وعسكريا) التي اخذت تكبر وتقوى في المنطقة وبات خطاب ترامب واضح بتهديد ايران سياسيا ليكسب منه اتاوات من حكومات الخليج وله ما يريد ، ولكن تبقى ورقة الحشد الشعبي هي الفاعلة والمؤثرة على المشهد السياسي في العراق خصوصا والمنطقة عموما .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91527
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28